اختطاف نبضات قلب

بلقيس السادة

 

حاولتُ العثور على عنوان يناسب القضية أو القصة.. سرقة عمّر، اختطاف طفولة، اختطاف نبضات قلب، دفن مهّد.. مهما حاولت أن أضع عنوان، يكون الحدث أكبر من العنوان في داخلي لا يعّنون، هي؛ ردّم إحدى وعشرين عامًا من عمره وعمر والديه في قاع الحياة يصحبهم الألم والنزف والترقب والدموع والحزن والأمل والدعاء..

على وقع الأحداث الأخيرة ومستجداتها.. وتلهفنا لقراءة نتائج التحاليل، يعتصر القلب ألمًا مع أحداثها ومقاطع الفيديو لإخوته الصغار، وانتظار والديه بلهفة وحرقة لاحتضانه..

وقلب أم يهتز كأنه زلزال أرضٍ يعلو وينخفض منذ بدء اختطافه إلى هذه اللحظة..

إحدى وعشرون عامًا وهي على وتيرة لا هدوء ولا استسلام، تترقب الباب أن يُفتح ويعود ابنها الغائب، تترقب التلفون في رنينه ليخبرها أحد ما بوجوده..

الموت حقٌ علينا وكلنا راحلون..

أما أنها لا تعلم مصير فلذة كبدها!!، فتلك المصيبة الكبرى، ولو كان بحوزتها عشرة من الولدّ..

قلب وعقل أم، هل استكان لفراقه وتدرج ألم بعدهُ عنها في الانخفاض؟؟..

أسئلة شتى كانت لمدة إحدى وعشرين سنة تطحن رأس أم؛ كيف يعيش وأي بيئة هو فيها، وما يأكل ويشرب وأين ينام.. على سرير مثل إخوته أم على الأرض، في بحبوبة من العيش أم ضنك، أي جريمة يمتهنها أو تسول، يُضرب، يُشتم؟؟!!!..

مؤلم جدًا هذا الشعور.. كأم أقول؛ ساعد الله قلبك يا أم موسى والفاقدات..

لولا الإيمان والثقة المطلقة بالله، لكانت الأم في عداد الراحلين أو المريضين نفسيًا -لاسمح الله-.. لكننا في مصائب أهل البيت عليهم السلام لنا معهم السلوة والتصبر..

وكن يارب برفقة كل طفل سُرق ولم يعد إلى أحضان والديه بأن تقر عينهما به، وعاقب كل مجرم ومجرمة بمشيئةٍ من عقابك الشديد..

الحمدلله رب العالمين، ومبارك لكم عودة الإبن موسى -للعائله جميعها-..

 حفظ الله أولادنا وأولادكم وأولاد المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×