سوق السمك في القطيف: “كورونا” خارج الحسبة.. والأنواع المحلية تدخل اختباراً
القطيف: فاطمة المحسن
بدت الحركة داخل سوق القطيف المركزي للأسماك، وكأنها عادية، لم تتأثر كثيراً بقرار الحجر الصحي على المحافظة، فحركة البيع والشراء متواصلة بالوتيرة المعتادة، والإقبال على جميع الأنواع المحلية يشهد تزايداً، خاصة بعد إيقاف دخول الأسماك الإماراتية والعُمانية.
ويصف تجار في السوق الفترة الحالية بأنها “فرصة ثمينة” أمام أهالي القطيف، للاعتماد على الأنواع المحلية، والتأكد من جودتها، مشيرين إلى أن الأسعار لم تتأثر كثيراً في فترة الحجر، وأن أسعار بعض أنواع الأسماك في طريقها للتراجع خلال الفترة المقبلة.
حركة السوق
“سوق السمك بخير”.. بهذه العبارة بدأ تاجرا الأسماك محمد كفير وعبد الله سليس حديثهما. وقالا: “لا يوجد ما يُربك حركة السوق سوى الرياح والعوامل المناخية غير المستقرة، أما كورونا، فهو خارج الحسبة”.
ويرى كفير أن “وضع السوق مستقر، بناءً على حجم العرض والطلب فيه”. ويقول: “الأسعار متوسطة، ولا يوجد ما يدفعها لهذا الارتفاع الطفيف، سوى العوامل المناخية التي قد تتعرض لها المنطقة في الفترة المقبلة”.
أما عن الإقبال على منتجات السوق، فيرى كفير أن “حركة التسوق طبيعية بسبب الحجر الصحي على محافظة القطيف والمعروض من الأسماك محلي 100% بعد اغلاق منافذ الخليج والشرق الأوسط ضمن احترازات جائحة كورونا، لذلك المعروض الحالي يُغطي احتياج الناس”.
وأشار كفير لتأثير بسيط في حركة الصيادين ونزولهم البحر، بسبب الوضع الاحترازي الصحي في المنطقة. واستطرد “ولكن ذلك لا يؤثر على خروجهم في ساعات التجوال المسموحة”.
أسعار الأسماك
وتتأثر الأسعار بحالة الطقس، التي تحدد دخول القوارب للبحر من عدمه، وفي مجملها، فإن الأسعار معقولة وفي مرحلة نزول مع الأيام المقبلة لبعض الأنواع. وتراوحت أسعار الهامور الوسط والصغير بين 55 و58 ريالاً، والكنعد 55 ريالاً، وسعر الصافي بين 33 و45 ريالاً، ويحتمل تراجع سعره في الأيام المقبلة إلى 25 ريالاً للكيلوغرام، بسبب وفرته في موسمه. وسعر الشعري بين 25 و30 ريالاً، والسمان والسود 30 ريالأً، والحمام العربي 33 ريالاً.
المستورد متوقف
مع تقديم وقت الحجر في محافظة القطيف، ابتداءً من الثالثة عصراً، فإن وقت سوق السمك يبدأ من السادسة والنصف وحتى التاسعة والنصف صباحًا، حسب الاتفاق المبرم بين تجار الأسماك وبلدية محافظة القطيف. وهو ما أكده التاجر عبد الله سليس، الذي قال: “90% من السمك المستورد توقف، وعلى رأسه العماني بسبب الحظر”. وقال: “أسعار الأسماك تخضع للعرض والطلب، وقد تتأثر بتوقف طلبات المطاعم والفنادق وغيرها”.
وأقر سليس بارتفاع الأسعار نسبياً في بعض الأنواع. وقال: “الأسعار متفاوتة من صنف إلى آخر، والارتفاع يشمل الكنعد والصافي، وهناك أنوع أخرى تراجع سعرها، مثل العندق وجميع الأسماك الصغيرة”.
ويؤكد سليس أن الاقبال على جميع المنتجات جيد رغم أزمة كورونا. وقال: “في ظل هذه الأزمة، التسويق أصبح صعباً نتيجة فرض البلدية الكثير من الاشتراطات الاحترازية”.
الهامور في الصدارة
ويصف حسن الميلاد (صاحب محل للبيع بالتجزئة) نسبة العرض بـ”قليلة بسبب عدم دخول الموردين العمانيين والإماراتين للمنطقة في ظل أزمة كورونا”. وقال: “المعروض من الأنواع المحلية ارتفع سعره نسبياً مع ازدياد الطلب عليه”.
أما عن سلوك المشتري، فقال ميلاد: “القطيف تعتمد على الأسماك أكثر من اعتمادها على اللحوم والدواجن في غذاء سكانها، لذلك فإن المشتري يقوم بشراء المتوفر من الأنواع المحلية”. وقال “الهامور لم يتنازل عن مركزه في صدارة الأنواع التي تحظى بالإقبال، ويأتي الكنعد والصافي في المرتبة الثانية، وبقية الأنواع مثل الشعري والعندق والسمان والبياض في مراكز تالية.
الحجر المفروض
بالرغم من ارتفاع سعر سمك الصافي حاليا، إلاّ أن المستهلك القطيفي لا يمكنه المجادلة في سعره، كما يقول فيصل المعراج (بائع بالتجزئة) “في ظل غياب السمك المستورد والحجر المفروض على المنطقة، فلا يمكن الجدال في السعر، وينطبق ذلك على بقية الأسماك المرتفعة السعر نوعاً ما”.
ويتابع المعراج: “المرحلة المقبلة بمثابة فرصة لمشتريي الأسماك المستوردة، أن يشتروا السمك المحلي، فقد ارتفع الطلب على الكنعد والصافي والفسكر والعندق والهامور والسمان والشعري والينم، فيما يأتي السبريم من تبوك بكميات قليلة”.
وأضاف المعراج قائلاً: “توصيل السمك قائم كما هو الحال في معظم المواد الغذائية قبل الحجر وبعده”. وقال: “هناك مستهلكون يودون اختيار أسماكهم بأنفسهم”.