[كورونا] “ناصفة” القطيف تتحول إلى مبادرة واسعة في التكافل الاجتماعي المواطنون: "كورونا" ينبه الغافلين إلى مساعدة المحتاجين
القطيف، صفوى: ليلى العوامي، بيان آل دخيل
“حفاظاً على سلامة الجميع لن يكون هناك احتفال بــ”ناصفة شعبان” لهذا العام، ما تدفعونه لشراء الحلويات، قدموه صدقة للمحتاج“.
انتشر مضمون هذه العبارة في مواقع التواصل الإجتماعي بين عوائل محافظة القطيف، العبارة تؤكد أن فرحة إحياء منتصف شعبان (المعروفة، أيضاً، بـ: قريقشون، قرقيعان، حالوعاد)؛ ستكون هي نفسها، ولكن في مسار تعزيز التكافل المجتمعي.
وهو ما شجع الجمعيات الخيرية، كلٌ في منطقته، على إطلاق مبادراتها لجمع تبرعات “استثنائية” تنفقها على الأسر التي تضرر دخلها اليومي بسبب الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا الجديد. ويبقى الجميل في مبادرات الجمعيات مسمياتها، التي تحمل رسائل مهمة إلى الأسر الفقيرة والمجتاجة، إذ تؤكد أن المجتمع بأكمله يساندهم ويقف بجانبهم، وتنوعت الأسماء بين “احنا وياكم عون، وتكاتف، وترابط، لنكن معهم، فالناس للناس، ونحن معكم”.
تكاتف المجتمع
وأشار رئيس جمعية تاروت الخيرية للخدمة الاجتماعية محمد الصغير إلى أن “إطلاق مبادرة “تكاتف” بدأت من منطلق الواجب لمساعدة الأسر المتضررة من الإجراءات الاحترازية، ممن يعملون بالأجر اليومي، وغير المسجلين في نظام التأمينات الإجتماعية”. وقال: “أخذنا على عاتقنا خلال الفترة الماضية، وتحديداً منذ انطلاق المبادرة أن نعمل جاهدين، ونكرس جهودنا وطاقاتنا لإنجاح هذه الحملة، شاكرين الجهود المبدولة من قبل حكومة المملكة ومنسوبي وزارتي الداخلية والصحة والداعمين والناشطين الاجتماعيين والمتبرعين فهم دائماً وابداً سندنا في خدمة المجتمع للتصدي للأزمات والمحن التي تصادفنا”.
مصلحة الجميع
وقالت معصومة شرف الهاشم: “كنا نستعد لإحياء ليلة النصف من شعبان، كما هي عادتنا كل عام، لكن دوام الحال من المحال، فالجميع في بيوتهم من أجل مصلحتهم ومصلحة المجتمع، ينتظرون أن ينتهي هذا الوباء وتعود الأمور إلى ما كانت عليه، في الوقت نفسه، قررنا المساهمة مع مبادرات الجمعيات الخيرية الموجودة في القطيف، وهذا واجبنا اتجاه المستحقين والمتعففين بدعمهم مادياً ونفسياً”. وأضافت “ندعو الله أن تكون “ناصفتنا” ناصفة خير، وأن يشتمل ما نقوم به على دروس مفيدة، ستتحدث عنها أجيال وأجيال”.
وباء كورونا
أمَّا زينب الدحيلب، فتقول: “منذ كنا صغاراً، ونحن اعتدنا على إحياء ناصفة شعبان، ابتغاء مرضاة الله تعالى، ولأن هذا العام شهد ما شهده من انتشار وباء كورونا المستجد، قررنا تحويل مبالغ الإنفاق على مستلزمات الناصفة، لتكون صدقات تفرح قلوب الأسر الفقيرة والمحتاجة، وهذه بلا شك خطوة مباركة، تعد من أكبر أبواب التكافل الاجتماعي في منطقتنا الحبيبة، وقد تكون باباً لمن لم يعتد على التصدق كي يطرق هذا الباب العظيم الذي سيفتح عليه البركات”.
مساعدة المجتمع
ويرى خالد خليفة المصوف في مبادرات الناس والجمعيات الخيرية لمساعدة المجتمع عنواناً للوفاء والعطاء، خاصة عندما تتكاتف الجهود بين الجميع لمساعدة المحتاج”. وتبارك نصرة القفاص مبادرات الجمعيات، وترى أنها ستعزز الوحدة في المجتمع، وستساعد من هم في أمس الحاجة إلى المساعدة. ودعت الله أن يكشف هذه الغمة.
روح التعاطف
وترى نرجس الخباز أن إنسانية هذه المبادرة تتجسد في سد حاجة المعوزين، وقالت “سيكون لهذه المبادرة تأثير كبير من خلال بث روح التعاطف والإنسانية وتعزيز التلاحم المجتمعي”. وأضافت: “نحن من الداعمين والمشجعين لهذه المبادرات سنوياً، فكيف في هذا الوقت الذي تمر فيه الكثير من الأسر بحالة مادية سيئة”؟.
