مع العزل ومنع التجول.. ألعاب الورق تتفوق على آيباد وبلايستيشن الآباء يقبلون على شرائها بكثافة.. والتجار يوفرونها.. والتوصيل يحلّ المشكلة

القطيف: فاطمة المحسن، بيان الدخيل

وجد حسين آل طلاق صاحب محل لبيع الألعاب في القطيف، نفسه مضطراً لنفض الغبار على قسم الألعاب الورقية داخل متجره، وإعادة ترتيبه بعدما وجد أن الإقبال على منتجات القسم في ازدياد مفاجئ على غير العادة، في المقابل، جلب زميله في المجال نفسه، كميات الألعاب الورقية القديمة من مخزنه، لإعادة عرضها من جديد.. فمع قرارات الحجر الصحي ومنع التجول وتمديده، أقبل الآباء على الألعاب الورقية والمزلية دون سواها، بعدما شعروا أنها أكثر فائدة لأبنائهم من الألعاب الالكترونية..

 

الألعاب المنزلية

ويرى آل طلاق أن الألعاب المنزلية الجماعية تُنمي الحس الإدراكي والذكاء لدى الجميع. ويقول: “لا تقتصر الألعاب المنزلية على ألعاب الرقعة والبطاقات وإن كان الطلب كبيراً عليها”..

وأضاف “نسبة المبيعات تزداد في إجازة الصيف للطلاب، ولكن بسبب أزمة كورونا والحجر المنزلي، زادت نسبة المبيعات إلى 10 أضعاف ما يُباع في اجازة الصيف”. وقال: “هناك تنوع في شراء مختلف الألعاب لكافة الأعمار، إلا أن أكثرها مبيعاً هي المعتمدة على السهولة في اللعب”.

وقال آل طلاق: “التعليمات الحكومية وجهت بإغلاق محال الألعاب، لذلك كنا نجهز الألعاب ونرسلها إلى طالبيها في أماكنهم”، مشيراً إلى أن “الأمهات هن الأكثر طلباً لهذه الألعاب لأولادهن في محاولة لإيجاد جو ترفيهي لكافة أفراد العائلة”.

الألعاب والقصص

ولم تكن مفاجأة لحسين آل خليف (صاحب مكتبة) زيادة الطلب على مختلف الألعاب الورقية وألعاب الأطفال والرسم والتلوين وكذلك النسيج بالتزامن مع بداية الحظر، ولكن المدهش لديه أن تصل الطلبات لأضعاف ما كانت عليه، وصولاً لنفاد الكميات في المنطقة، وليست في المكتبة فحسب.

ويقول آل خليف: “بعد تمديد الحظر، لم تقتصر الألعاب في الأسواق على الأنواع الورقية والجماعية المسلية فقط، إنما تعددت لعرض الألعاب التعليمية التي تنمي المهارات المختلفة والقصص المتنوعة، فكانت الحصيلة اقبالاً كبيراً عليها من الكبار والصغار”. وأشار آل خليف إلى أن المبيعات “أصبحت أكثر بعد خدمة التوصيل للمنزل، فالكثير ملتزم بالحجر المنزلي وعدم الخروج إلا للحاجة القصوى فقط”.

تغير القوانين

وقالت حميدة الأحمد (أم لثلاثة أطفال، ومعلمة تربية خاصة) إن نظامها المعتاد في قوانين التربية وشراء الهدايا قد تغير بشكل كلي بسبب الحجر الصحي. وقالت: “نحن الكبار، نظامنا قد تغير وقوانينا تبدلت”.

وأضافت “في بادئ الحجر، قمنا بابتياع جميع الألعاب مثل “لخمة” و”رامي” و”الشطرنج” و”الحية” هذا بالإضافة إلى الألعاب التي كانت لدينا قبل ذلك، وكانت الفكرة اللعب كفرصة للخروج عن الأنظمة المعتادة والتغلب على الملل والاستمتاع بالوقت في المنزل”. واستدرجت “لأن الفترة الزمنية طالت، بدأنا تدريجياً بالعودة إلى نظامنا قبل الحجر لشغل الوقت الضائع وأعدنا ترتيب القوانين وتعديلها”.

الآيباد ممنوع

وتقول نورس آل عبد الباقي (أم لطفلين واختصاصية تغذية علاجية): “في العادة، نشتري الأشياء التي تتناسب مع العمر وتنمي مهارات معينة وتحفز التفكير بطريقة ممتعة” مضيفة “تركيزنا الأكبر على الكتب، أما اللوحات الالكترونية مثل الآيباد،  فهي ممنوعة منعاً تاماً بما ان أعمار أولادي 5 سنوات وسنتان).

