الأطباء.. جنود الكوكب الأخضر
عدنان السادة
عادلة هذه “الكورونا ” في ظلمها، من ناحية هي كالشمس مع الفارق، تنشر أشعتها في كل الأرجاء لا تفرق بين غني أو فقير، كبير أو صغير.
يملك كل شيء هذا الطاغية المتجبر ولكنه مختبىء كشحاذِ في الشوارع لا بيت له، أحاط نفسه ببطانية وأفترش الورق، ومن جميع النواحي ظالمة.
كنت في رحلة تموينية يوم أمس، الشوارع شبه خالية، لا شيء يشبه الحياة، كأني في لقطة في بعض أفلام الرعب، الحديقة تزدان بالبط و الإوز الذي لا يخشاك يا “كورونا” واضح هذا التحدي في مشيتهن، الأمس مثل اليوم تقطع الشارع و أقف كي تعبر لا أبالي، لا مركبة في الخلف.
“كورونا ” في الأرض في الجو في البحر، في حناجر المذيعين والمذيعات في حركات الأطفال، في حنان الأمهات، في قهوة الصبح على السواحل في المطعم، على رفوف المتاجر، يا لك من لعينة، تحيطين برقبة الكرة الأرضية و تضيقين عليها الخناق، لا تشبهك حرب ولا خسارة في بورصة ولا انخفاض حاد في أسعار النفط، كنا نسمع بركان أو زلزال أو تسونامي مثلا يضرب سواحل تلك الدولة، أما أنت أغرقت مياهك أقصى جزر العالم.
الأطباء جنود الكرة الأرضية يواجهونك بكل قوة وثبات، تاركين خلفهم أطفالهم، زوجاتهم، ومنازلهم، ونحن مختبئون يحدونا الأمل برحيلك، نصفق لهم حين يعبرون الجسر إلى الضفة الأخرى كل يوم.