عبدالله آل إبراهيم في يومياته الضاحكة
ياسر آل غريب
إضافة إلى شعره الجاد الذي يلقيه بنبرة هادئة في المناسبات الدينية، يمتلك الشاعر عبدالله جعفر آل إبراهيم حسًّا فكاهيا في ديوانه (نوادر وخواطر) الذي يعد امتدادا لعمله السابق (مواقف ولطائف).
يتكون هذا الديوان من عدة مقطوعات شعرية، قبل أن تطبع ورقيا كانت مراسلات إلكترونية تدخل ضمن الشعر الأخواني، وفي بعض منها يسجل مواقف تمر عليه بأسلوب يجمع العفوية والمرح والرصانة معًا.
الأمثلة الضاحكة تتنوع موضوعاتها في الديوان، وهي صادرة عن تجربة واقعية،
ومنها: ما أرسله إلى مسؤول الصوتيات بأحد المساجد في مدينته سيهات يشكو من الإزعاج التي تسببه مكبرات الصوت:
مكبر الصوت جدا يزعج الأذنا
عليك (عبدالجليل) اليوم أن تزنا
لمستوى الصوت حتى ترفعن أذى
مازال ياصاحبي جدا يؤرقنا
ويبدو أن الإزعاج يلاحق أبا فؤاد كثيرا، ففي قصيدة أخرى يسرد فيها قصته مع أحد جيرانه الذي سلبه النوم ذات يوم:
رن بوق الباب حتى
قمت من نومي بنطة
مسرعا للباب ظنا
أن من بالباب شرطة
قال لي: افتح إن لي في
بيتكم ياجار قطة
قلت: فادخل وليكن ما
جئته آخر غلطة
وفي قصة أخرى.. كان أحد السائقين يخترق الزقاق الضيق المحاذي لبيت والد الشاعر، فاصطدم من شدة السرعة بمضخة الماء، فتكسرت المواسير، وجاءت القصيدة توضح معاناته مع مصلحة المياة:
مواسير المياه بلا حياة
بدت بعد الحياة على التراب
مكسرة تنوء بسوء حال
وللإنقاذ تطرق كل باب
لمصلحة المياة تمد كفا
فجاء الرد منها كالسراب
هكذا تتحول المشكلات إلى يوميات ضاحكة، يقدمها الشاعر بلغة سهلة خالية من التعقيد اللفظي، لكن القارئ لا يعتبرها مجرد ضحك فقط، إنما يقرؤها انعكاسًا لمكابدات حياتية .
عبدالله جعفر آل إبراهيم درس المحاسبة في أمريكا، وعمل بشركة أرامكو السعودية مدة ٣٠ سنة، وهو أحد المؤسسين لمهرجان الأعراس بسيهات ١٩٩٢م، وهو عضو في منتدى عرش البيان ومنتدى الكوثر.. كل هذا الجد في حياته لم يمنعه أن يقدم لنا خفة الدم في شعره.