فهد الحمود يتذكر: أخطاء اللغة كانت سبباً وجيهاً لإيقاف المذيع عن العمل استحضر هيمنة التلفزيون على المشهد الإعلامي.. ويقدم نشرة التاسعة مساءً

 القطيف: بيان آل دخيل

بكل ما فيه من تاريخ وأحداث مضت، تعيد قناة “الإخبارية” أمجاد التلفزيون السعودي، وتعيد معها أسماء إعلاميين معروفين، لطالما كانوا ضيوفاً على منازل السعوديين كل يوم.

وهذه الليلة يطل على الشاشة من جديد المذيع المخضرم فهد الحمود، ليلقي نشرة أخبار الأخبار في التاسعة مساءً، على مشاهدي القناة.

إطلالة الحمود بعد هذه الغيبة، ليس شوقاً للأخبار، ولا ترقباً لآخر المستجدات، بل هو حنين إلى وجوه كانت تذيع هذه الأخبار، وذكريات تسكننا لماض جميل عشناه، وكان التلفزيون فيه المسيطر على المشهد الإعلامي، وعن طريقه نرتبط بالعالم من حولنا.

33 عاماً

وخلال 33 عاماً، تنوعت مهام فهد الحمود على الشاشة بين نشرات الأخبار والبرامج التلفزيونية، وتأتي هذه المشاركة كمبادرة من القناة لتكريم مجموعة من الجيل الذهبي في التلفزيون السعودي. ومن البرامج التي قدمها: “مع المزارعين” برنامج أسبوعي وأول سنة في العمل في التلفزيون، و”أهل الخليج“، و”مسابقات انطلق إلى الهدف“. وتغطية المناسبات الرسمية وفي دول العالم المختلفة.

ويعلق الحمود على مبادرة قناة ذكريات بقوله: “المبادرة تعد فكرة رائعة لتكريم الجيل السابق من المذيعين، والإخوان في قناة الإخبارية قد بادروا بطريقة غير معتادة، كاستضافة في برنامج أو مناسبة، وكما يحدث في تكريم لاعبي كرة القدم، أن يتم دعوة اللاعب للعب في مباراة تكريمية”.

ويشعر الحمود بالحنين إلى الشاشة التي قضى فيها سنيناً طويلة، ويتمنى أن يكون التعامل مع الأستوديو طبيعياً. ويقول: “أتمنى أن نساهم اليوم بما نستطيع”.

حياته ونشأته

ولد الحمود عام 1378 هـ في ثرمداء، ودرس حتى السنة الرابعة في المرحلة الابتدائية هناك، ثم انتقل إلى شقراء، ودرس فيها حتى أنهى المرحلة الثانوية، منتقلاً بعد ذلك إلى الرياض، لاستكمال المرحلة الجامعية. والحمود خريج كلية الآداب في جامعة الملك سعود قسم اللغة العربية. وكان ينظم وقته بين العمل في التأمينات الاجتماعية والدراسة آنذاك، واستمر في العمل حتى تخرج في الجامعة.

قضى الحمود نصف عمره في العمل الإعلامي الرسمي، ولا يزال، لم يذهب بعيداً، فهو يكرر دائمًا في لقاءاته السابقة: “أنا موجود. ولكني ابتعدت عن الشاشة”.

تفاصيل البداية

بعد التخرج عام 1404هـ، وأثناء قيامه برحلة إلى تونس، التقى الحمود زميلاً له أيام الجامعة، وهو عبدالله الفردي، على متن الطائرة، وفي هذا اللقاء، عرض عليه الفردي الانضمام إلى فريق التلفزيون السعودي كوظيفة رسمية، وأخبره أن يزور مقر التلفزيون بعد العودة السفر، وقد حدث ذلك.

بعد عودته، توجه حمود إلى مقر التلفزيون، وبعد عمل تجربة لقراءة نصوص من الأخبار لاختبار اللغة والأداء، تمت الموافقة المبدئية، وأخذت المعاملة أسبوعاً من الانتظار لتنتهي بالموافقة على التعيين.

