تعقيب على بعض الخطابات الإعلامية

حسين الغزوي

 

بادر الكثير من النشطاء الاجتماعيين خلال الأيام الماضية إلى التعبير عن آرائهم وأفكارهم عبر الكتابة أو عبر السناب شات عن الأوضاع الراهنة، ولكن استوقفتني بعض الحالات:

الحالة الأولى: وصف شعور الخوف في الوضع الراهن بأنه صفة سلبية.

_ من المشاعر الطبيعية للإنسان هي مشاعر الفرح عند حدوث ما يفرحه، والحزن في حال الضيق والغصة، وكذلك شعور الخوف عندما يجد الخطر أمامه مع تفريقه عن صفة الجبن.

فعندما يجد الإنسان العاقل أن الخطر متجهاً إليه فلا شعورياً ستظهر ملامح الخوف بادية عليه، وكل حسب قدرته، فلا يمكننا لوم أصحاب المناعة الضعيفة من إظهار شعور الخوف في مثل هذا الظرف أكثر ممن سواهم (ليس جبناً أو تجبيناً وإنما باتخاذ أقصى درجات الوقاية).

الحالة الثانية: تقريع المتسوقين من مراكز التموين الغذائية.

من مشاكل بعض الأفراد هي النظرة الأحادية وتقريع المخالف لهم بطريقة التفكير (لا أريكم إلا ما أرى)، فما الضير في أن مجموعة أشخاص كانت لديهم نظرة مخالفة لفكري بالتسوق لقضاء احتياجاتهم لفترة زمنية، بعذر العزلة التامة عن المجتمع في هذا الظرف الراهن، رأي يحترم ولا يقرع، (فلنعود أنفسنا على تقبل الرأي الآخر).

الحالة الثالثة: التفسير الخاطئ لآية (لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) بعدم التخوف فكل شخص له نصيب ملاقيه.

إن هذا التفسير يوافق نظرية الجبر، بينما النظرية الحقة هي اتخاذ الأسباب والوقاية والعلاج وليس رمي النفس في التهلكة بحجة النصيب.

الحالة الرابعة: مطالبة المجتمع بالتوبة الجماعية والرجوع إلى الله عزّ وجلّ تفادياً لغضبه.

في اعتقادي أن هذا المطلب هو تهويل لحال مجتمعنا العزيز، فنحن من أكثر المجتمعات الإسلامية المحافظة دينياً، ولا يلتفت إلى الحالات النادرة والشاذة في تقييم مجتمع برمته.

الحالة الخامسة: نسب هذا الوباء ليد الغيب بحجة الغضب والانتقام الإلهي بالاستدلال بالآيات القرآنية في الانتقام من أعداء الأنبياء.

في هذه الحالة أمر خاطئ وهو نسب تصرفات الإنسان الخاطئة لمكونات البيئة وما ينتج عنها ليد الغيب.

وأما بالنسبة لنزول العذاب الإلهي على أعداء الأنبياء كان سببه الممارسة الجماعية لفعل أو عمل معين بإصرار وعناد تام، وليس بسبب ممارسات فردية قاصرة أو مقصرة.

وأما الأمر البالغ الأهمية فهو أن العدالة الإلهية تستلزم العدالة في العقاب فلا تصدق العدالة الإلهية على العقاب العشوائي والذي يطال حتى الأطفال.

الحالة السادسة: المطالبة من البعض بالاقتصار على الدعاء فقط لأنه العلاج الأوحد.

هذه الحالة تهميش لنظام السبب والمسبب بل أن هذا القول ذات من يطلب الرزق الحلال وهو مرتاح في منزله.

اللهم شافِ كل مريض واكشف هذه الغمة عن هذه الأمة واحفظ هذا الوطن العزيز.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×