الإنسانية.. والعدو المشترك
علي المادح
لقد اختبرت الأزمة العالمية التي كان سببها فيروس كورونا مستوى الحس الإنساني لدى شعوب الكرة الأرضية، وقد شعر الجميع بأهمية الوحدة صفا واحدا ضد هذا العدو المشترك.
تسابقت الأمم حكومات وشعوب ومؤسسات وهيئات ومنظمات من أجل احتواء الأزمة وإنقاذ الجنس البشري من كارثة مقبلة بغض النظر عن حجم خطورتها وحدتها.
والسؤال: ماذا لو تم التعامل مع أزمات العالم بنفس هذا الشعور الإنساني النبيل؟ كيف سيصبح شكل العالم؟
هناك أخطار وفيروسات وأوبئة لا تقل خطرا عن كورونا، أليس الفقر والمرض والجهل أمراض حقيقية تهدد العالم؟
ألا نحتاج لمنظمة لمحاربة الجهل وأخرى لمحاربة الفقر وثالثة لمكافحة العنصرية والطائفية؟
قد تكون مصلحة بعض البشر في الحروب والدمار ونشر الأمراض، ولكن عندما يشعر أن هذه المصلحة ستقضي على وجوده أيضا؛ فإنه سيسارع للتصالح مع أعدائه وإسكات آلات الحرب والتوجه للمصالحة والسلم.
إن أكثر شيء أسعدني في هذه الأزمة هو ذلك الشعور الإنساني والوطني العالي الذي تردد في العالم أجمع وكان أيضا صداه مدوياً في أرجاء المملكة العربية السعودية، والمسؤولية الكبيرة التي ظهرت من كافة المسؤولين في مواجهة الأزمة العالمية، وهذا يدل على عميق الشعور الإنساني لدى القيادة الرشيدة وعميق الحكمة والتي برزت بوجهٍ طلقٍ أمام أزمة عالمية شرسة، وهذا درس لأبناء بلدي حيث أن الوطن هو العش الذي ستلجئ إليه وإنك لو علقت في بلد ما لأي سبب كان؛ فلن يسأل عنك أحد إلا أهلك وأبناء بلدك وحكومة وطنك، وهم من يستحق ولاءك لا غيرهم ابداً.