ناصفة القطيف: الفرحة كاملة والأهازيج حاضرة والحلوى في كل مكان.. داخل حدود المنازل "صبرة" رصدت احتفالات القريقعان في مدن المحافظة وقراها

القطيف، سيهات، الجارودية، صفوى، العوامية: ليلى العوامي، شذى المرزوق، فاطمة المحسن، بيان آل دخيل، معصومة الزاهر

 

لم يمنع الحجر الصحي ومنع التجول، أهالي محافظة القطيف من الاحتفال بالناصفة (القريقعان) الليلة، كل أسرة في منزلها ومع أطفالها وأطباقها.

احتفالات أهالي القطيف، بكل مدنها وقراها، بدءاً من القطيف إلى سيهات، مروراً بصفوى والجارودية والعوامية، جاءت مكتملة الفرحة والعادات والمراسم، وسط فرحة شبه كاملة، كما يعكر صفوها سوى منع خروج الصغار من بيوتهم، والطواف على منازل الأهل والجيران، مرددين الأهازيج الدينية، وهم يحمعون الحلوى وبعض النقود من الأهالي.

 

أهالي القطيف

البداية كانت من القطيف، وفيها تقول صالحة السالم: “احتفال الناصفة هذا العام يختلف تماماً عن كل عام، ففي هذا اليوم في سنوات مضت، كنت أعتاد على توزيع الماء على الناس في الحي الذي أسكنه، لكن هذا العام قررت ان أتبرع بمبلغ الماء للجمعية الخيرية كصدقة على روح والدي”.

وتضيف السالم “جهزت غرفة لأبنائي للجلوس فيها مع أسرتي والإحتفال بيوم الناصفة، وجهزت قصصاً جميلة، وقمت بدور الحكواتي وقصصتها عليهم لمدة ساعتين على الأقل”.

القرآن الكريم

واحتفلت سكينة عبدرب الرسول  آل موسى بـ”الناصفة” في المنزل أيضاً. وتقول: “الاحتفال هذا العام مغاير عن الأعوام الماضية، قضيت هذه الليلة في المنزل، ومع ذلك شعرت بالفرح والسعادة كاملين”.

وأضافت “قضينا الليلة مع أبنائي الصغار وزوجي وأم زوجي، لأننا نقيم سوياً، ولا أبالغ إذا أكدت أنها ليلة مميزة وسعيدة، نقرأ فيها القرآن الكريم، ولعب أولادي مع والدهم كرة القدم في الحديقة، وصنعت بعض الحلوى لهم، ووزعتها في غرفهم”. وتتابع “في الأعوام الماضية، كنتُ معتادة على الخروج من المنزل عقب بعد صلاة المغرب، ولا أعود إلا آخر الليل.

تجهيز الحلوى

ووجهت مريم حسين آل تحيفه التهنئة بليلة الناصفة إلى الجميع. وقالت: “كل عام وانتم بخير، ناصفه حلوة قضيتها الليلة في البيت مع صغيراتي، رافعين شعار “خلك في البيت” وأتمنى السلامة للجميع”.

وأضافت “لم ننسى أن نجهز الكيكة مع الحلوى، ونضعها في مكان مزين بكل أدوات الزينة، مع البخور، ولبس الأطفال ثياب الناصفة”.

وسألت مريم الله أن يعُيد هذه الليله علي المملكة الأمة الاسلامية بالخير واليمن والبركات

 

سيهات تتزين

ولم تختلف احتفالات الناصفة في مدينة سيهات، عنه في القطيف. وذكرت رملة مدن أن عائلتها الصغيرة المكونة من 4 أطفال شاركوها  تزيين ركن خاص في المنزل، للاحتفال بالناصفة داخل المنزل”.

وقالت: “قامت ابنتاي بعمل قصصات من الورق الملون على شكل ورود جدارية، بينما كتب ابني عبدالله 7 أسماء للإمام المنتظر على هذه القصصات”.

وتابعت رملة “نجحنا في إيجاد أجواء الناصفة المبهجة كما هو الأمر كل عام، ليعيشها أفراد العائلة وسط أناشيد القريقعان، وأهازيج المولد الشريف، وزاد من بهاء الاحتفال، وجود ركن مزدان بالأنوار والشموع والبخور، كما وفرت ما اعتاد الناس توزيعه في مثل هذه المناسبة، من حلويات، وأوراق المشموم، وماء الورد، وبعض الألعاب للصغار”.

وتذكر رملة أن وجود الجد والجدة في البيت الذي تقطنه العائلة، ساهم بشكل كبير في تحسين جو الناصفة. وقالت: “تشارك الجد والجدة معنا في نشر البهجة في نفوس الجميع، ما ساهم في تخفيف وطأة أزمة كورونا والعزل الصحي ومنع التجول”.

