آل أحمد تُعلق جرس الإنذار: عيون أطفالكم فريسة للشاشات على مدار اليوم حذرت من زواج الأقارب وتسببه في مشكلات البصر لدى الصغار
صفوى: بيان آل دخيل
حذرت أخصائي أول بصريات وتقويم البصر إبتسامة آل أحمد من أن عيون الأطفال في خطر حقيقي، إذا لم يكن هناك آلية تقنن استخدام الأجهزة الذكية مثل الأيباد والجوالات، مؤكدة أنه من الصعب أن تكون عيون الأطفال مُسلطة على شاشات هذه الأجهزة طوال اليوم، دون رقيب.
وقالت آل أحمد في محاضرة بعنوان “بصر أطفالنا إلى أين؟”، نظمها منتدى الأبرار بجامع المصطفى بصفوى، مساء أمس (الأحد) أن فرصة علاج أمراض العين لدى الأطفال، تكون كبيرة وعظيمة قبل سن 6 سنوات، ولكن بعد هذه السن، سيكون من الصعب العلاج. وتفاعل مع المحاضرة نحو 25 سيدة.
استخدام الهاتف
وقالت آل أحمد: “أطفالنا اليوم يواجهون تحديات كبيرة من شاشات التلفزيون إلى شاشات الآيباد والهواتف والبلاي ستيشن والألعاب الإلكترونية الأخرى”، مضيفة “طفل اليوم يعرف كيف يستخدم الهاتف النقال، ولديه إدراك أن هناك شيئاً ممتعاً في هذه الأجهزة، وهو محق، لأن الهواتف الحديثة ممتعة بالفعل، وتجذبنا نحن الكبار ولا نستطيع الاستغناء عنه، فما بالنا بالصغار”. وفي مقارنة لتلك الأجهزة بمختلف أنواعها، تقول آل أحمد: التلفزيون يعتبر أكثر أماناً من غيره للكبار والصغار على حد سواء”. وبينت آل أحمد بعض العلامات التي تنبئ بوجود مشكلة في البصر، وقالت: “من هذه العلامات ألم في الرأس، وإغلاق العينين عند الإنارة، والخط السيء في كتابة الواجبات”.
وتنصح آل أحمد باتباع قانون “20/20/20” عند استخدام الأجهزة الإلكترونية. وتقول: “كل 20 دقيقة، نرفع الرأس عن الشاشة لمدة 20 ثانية، وننظر لـ20 قدماً إلى الأمام، ثم نعود ونطبق نفس التمرين”.
الأمهات الدقيقات
وتتابع آل أحمد: “من خلال احتكاكي بالأمهات، لاحظت أن الأطفال يستخدمون الأجهزة الإلكترونية لساعات طويلة في يومهم، فبعض الأمهات عندما نسألهن كم المدة التي يستخدم فيها طفلك جهاز إلكتروني؟، تجيب “طوال النهار”، وأخرى تقول: من الاستيقاظ إلى وقت النوم، وأقل فترة سمعتها من الأمهات كانت 4 ساعات، باستثناء الأمهات الدقيقات النادرات، اللائي يسمحن لأطفالهن بوقت محدد كعطلة نهاية الأسبوع أو ساعتين في اليوم كحد أقصى”.
العصر الحديث
ولا تنكر آل أحمد أن الأجهزة الإلكترونية تُعلم كثيراً من الدروس، وتقول: “استخدام الأجهزة ضروري اليوم، فيوماً ما، من لا يعرف كيف يستخدم الأجهزة الإلكترونية، سيطلق عليه وصف أمي وجاهل”. وتضيف “مصطلح الأمية كان يُطلق سابقاً على من لا يعرف كيف يقرأ أو يكتب، ولكن في العصر الحديث ستكون الأمية على من لا يعرف في التقنية الجديدة والأجهزة الإلكترونية”.
نعمة البصر
وتؤكد آل أحمد أن “الأجهزة الإلكترونية سلاح ذو حدين”. وتقول: “لا نريد حرمان الأطفال من هذه المهارات المهمة، ولا نريد أن نجعلهم أقل من نظرائهم، فنعمة البصر هي كباقي النعم التي أنعم الله علينا بها، وهي ضمن الحواس الخمس التي لا يمكن العيش بدونها، وهي من أكثر المهارات التي يستخدمها الإنسان في التعلم وفي حياته العامة”.
وتكشف آل أحمد عن مراحل تطور العين لدى الإنسان، وتقول: “في مرحلة الحمل، لا تتطور العين بعكس السمع، لأن الجنين يكون في مكان مظلم، ويكتمل نمو البصر بعد الولادة”، موضحة أن “مرحلة اكتشاف عيوب البصر، تبدأ منذ الولادة وحتى عمر السنتين”. وقالت “لعبة الأطفال الرُضع التي تعلق على الأسرة، هي أفضل لعبة مفيدة، لأنها تطور إدراك الطفل بصرياً”.
وتحذر آل أحمد الأمهات من الاستماع لنصائح الأخريات بتأجيل الزيارة لطبيب العيون للاطمئنان على عيون أطفاهم عند أي عارض، وتقول: “لاحظت أن النساء في الغالب يستمعون لكلام المحيطين، ويؤجلون زيارة طبيب العين، وهذا خطأ كبير، لأن زيارة الطبيب مبكراً قد تعزز فرص العلاج والانتظار قد يفسد هذا الفرص”.
استشارة الطبيب
وأوضحت آل أحمد أن “العين كعضو من أعضاء جهاز الإبصار، من المحتمل أن يكون بها مشكلة ما خفية، لا يمكن إدراكها بالنظر وحده، فبعض الأعين تكون سليمة من كل شيء، ولكن هناك المشكلة تكون في مركز الإبصار داخل المخ”. وتقول “أخاف كثيراً على مركز الإبصار لدى الأطفال إذا وقعوا”، داعية الأهالي إلى “الاهتمام وعدم إهمال أطفالهم”.
الأكثر انتشاراً
وبينت آل أحمد أن “أكثر أمراض العين انتشاراً هي الماء الأبيض، الماء الأزرق، الحول، العيوب الخلقية، الأطفال الخدج، والأخطاء الانكسارية”. وترى أن “زواج الأقارب يسبب كثيراً من مشاكل العين لدى الصغار، إلى جانب المشاكل الطبية الأخرى، وتمركز بعض الأمراض في العائلة”. وقالت: “هناك خطط علاجية مختلفة كالنظارة والعدسات اللاصقة وتغطية العين السليمة والتمارين والتدريبات واتباع العادات الحسنة كتقليل استخدام الأجهزة والخروج من المنزل والتعرض لأشعة الشمس”.