أرض وطني والفايروس
خلود البحراني
قبل وقت غير بعيد كانت شوارع وطني تعج بالزحام، وأصوات زمامير السيارات عالية وكأنها تسابق بعضها البعض؛ وشعبها يتنقل من مكان لآخر، ومن اجتماع لآخر، والكل مشغول بعمله وسرعة إنجازه، وفتياتها بين ترفيه وجمعات، وشبابها بين قهوة واستراحات، وفجأة تغيرت الأحوال…
وعمَّ الهدوء والسكينة حتى بين الأزقة.
الكل ملتزم في بيته تاركا جميع أعماله التي كان يجري بسرعة لها، واختفت جميع وسائل الترفيه والبهرجة، وانقطعت الاجتماعات والاستراحات، ماذا حدث؟!
لماذا كل هذا التغيير؟ وما الذي يجري على أرضك يا وطني؟!
أرى الكل خائف، والكل يسعى سريعا للدخول لمنزله، إنه فايروس منتشر، ويصيب من يراه سريعا، أحقا الكل خائف من الفايروس؟!
أقف حائرة أمام كل هذا التغيير السريع، أيعقل أن أرض وطني تسعى للتنظيف؟!، تنظيف؟، وأي تنظيف الذي تريده أرضنا الحبيبة؟!
هل التنظيف المتعارف عليه بمنظفات ومعقمات؟! أم ماذا؟
لا… لا
أرضي تريد تنظيف النفوس، ومما كثر بداخلها، من حسد، وحقد، وكراهية، وبهرجة، وسفور، التي اجتاحت قلوب الناس، فأصبح الأخ يكره أخاه، والابن يقسو على والديه، والفتاة تخرج غير محتشمة بحجة الانفتاح.
مهلا.. مهلا
ماذا أسمع؟!
نعم تأمل ولو لحظة أيها الانسان، لماذا هذا الوقت؟! ولماذا انتشر هذا الفايروس؟!
لكي تصحو من غفلتك، وتحاسب نفسك، وترتقي بروحك للخالق سبحانه، ويعود الكون متزنا بعد ما أصابه الخلل.