الصحافي حسين العوامي يتذكّر: قبل 20 عاما.. ووالد المُختطف يؤمن بأن ابنه قريب منه جغرافياً ذكر أوضاف الخاطفة آنذاك "حنطية اللون في الـ37 من عمرها"

القطيف: بيان آل دخيل

ما أشبه الليلة بالبارحة، فقبل نحو أكثر من 20 عاماً، كانت قضية اختطاف “الطفل” موسى محل اهتمام وسائل الإعلام السعودية عن بكرة أبيها، كما هي الحال اليوم، بعد العثور عليه “شاباً” في مقتبل العمر، وكان الصحافي الزميل حسين العوامي من أوائل المتناولين لقضية الاختطاف، التي وقعت في دهاليز مستشفى الولادة والأطفال، عندما كان محرراً صحيفة “اليوم”.

وفي موضوع كتبه العوامي عن حادث الاختطاف بعد وقوغه بأيام قليلة، ذكر أوصاف الخاطفة بأنها “حنطية اللون وتبلغ الـ37 من عمرها”.  ويحكي العوامي لـ”صُبرة” عن تجربته مع هذه القضية “كانت صحيفة “اليوم” من أوائل الصحف التي طرحت القضية، باعتبارها صحيفة المنطقة، وكأحد المحررين من محافظة القطيف، كان من واجبي مهنياً وإنسانياً أن أجري لقاءً مع الأب، وأن أهتم بالقضية”، مضيفاً، “سلطت الضوء على هذه القضية لسنوات، حتى عندما انتقلت للعمل في صحيفة “الحياة”، بعد 10 سنوات، كان الزميل بدر الشهري أجرى حواراً ممثاثلاً مع الأب، الذي التقيته بشكل شخصي في مكتب الصحيفة بالدمام”.

ويسترجع العوامي ذاكرته قائلاً: “لا يزال لقائي مع الأب راسخاً في ذاكرتي، كانت قضية عائلة بأكملها وليست قضية رجل فاقد فقط، رغم أنه كان مدهشاً في إيمانه ويقينه وعدم فقدانه للثقة”. ويستطرد العوامي “لم يكن لدى الأب ذرة شك في أنه سوف يرى ابنه حتى بعد مرور السنوات، كان يُكرر دائماً أن لقاءه مع ابنه سيحدث قريباً”.

ويقول العوامي “ظننت أن عاطفة الأبوة هي التي كانت تدفعه للتمسك بالأمل، ولكنها في الواقع ليست مشاعر الأبوة وحدها، بل احساساً داخلياً عميقاً، وما أدهشني حقاً أن الأب كان يشعر أن ابنه قريب منه جغرافيا”.

“كانت الحادثة – بحسب العوامي- مثار اهتمام ومتابعة من الصحف الأخرى في المملكة”. ويقول: “فهي لا تتوقف عند “موسى” رغم أنها قضية كبيرة، إلا أنها كانت تطرح سؤالاً أكبر واستفهامات حول اختطاف طفل بشكل عام من مستشفى”.

ولم تغب الحادثة عن أذهان الناس، وظلوا محتفظين بالمشهد نفسه في ذاكرتهم، حول المرأة المنتحلة في زي ممرضة، وسرقة الطفل، واستنفار المستشفى وأسرة الطفل بأجمعها”.

ويتابع العوامي “شددت وزارة الصحة الإجراءات حول مستشفيات المملكة كافة، ورغم أن مثل هذه القضايا قد تكررت، ذلك لا يعني ضعفاً في مكان ما، فمهما كانت الإجراءات مشددة لابد من بعض الاختراقات وبعض الأخطاء”.

ويشعر العوامي، ليس كصحفي فقط، بل كأب وانسان، بفرح غامر جداً بالتوصل إلى مكان موسى، ويقول: “هي فرحة أسرة كاملة، اقتربت بعد كل هذه السنوات من إيجاد فقيدهم وهو بصحة وسلامة”.

وتثلج كل هذه الأحداث المتسارعة قلب العوامي “فبعد كل هذه السنوات التي قضيتها في متابعة هذه القضية، تقريباً في بداية مشواري الصحفي الذي قرُب أن يصل إلى خواتيمه، وأنا تقريباً في نهاية مشواري الصحفي”.

ومن واقع خبرته، ينصح العوامي الصحافي بشكل عام في مثل هذه القضايا أن “يسيطر على حسه الإنساني لصالح حسه المهني، فمن الصعب الفصل بين الحس الإنساني والمهنية”. ويقول: “مثلما هي قضية اختطاف موسى، كانت هناك قضايا لا يمكن نسيانها، مثل حادثة حريق القديح التي كانت تجربة مؤلمة جداً، عملت عليها لأشهر مع الزميل حبيب محمود”.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×