انتبه.. أنت تحت خدر الكلمات

تكتم سعيد

 

ليس أحد منا لا يحب المدح، بل ربما كان المحرك لبعض أفعالنا؛ هو ما ننتظره من جميل الثناء، يظهر ذلك جليا في مواقع التواصل الاجتماعي، وفي تعاملاتنا اليومية، ويظل كل ذلك في خانة الطبيعي مالم يتعدى حدوده ويرقى إلى خانة الرياء والسمعة والعُجب.

وفي الضفة الأخرى يقف المعجبون، المادحون، المليّكون، الراصون حروفهم على أرفف الآخرين، تلك الفئة التي اعتادت على الكلام المنمق، الذي يكاد لفرط تشابهه أن يكون مكرورا ومحفوظا، تلك التي من شدة حماسها في الردود الآلية تظنها تصنع منجزا.

الغريب نقطة التقاطع بين الضفتين، كثيراً ما أراقب أثر مثل هذا الكلام الذي يقال لسين من الناس ويقال لصادهم، سواء في الحياة الواقعية أو الافتراضية؛ ومع علم الممدوح أن المادح يقول ذلك عادة، له ولغيره، حتى تكاد تكون من لوازمه؛ إلا أنه يفرح كثيراً وكأنه تلقى مكافأة مجزية، ويصدّق ما قيل حتى ولو كان من المبالغات الفجة.

هذا هو ديدن الناس، لكنهم يتبادلون الأدوار غالبا، اليوم أنا أمدحك وغدا أنت تفعل، وقد يتبادر للذهن السؤال التالي:

أليس العمل أو الكتابة وأي فعل نقوم به من أجل الحصول على ثناء ما، مدعاة لتجويد العمل؟، وللوهلة الأولى سيكون الجواب: نعم، لكن الحقيقة غير ذلك، فمتى ما كان عملك لإرضاء المادحين، غاب عن حسابك غيرهم، وسقط المقلّون من قائمة اهتمامك، وهنا مكمن الخطر.

بقي أن أقول إن أسوأ أنواع المدّاحين.. أولئك الذين يمدحون رب العمل، فهولاء تكون جرعة التملق عندهم عالية، فلا يكاد يقوم بعمل أو ينبس ببنت شفة حتى قالوا: الله عليك الله، ومن غيرك يستطيع؟!!

وبحسب رأي صديق: “الجماعة عندهم.. حتى فـ… الريس خنينة”!

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×