وتضيف نورس “مع الحجر، لم يتغير شيء، لكننا ركزنا على الألعاب التي من الممكن اقتناؤها في حديقة المنزل لحاجتنا لتفريغ الطاقات، وما حدث اننا اشترينا أرجوحة وبيتاً كبيراً كلعبة ليقضي فيهما طفلانا بعض الوقت”.

قبل الحجر

وقالت جنان آل أبو زيد مسؤولة متجر ألعاب إلكتروني في القطيف: “كان الإقبال على الشراء ضعيفاً في الأيام العادية، يصل حتى “صفر مشتريات”، ولكن بعد الحجر الصحي، أصبح تفكير معظم الآباء والأمهات منصباً على ألعاب تعليمية، تشغل  وقت أطفالهم”. وأضافت “أكثر الألعاب شراءً في فترة الحجر الصحي كانت ألعاب الذكاء والألعاب التعليمية”. وقالت: “نفدت معظم ألعابنا ولم يتبق سوى القليل منها، ولا نستطيع توفير ألعاب جديدة بسبب منع التجول”.

نفتقد المنتزهات

وقالت سلمى آل خميس (أم لثلاثة أبناء، أحدهم توحدي): “يحتاج الأطفال بشكل عام إلى الألعاب المختلفة كالزحليقة والأرجوحات وألعاب الذكاء المختلفة ، وبالنسبة لي، لم أوفق في شراء أي شيء بسبب منع التجول، ولكنني اشتريت لهم في وقت سابق عدة أشياء، لشغل أوقاتهم وإبعادهم عن الألعاب الإلكترونية، بشكل عام، تمنيت لو كان بإمكاني شراء ألعاب أكثر”.

تتابع آل خميس “أريد شراء الألعاب لأن الأطفال يحتاجون إلى التسلية، وإذا تركناهم إلى الأجهزة، ستتلف عقولهم وسيصيبهم الخمول والكسل”. وتقول: “أريد ألعاباً تعليمية مختلفة، ولم يختلف علي الأمر بعد الحجر، فأنا دائماً أحاول أن أشتري لهم كل مفيد من الألعاب مرة في الشهر”.

أكثر الألعاب طلباً

وقال علي الدخيل (صاحب متجر ألعاب إلكتروني وركن في الأسواق الشعبية المتنقلة بصفوى) “أكثر الألعاب طلباً في هذه الفترة هي الألعاب التعليمية والخشبية والتركيبات للأطفال، أما بالنسبة للفئات الأكبر سناً، فيقبلون على الألعاب الورقية وألعاب التسلية الجماعية والتحديات”.

لعبة مناسبة

وأوضحت اختصاصية الطفولة المبكرة زهراء البوري أن اختيار الألعاب يختلف بحسب المرحلة العمرية لكل طفل. وقالت: “هناك العديد من الألعاب التي لا نحتاج حتى لشرائها خصوصاً ونحن في فترة منع تجول، ولكن يمكننا صنعها يدوياً في المنزل”.

ورأت البوري أن فئة الأطفال في عمر 3 إلى 4 سنوات، تناسبها الألعاب التي تنمي العضلات وتلفت حاسة النظر، مثل الرسم والتلوين، أما عمر الفئة من عمر 5 إلى 6 سنوات، فتشدهم تركيب قطع البازل البسيطة، والمكعبات الخشبية التي تمكنهم من ابتكار عدة أشكال، بالإضافة إلى ألعاب التطابق، والأعمال الفنية وأوراق العمل الممتعة كالمتاهات أو البحث عن الاختلافات”.

وتقول البوري: “كلما كبر العمر، زاد مستوى مهارة التفكير في الألعاب التي يمكن تقديمها للطفل”.

تقارب أسري

أما المعالج السلوكي أحمد آل سعيد فيري أن اللعب الجماعي داخل الأسرة الواحدة، يُولد التقارب بين أفرادها ويقوي الروابط بينها، ويخلق الألفة واكتشاف شخصيات بعضها البعض.

 وقال: “الألعاب الجماعية تحفز الروح المسلية التي تعود بالنفع على الجميع من الناحية النفسية والاجتماعية”. وتابع “الفائدة الصحية موجودة أيضاً ضمن نطاق الحركة ونمو وظائف الجسد، بالإضافة إلى مضي الوقت سريعاً دون شعور العائلة بالملل فيها”.

وأوضح آل سعيد أن “الألعاب الجماعية فيها علاج لمشكلات سلوكية للأطفال والمراهقين وبالأخص لمن يُعاني من العزلة أو الخوف أو حتى الانفعال والغضب، فمنها يحصل تعديل السلوك، من خلال الارشادات المهمة التي يوجهها الآباء لمساعدة أطفالهم في هذا الجانب سواء كان اللعب حركياً أو فكرياً”.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×