أطفالي بين وزارتين

آسيا سعيد

 

تم إعطاء أغلب القطاعات إجازاتٍ من أجل السيطرة على انتشار فيروس الكورونا، في المقابل،  تم حشد قطاع الصحة كاملاً، للقضاء على هذا المتسلل بلا استئذانٍ بين أهلنا وأحبتنا.

ربات البيوت ومن أعطين إجازاتٍ مع أبنائهن طوال اليوم.. فلا بأس لو طُلب منهن القيام بمتابعة تدريس أبنائهن- وربما كان لهن رأياً آخر- لكن ماذا عن موظفات وزارة الصحة إن كنّ أمهات؟ كيف سيُدِرن عملية التعليم عن بعد؟ وماذا لو كان للموظفة أربعة أبناءٍ أو خمسةٍ أو ستة؟.

لم يتم تفريغنا لتعليم أبنائنا، بل ازدادت ضغوط العمل نتيجة الإجراءات الاحترازية لكل من يدخل أي مُنشأةٍ صحية، وازدادت ساعات العمل على البعض منَّا، وتغيرت أوقاته على البعض الآخر.

 ولأن أهلنا جميعاً في خطر، ولأن كل من يمشي على أرضنا الغالية في خطر، إن لم نقف في وجه هذا الغزو الفيروسي، امتثلنا جميعاً من غير تردد.

لكن وفي المقابل لا تكفيني أنا كأم وربة بيت كل كلمات الشكر المرسلة من جميع سكان بلادي لموظفي وزارة الصحة جميعاً، مع تقديري لها، إن لم يراع أطفالي لانشغالي عنهم بما هو أهم؛ صحَّة أبناء وطني وكل من يسير على ترابه.

خطر انتشار الكورونا ليس ذنب أطفالي، وانتمائي لوزارة الصحة ليس ذنب أطفالي. هذا الانتماء يحتم على وزارة التعليم تفهم انشغالي عن العملية التعليمية بل ويحترمها. هذا هو المتوقع في مثل هذا الظرف الطارئ. لكن الواقع أن وزارة التعليم لم تقدم أي شيء مراعاةً لوضعي الخاص أنا وزميلاتي من وزارة الصحة. فهل ثمة ما يمنع ذلك؟

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×