حجر ومنع تجوّل.. أطفال القطيف يفرغون طاقاتهم في الهوايات
القطيف: معصومة الزاهر
في زمن كورونا، يقضي الأطفال ساعات طويلة بين جدران منازلهم، لا يبرحونها، خوفاً عليهم من الإصابة بالوباء، تبدو الأيام متشابهة، نهار يتبعه ليل، وليل يتبعه نهار، وكأنها نسخة مكررة لا تأتي بجديد، عقارب الساعة تبدو ساكنة، الملل يتسرب إلى النفوس، البعض يقضي الساعات في الدراسة عن بُعد، ولكن سرعان ما تنقضي تلك الساعات، ويعود الملل من جديد..
ووسط الحجر الصحي داخل المنازل، تتولد الأفكار، وتأتي الحلول، حيث يتجه أطفال إلى شغل أوقاتهم في أعمال فنية لا تخلو من إبداع وقدرة على توظيف الإمكانات للخروج بإنتاج فني لا يمكن تجاوزه.. “صُبرة” اقتحمت عزلة الأطفال في منازلهم داخل محافظة القطيف، وخرجت بهذا التقرير المصور..
تفضل الطفلة ولاية آل تحيفة (في الصف الأول الابتدائي) إضاعة وقتها في مراجعة دروسها مرات عدة، وكأنها ترفع شعار “في الإعادة إفادة”.
ولقي الطفل أمير النمر (4 سنوات) تحفيزاً من أسرته لتعلم التلوين. ويقضي أمير ساعات بصحبة ألوانه الخشبية، يستخدمها في تلوين الرسومات البيضاء.
ويحظى الطفل هادي الحمادي (5 سنوات) بمساعدة أشقائه وتحفيزهم له بكتابة الأحرف الأساسية. ويقول هادي: “تعلمت كتابة بعض الحروف، ولكن أكتبها بحجم كبير، وأتدرب حالياً على كتابتها بخط أصغر”.
ويقضي الطفل سلام آل سيف (4 سنوات) وقته أمام سبورة، يكتب عليها الحروف الهجائية التي تعلمها، فيكتبها مرة متفرقة، ومرة أخرى داحل كلمات. ويقول سلام: “علمت من أفراد أسرتي أن تكرار كتابة الحروف تجعل الخط جميلاً ومنمقاً”.
وأجاد الطفل إبراهيم المصلي (6 سنوات) وشقيقته ريتاج (4 سنوات) الرسم على الورق، والتلوين أيضاً. وفيما نجح إبراهيم في رسم صورة أهرمات الجيزة، أبدعت ريتاج في رسم حديقة غناء.
وبثقة عالية، قررت الطفلة أفنان محمد المصلي قضاء ساعات من يومها في الرسم والتلوين. وفي هذا المشهد نجحت في رسم لوحة تضم عدداً كبيراً من المثلثات المتراصة فوق بعضها.
وبفكر مغاير، قرر الأخوان هادي وعباس الشيخ قضاء الوقت في إعادة تدوير بعض الخامات الموجودة في منزلهما، وتحويلها إلى أعمال فنية أو أشكال جميلة.
أما مريم التاروتي (5 سنوات) وشقيقتها زينب (3 سنوات) ففضلتا صنع كرات الاستحمام الفوارة بألوان مختلفة، وأشكال متنوعة.
وبمساعدة أمهما، تمكنت الطفلان زينب وعلي آل ضيف في رسم لوحات فنية وتشكيلية، تحمل نوعاً من الاحترافية العالية. اللوحات تميل إلى الفن التكعيبي. ولم يقتصر الأمر على هذا الحد، فهناك نشاطات فنية أخرى، شجعت عليها الأم، مثل صنع أشكال فنية باستخدام الخيوط الملونة والمسامير، واستخدام الأولوان المائية في عمل أشكال فنية جميلة. وتقول الأم شهزلان: “فترة الحجر الصحي أراها فرصة لتعليم الصغار فنون متنوعة، وهذا ما حرصت عليه في الأيام الماضية”. وتضيف: “ألاحظ أن هناك تحسن كبير في المستوى الفني لزينب وعلي في صنع أعمال فنية جميلة جداً، سأحتفظ بها حتى يكبران”.