وتضيف أنيسه الستاروه: “المبادرة سيكون أثرها كبير في سد حاجة المعوزين، وهي خطوة مباركة نحو التلاحم المجتمعي” .
وتقول منى باقر الحداد إن “فكرة تحويل المبالغ للجمعيات، بادرة طيبة وواقعية، تلامس الاحتياج الفعلي للأسر، وتحقق تكافل المجتمع، لاسيما في ظل هذه الظروف الاستثنائية، وقد يكون البلاء والإبتلاء بمثابة قرع جرس، لكي نتنبه لو كنا غافلين عن مساعدة الناس والوقوف بجانبهم”.
كل عام
أما هدى عبدالرزاق النابود فقالت: “كنا ننتظر ناصفة شعبان بلهفة وشوق كما تعودنا كل عام، مراسم فرحة في كل أرجاء مناطق القطيف؛ لوحة تختلط فيها كل الألوان، وهذا العام ناصفتنا مختلفة، مبادرة عطاء متميزة ستكون هذا العام فرحة لكل محتاج؛ صدقة من كل بيت كان يستعد لهذه الفرحة الى كل بيت محتاج، هي خيروعطاء للفقراء.
حالوعاد صفوى
وفي مدينة صفوى استبق الأهالي المناسبة نفسها التي تُسمّى عندهم “حالوعاد” مع دخول شهر شعبان، وابتدأت التساؤلات عما إذا كان سيكون هناك “حلوعاد” أو “ناصفة” أو “قرقيعان”، هذا العام، بسبب الظروف الصحية العالمية.
في هذه الظروف أصبحت فكرة أن تقام المناسبة ضرباً من الخيال حفاظاً على الصحة العامة وصحة الأطفال. وجاءت مبادرة “ناصفتنا لجمعيتنا” من إحدى البوابات المشهورة في المدينة وهي “بوابة أهل البيت”. وقال أحد المسؤولين عن البوابة، أحمد حسن آل إبراهيم، إن الفكرة تولدت على أساس تشجيع الناس على التفكير استبدال توزيعات الحلويات للأطفال بالتبرع لصالح جمعية الصفا الخيرية لدعم الفقراء والمحتاجين والمتضررين بسبب الوباء. أكد آل إبراهيم، “الجمعية تعلم جيداً المحتاجين وتعلم أماكنهم وهي ستوزع المبالغ عليهم”.
ومن جهته أثنى رئيس جمعية الصفا علي العالي على المبادرة وقال “مبادرة اجتماعية ممتازة ومناسبة جداً في ظل هذه الظروف”، مضيفاً “لن يكون هناك حلو عاد كما اعتاد الناس في هذه الظروف” وأشاد العالي بالقائمين على المبادرة وبالأهالي باعتباره توجه ينم عن حب الخير للآخرين.
وقال العالي ” نشكرهم جزيل الشكر ونحن سعيدون بمبادرتهم”، وأشار إلى حقيقة توارد الناس على الجمعية رغم الوقت الضيق المحدد في الوقت الحالي.
حاجة الجمعيات
وأثنى أحمد المعلم على المبادرة وتعهد بنشرها في حسابه على السناب شات بشكل يومي في الأسبوعين المقبلين لتصل إلى أكبر عدد من الناس. ويرى المعلم أن الجمعية بحاجة لمثل هذه المبادرة لدعم الحالات المتعثرة. وقال المعلم: أدعم المبادرة بقوة وأتمنى التزام الناس والشباب بالأخص بلزوم منازلهم إذا لم يكن من أجلهم، أن يكون من أجل أهاليهم.
وكانت جمعية الصفا قد أطلقت مبادرة “نحن معكم” في وقت سابق لدعم المتضررين، وتجيئ مبادرة “ناصفتنا جمعيتنا” لدعم هذه المبادرة. ويعتقد المعلم أن مطالبة الجهات الرسمية بمنع الحركة في هذا اليوم ضرورية “فالتجمعات خطيرة ومع الأسف هناك جزء من الشباب لديهم قلة وعي”.
وتغلب على تجمعات بعض الشباب في الشوارع تجمعات الدراجات النارية وبعضهم لا يلتزمون بمعايير السلامة مطلقاً.
وتداول الناس في مواقع التواصل الاجتماعي إعلان مبادرة ” ناصفتنا لجمعيتنا” والتي دعت الناس إلى جعل قيمة الناصفة (وهي القيمة التي يشترى بها حلويات أو العاب للتوزيع على أطفال الحي) مختلفة هذه المرة بالتبرع بها لصالح جمعية الصفا الخيرية والتي بدورها ستقوم بتوزيعها على الفقراء والمحتاجين والأسر المتعثرة والحالات المتأثرة بالإجراءات الاحترازية لمواجهة فايروس كورونا.