ركن الناصفة

وجهزت عائلة يوسف ناصر العباس زاوية خاصة، لإقامة فعاليات الناصفة، بمشاركة أطفالهم الخمسة (3 أولاد وبنتان). وأعدت الأم ركناً، وزودته بسلة من الخوص المملوءة بالحلويات،  وعدد من أطباق البسكويت وأكياس مزينة بصور شخصيات كرتونية، لإضفاء البهجة في نفوس الأطفال، حتى يعيشوا جو الناصفة العائلي”.

وتعويضاً للأطفال عن الخروج إلى الشارع، جهزت الأم  عدداً من الريالات، لتوزيعها عليهم، وهي عادة يفضلها الصغار في احتفال القريقعان.

الأكياس المملوءة

 ونجحت تجهيزات هدير حبيب للاحتفال بـ”الناصفة” في إضفاء أجواء من السعادة على كل أسرتها. وتقول هدير: “أسكن المنزل مع زوجي وابني أسرة زوجي”. وتابعت “في هذا اليوم، ورغم أننا قضيناه في المنزل، إلا أننا جهزنا بعض الأشياء التي تدخل السعادة إلى قلوبنا، وخاصة الصغار”.

وجهزت هدير الركن الخاص بالإحتفال بالأكياس المملوءة بعدد مختلف من أصناف الحلويات وسط تنسيق يجمع ما بين الماضي، مثل سلال الخوص، والحاضر كالأكياس الملونة وصوت الصلوات المحمدية والأدعية”.

 

أطفال الجارودية

وحرص أهالي الجارودية على الاحتفال بالقريقعان بأشكال مختلفة ومنوعة كلٌ في منزله.

ولم تجد أزهار مهدي وصفاً مناسباً للحدث إلا “أزمة وتعدٍ”. وقالت: “أدعو الله بالفرج علينا وزوال هذا الوباء”.

وتابعت “في هذه الليلة، حرصنا على إقامة حفل الناصفة في المنزل، لحفظ الأنفس، ورغم ذلك لم أقطع العادات التي اعتدت عليها كل عام، فتم تجهيز حلويات الناصفة وتوزيعها على أفراد المنزل، وقمت بتزيين المنزل لإدخال الفرحة على قلب ابنتي الصغيرة، لتشعر بالسعادة التي طالما عاشها والداها في مثل هذا اليوم من كل عام”.

حلويات الناصفة

وقالت زهراء درويش: “بدأنا فعاليات ليلة الناصفة بعد صلاة المغرب، كما هو متعارف عليه كل عام”. واستطردت “البرنامج السنوي تضمن أداء العبادات، وإلقاء الأهازيج مع أطفالنا، وارتداء ملابس الناصفة، والاستمتاع بتوزيع الحلويات”. وتابعت “ما اختلف هذا العام هو عدم خروج الصغار في الشوارع وأخذ بركة الناصفة من البيوت الأقارب والجيران، ولكن نصيب الاطفال موجود وحقهم محفوظ”.

واختتمت أسرة دوريش الناصفة بحفلة شواء، وإقامة فعاليات مميزة، من صنع زوجي، واستمتع بها الصغار”.

صفوى تحتفل

ومن صفوى، قالت حميدة الخلف: “الناصفة” يوم فرح، حتى وإن ضاقت السبل بلقاء الأحبة”. وأضافت: “قمت بعمل بعض التوزيعات الشعبية للصديقات والجيران، لكل بيت هدية، وأوصلت كل هدية إلى بيت دون أن يكون هناك لقاء مباشر أو رؤية للحفاظ على الصحة العامة ضمن احترازات كورونا”.

وأضافت “ألبست ابنتي زي الناصفة، لإضفاء الفرح عليها”. وقالت “جميع مبالغ الناصفة ستذهب إلى الفقراء فقط لا غير”.

تزيين المنازل

ولم يختلف المشهد كثيراً في العوامية، فحرص الأهالي على أن تكون احتفالاتهم ظاهرة للعيان، من خلال تزيين واجهات المنازل بالأضواء الملونة.

وتقول والدة الطفل حسين يوسف الهميلي: “أعتدنا في ليلة النصف من شعبان أن نشعل قناديل الفرح ونوزع السكاكر والحلويات على الأطفال، ونعلق الزينة على البيوت وأن نرسم الفرحة على محيا الأطفال”.

وتضيف “هذا العام اختلف فرحتنا بالنصف من شعبان، إذ وجب علينا البقاء في منازلنا، واحتفل كل بيت على حدا وبشكل فردي، من أجل الحفاظ على سلامة مجتمعنا”.

صور تذكارية

وبطريقة أخرى، تحتفل والدة الطفلة ريم منتظر العبادي مع طفلتها داخل شقتهم الواقعة داخل عمارة سكنية تضم عدداً من الأسر. وتقول: “طرقنا أبواب شقق الأهل، وأخدنا بركة المولد، والتقطنا صوراً تذكرية، وهو ما عزز البهجة والسرور في قلوب أطفالنا”.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×