أمطار ورعود تُنسي المصريين كورونا لمدة 48 ساعة وتزج بهم إلى عيشة أهل الكهف
القاهرة: عصام سعيد
لن ينسى المصريون لسنوات طويلة، تفاصيل ما حدث لهم أمس الأول (الخميس) واستُكملت تفاصيله أمس (الجمعة)، فقد استيقظوا على أمطار غزيرة وموجات رعدية تزلزل السماء فوق رؤوسهم، هذه الموجات كادت تقتلع المنازل من جذورها، إلا أنها اكتفت بسقوط أسقف بعضها، وانهيارات أرضية في الطرق السريعة والجسور، وانقطاع التيار الكهربائي عن أحياء كاملة في التجمع الخامس ومدينة 6 أكتوبر والشيخ زايد، لمدة تلامس 3 أيام متواصلة، فضلاً عن انقطاع المياه عن بعض الأحياء، والخسائر البشرية أكثر من 20 قتيلاً، بخلاف الخسائر المادية التي تتجاوز ملايين الجنيهات المصرية.
أسطح المنازل
في نهار يوم الخميس، اعتلى المصريون مع أبنائهم وزوجاتهم أسطح المنازل، يحملون في أيادهم أطباقاً بلاستيكية كبيرة، وجراكن وأدواد تنظيف، لإزاحة مياه الأمطار التي تجمعت فوق منازلهم، وتسرب بعضها إلى الداخل، واستمر هذا المشهد على مدار اليوم.. في نهار الخميس تحولت الشوارع والميادين إلى برك ماء، تسبح فيها السيارات والدرجات النارية في مشهد لم يحدث بهذا الشكل قبل ما يقرب من 40 عاماً، في نهار الخميس أصيبت مصر بالشلل التام.
الأمطار وكورونا
الأمطار الغزيرة نجحت في احتلال المركز الأول في قائمة اهتمامات المصريين، بعدما زحزحت الخوف من فيروس كورونا الجديد، وألقت به في المرتبة الثانية، هذه الأمطار اتسمت بالعدالة، فلم تفرق بين منازل الفقراء في العمرانية وشبرا وكرداسة، وبين قصور وفلل الأغنياء في التجمع الخامس والقطامية، إذا اخترقت وبعنف الأسطح والحوائط والنوافذ لتصل إلى داخل منازل الجميع؛ لتخرب ما بها من متعلقات وفرش وأثاث. ويبقى الأخطر أن وصلت تجمعات المياه إلى دواليب الكهرباء الحكومية في الشوارع، فتسببت في صعق الكثيرين بالتيار الكهربائي.
سخرية التواصل الاجتماعي
وبخفة دم معهودة من المصريين، تناول نشطاء التواصل الاجتماعي أحداث الخميس بالكثير من السخرية في مواقع التواصل الاجتماعي، وقال نشطاء على موقع التواصل (فيسبوك) أن المصريين عاشوا 48 ساعة عيشة أهل الكهف، لا ماء ولا كهرباء ولا تلفونات، ولا أسقف تقيهم الأمطار. وقال آخرون أن الحكومة حددت خطوطاً ساخنة للإنقاذ، بيد أن هذه الخطوط كانت تحتاج إلى إنقاذ لأنها لم تتجاوب طيلة الأزمة.