بدأ الحمود عمله بالتدرب لمدة 20 يوماً، ثم انتقل إلى الهواء كمذيع فترة ربط برامج وغير ذلك لمدة أربعة شهور، ليبدأ بعدها بتقديم مواجيز الأخبار، ثم ينتهي بعد عام إلى تقديم نشرات الأخبار.

ولم يطل الحمود على شاشة القناة السعودية وحدها، بل عمل لمدة 18 عاماً كمراسل متعاون لقناة “أم بي سي” في الرياض، مع بقاء عمله في التلفزيون السعودي، وشكل التوفيق بين العملين تحدياً، ما دفعه للانسحاب من قناة “إم بي سي” والتفرغ للتلفزيون السعودي.

وإلى جانب العمل في التلفزيون، عمل الحمود في المجال الخاص قبل تقاعده بـ 27 عاماً، واستمر فيه حتى اليوم، حيث يدير مكتباً إعلامياً يهتم بالإنتاج والتعاون مع القنوات الفضائية وربط القنوات مع محللين سياسيين وإنتاج الأفلام والبرامج وحملات التوعية.

حين كان مراسلاً لـ MBC

التقاعد المبكر

تقاعد الحمود في عام 1437 هـ وكان تقاعداً مبكراً بعام واحد، ويعود السبب ـ كما أشار في لقاءات سابقة ـ إلى شؤون إدارية كانت تزعجه وقتها، إذ كانت الإدارة الجديدة قد ألزمته بالعمل الإداري إلى جانب تقديم النشرات المسائية، وشكل ذلك تعارضاً لما اعتاد عليه بالتزامه بعمل معين لسنوات طوال.

الأخطاء اللغوية

يزعج الحمود واقع بعض المذيعين الموجودين على الساحة في الوقت الحالي، فبعضهم، بحسب رأيه، لديهم شيء من الضعف في اللغة والأداء فضلاً عن الأخطاء اللغوية، كنصب فاعل أو رفع مجرور. ويرى الحمود أن بعض المذيعين في حاجة إلى التدريب وتطوير اللغة، وإن مثل هذه الأخطاء لم تكن مقبولة سابقاً، وكانت الإدارة حازمة في الأخطاء، وأي خطأ لغوي كان يستدعي توجيه خطاب إيقاف.

“هل هي مشكلة المحرر، أم المذيع؟”، يجيب الحمود: “المحرر مطلوب منه الاجتهاد باللغة العربية الفصحى، ولكن المذيع دوره تعديل ما قد يرد من أخطاء، لأن المذيع، في مهنته التي يزاولها، من أهم العناصر التي يجب أن تتوفر، هي إجادة اللغة العربية الفصحى”.

ويضيف “يجب أن يكون المذيع دارساً للغة العربية، أو إن لم يكن دارساً، فعليه أن يتلقى دورات مكثفة في اللغة العربية، لا سيما أنه يخرج للمشاهد وهو يتحدث ما قد يساهم في إشاعة الأخطاء”.

ويرى الحمود بشكل عام أن هناك مذيعين متمكنين، وبحسب تعبيره “تجاوزوا الإجادة لمرحلة الجودة المتناهية”.

كتابة الشعر

ويكتب الحمود موضوعات شعرية مختلفة، وينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، ويعلق على ذلك “هي محاولات في كتابة الشعر ولا أعتبر نفسي شاعراً”. وتدفع بعض المواقف الحمود إلى أن ينظم الشعر، ويعتبر ممارسته للكتابة الشعرية كهواية موسمية في لحظات معينة.

الحجر الصحي

ويعد الحمود فترة الحجر الصحي الذي نمر بها بسبب فيروس كورونا الحالي، فرصة للم شمل العائلة ومتابعة أمورهم والتفرغ، حتى على مستوى الهوايات والإطلاع والقراءة. ويؤكد: “ما نمر به هو عبرة، وأتمنى إن عدنا، أن نعود بعقلية وفكر أرجو أن يكونا مختلفين قليلاً، وأن نأخذ ما حدث كعبرة، فمرحلة كورونا ستغير جميع المفاهيم التي عشناها سابقا”. ويدير الحمود مؤسسته

مع العائلة في أزمة كورونا

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×