الأسر المنتجة في شتاء تاروت.. في كل ركن قصة

القطيف: ليلى العوامي

وراء كل ركن يجلس فيه حرفي داخل فعاليات “شتاء تاروت”، قصة كاملة متسلسلة الأحداث، تكشف بداياته وكيف تغلب على تحديات الحياة، ليسجل نفسه في قائمة “الأسر المنتجة”، التي كانت المحور الرئيس والشغل الشاغل للفعالية السادسة من شتاء تاروت اليوم (السبت). الفعالية تنظمها جمعية البر الخيرية بسنابس، وتضم 20 ركناً للأسر المنتجة.

وكان من ضمن الحضور رئيس المجلس البلدي في محافظة القطيف المهندس شفيق آل سيف، وعيسى الحماقي، ولفيف من أفراد ومثقفي المجتمع وأفراده. وافتتح الفعالية نائب رئيس المجلس حسين أبو سرير، الذي أكد على أهمية فعالية “شتاء تاروت” في دعم المجتمع والأسر المنتجة. ويقول  الحماقي: “كلنا أمل أن يتوسع مشروع الأسر المنتجة، فهو بالنتيجة يصب في خدمة اقتصادنا المحلي، وينتقل بنا من مرحلة الاستهلاك للمنتجات الخارجية إلى توطين المهن ودعم الاقتصاد وتنويعه بجدارة وامتياز”.

ويضيف “فعالية يوم التراث والأسر المنتجة اليوم، أبرزت الدور الكبير والمهم  للأسر المنتجة والحرفيين المحليين، لذا يجب علينا كأفراد في هذا المجتمع، أن نساهم مساهمة فعَّالة في مساعدتهم وتوجيههم وإبراز طاقاتهم للمجتمع، سواء كان من الناحية التراثية أو الاقتصادية، ومد يد الدعم بمختلف أشكاله لهم ومن مختلف الطبقات والفئات”.

 

البداية.. دلة الأب

وكيل مدرسة الحسين بن علي بالقطيف، حبيب رضي الجنوبي بدأ نشاطه في الأسر المنتجة بدلة قهوة اقتناها من والده، ومنها انطلق إلى البحث عن المقتنيات الأثرية في كل مكان، دافعه في ذلك حبه للتراث ورغبته في نقله إلى الجيل الجديد، كي لا ينسى إرثه القديم. يمتلك حبيب متحفاً خاصاً في منزله ولديه عدد كبير من السينمات القديمة والكاميرات، بالإضافة إلى علب المواد الغدائية القديمة التي بدأت تختفي في هذه السنوات”.

موسوعة جينس

ويحترف أبوناصر علي الشطي، وهو متقاعد من شركة أرامكو، صناعة السفن بمختلف أشكالها، ويتمنى أن يصل لموسوعة جينس للأرقام القياسية بصناعة أصغر سفينة في العالم، وهو يعمل بيده اليسرى بسبب حادث عمل تعرض له  في يده اليمنى أثناء عمله، وقد عرض في ركن الحرفيين سفنه، وكان أصغرها سفينة يتنمى أن يدخل بها الموسوعة العالمية.

 

صانع قراقير

وبدأ أبو حسين علي محمد حسن آل يعقوب نشاطه قبل 40 عاماً في صناعة القراقير (القرقور)، وله من العمر الآن 77 عاماً. وقد ورث هذه المهنة من والده الذي رفض ذلك في البداية خوفاً عليه، إلا أن أبا حسين برع فيها ويمارسها لليوم.  ويقول: “نحن نصنع القرقور، وهو يختلف من حيث الحجم بين كبير ومتوسط وصغير، وكلها تصنع يدوياً ويعتبر من أدوات صيد الأسماك القديمة، بالإضافة إلى ذلك، يقول: “مارست بناء البيوت القديمة، وآخر مكان بنيته كان مسجد الشيخ محمد المشهور في المنطقة”، بيد أن غش المقاولين تسبب في تركه مهنة البناء.

 

حرفي وبحار

وكانت بداية  علي آل اسماعيل من سنابس كبحار وصانع قراقير. ويقول: “كنت أصنع القراقير في دالية الحسين الذي ساعدني ودربني على هذه الصناعة، وكنت في بداية الأمر أذهب للحبال واسخدم الأسل وأعمل عليه، واستحدم كيابل الكهرباء، حتى مارست العمل وعمري 20 عاماً، وبدأت أصنع للوالد صيادة سمك الحزيز، ومنها انطلقت كصانع قرقير وبحار أيضاً”. وفي الفعالية ذاتها، كانت هناك مشاركة مميزة من حرفيي الأحساء، وتنوعت المبيعات بين أكثر من منتج، أبرزها  المأكولات الشعبية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×