بنات القطيف.. نجحن في قيادة السيارات.. وفي تسويقها وبيعها تجارب نسائية من ميدان العمل
داليا: في البيع.. لا فرق بين السيارة والمكياج
القطيف: سارة الناصر
مثلما نجحن في قيادة السيارات، نجحن ـ أيضاً ـ في تسويقها وبيعها، بل وبيع قطع غيارها واكسسوارتها. وخضن تجربةً جديدةً كليّاً على النساء السعوديات اللائي لم يكن أغلبهنّ يعرفن ـ قبل 10/10/1439 ـ عن عالم السيارات سوى الجلوس على أحد مقاعدها، فيما يتولّى الرجل كلّ شيء..!
في هذا الاستطلاع ترصد “صُبرة” تجارب نسائية من محافظة القطيف، عشن قصصاً ناجحة.
من بطاقات الائتمان
في البداية تقول بنين إبراهيم آل كردوس “حين بدأ السماح للنساء بقيادة السيارات؛ كنت من المؤيدين والمشجعين لهذا القرار.. لذا أحببت خوض تجربة جديدة، فانتقلت إلى مجال تمويل السيارات بدلاً عن وظيفة سابقة في تسويق بطاقات الائتمان.. الوظيفة الجديدة منحتني فرصة أن أتوسع بسرعة في معرفة السيارات من ناحية مكوناتها ونقاط القوة والضعف فيها وما ينافسها والأصلح للمستخدم”.
تضيف “وجدت نفسي ممن يُستشار في وسط عائلتي ومعارفي لتقديم الفائدة لهم دون أي مقابل مما يكسب المرء شعوراً جميلاً جداً”. خاصة أن “المردود يستحق هذا العناء”.
تُضيف “”عملنا على تدريب ثماني نساء، حتى الآن، وهن يعملن في هذا المجال في مناطق مختلفة في الشرقية، وقد استطعن تحقيق مبيعات عالية بالرغم من الخلفية البسيطة التي كانت لديهن”.
وتقول “أسعد عملائي هن النساء.. وهذا المجال ممتع وعمولاته ممتازة.. ويفتح مجالات وظيفية.. على عكس مجال بيع الاكسسوارات وغيرها من اهتمامات المرأة”.
بنين: بدأت بتسويق بطاقات الائتمان.. ومبيعات النساء عالية
مثل المكياج
وتحكي داليا الإبراهيم الإيراني عن تجربتها في بيع السيارات منذ 8 أشهر وتقول، ” من ناحية البيع لا يعد الشي بجديد عليّ، فقد مارسته قرابة الخمس سنوات، في مجال بيع واستقبال العملاء فوجدت بيع السيارات مثل بيع المكياج”. وترى أنه في مجال البيع، لا يهم المنتج بل مهارات البيع نفسها.
وتوقفت الإيراني عن العمل لمدة عام، وعندما وجدت عرضاً وظيفياً في مجال بيع السيارات لم تواجه أي صعوبة في خوض العمل، فقدمت عليه وتم قبولها للعمل بحكم أن لديها خلفية في مواصفات السيارات. وتشعر الإيراني بالارتياح بشكل عام في وظيفتها ولا تفكر تغييرها، إلا في حال وجدت عرضاً وظيفياً أفضل.
وتنصح الإيراني الفتيات بعدم الخوف من وظيفة البيع في مجال السيارات ، فالخبرة تُكتسب من خلال الممارسة، مضيفة، “الجلوس في المنزل قد يكون مريحاً، ولكن عدم التحرك في الوقت الراهن سيضيع على المرأة كثير من الفرص، ليس فقط في مجال بيع السيارات”.
وترى الإيراني أن تعامل الرجال مع النساء سلس في مهنتها، ولا يوجد هناك أي تحيز أو مشاكل في التواصل.
نظم معلومات
من زاوية أخرى لم تفكر راقية الخباز بالعمل في مجال السيارات مطلقاً، فدراستها كانت في نظم المعلومات الجغرافية. وعملها كان ترتيب وجبات المرضى، ولكنها وجدت نفسها تائهة في مختلف الطرق، إما أن تستمر في المستشفى، أو أن تنتقل لمجال بيع السيارات. وبعد تفكير مطول ومقارنة، رغبت الخباز بتجربة الالتحاق ببرنامج تدريب لمدة شهر قبل اتخاذ قرار الاستقالة من المستشفى، فعدم التطور في مجال تنسيق وجبات الغذاء كان محبطاً لها.
تقول الخباز “ذهبت إلى لندن ودرست لغة لمدة 3 اشهر، لأرتفع بمستواي في اللغة ، ولكن لم يكن هنالك أي تحسن على صعيد العمل، فهذا الأمر كان سبب رئيسي كي ألجأ إلى غيره “.
وتقول “لم أكن أتوقع أنه لابد لي من معرفة هذا الكم من المعلومات عن السيارات، كي أستطيع بعدها خوض التعامل مع الزبون والرد على ما يخطر بباله من أسئلة”.
ورغم أن الخباز لم تجد دعماً من أبيها، الذي كان يجد أن فرصة العمل في المستشفى ملائمة بشكل أكبر، أقنعته أنها قادرة على العمل في مجال بيع السيارات، ما دفعه لتقبل الأمر.
وتشعر الخباز براحة في مجال بيع السيارات بشكل عام، وتقول، “لو فكرت في تغيير مكان العمل سيكون أيضا بمجال السيارات”. فهي تجد تعاوناً كبيراً من الإدارة، ومضى على عملها عاماً كاملاً. وتساعد الخباز زميلاتها المستجدات بتدريبهن على متطلبات السوق، وتعتقد أن المعرفة الجيدة ببرنامج الإكسل مهمة جداً للعمل في مجال البيع، بالإضافة إلى التعامل الجيد مع الزبائن والصبر عليهم، والاطلاع على كل ماهو جديد عالم السيارات.
راقية: خرّيجة نظم معلومات جغرافية.. ولن أغيّر مهنتي
تفضيل النساء
ولأحلام آل عبيدي قصة أخرى.. فقد أذهلها الكم الهائل من المعلومات التي كان من المفترض أن تتعلمها، لتكون مؤهلة للوظيفة. ولكن اهتمامها بالسيارات وأشكالها صبرّها على ما واجهته. تقول: “بذلت مجهوداً كبيراً في بداياتي فقد كنت خجولة، والخجل لا يتوافق مع هذا العمل فهو مرتبط بالتواصل مع العميل”. مضيفة ، “لذا كنت أناضل بشدة وأمر بفترات إرهاق ولكن بحمد الله استطعت تجاوز ذلك إلى حد كبير وحققت بعض المبيعات وأنا الآن أكملت فقط شهرين، ولكن تخلصت من جزء كبير ومرهق ولله الحمد”. رغم تحدي صعاب التواصل مع العملاء وحفظ الأعداد الكبيرة وأنواع السيارات.
وتفضل عبيدي التعامل مع النساء بشكل عام، رغم أن بيئة العمل مختلطة. وتنصح النساء ممن لديهم ميول وشغف بالاجتهاد، والتخلص من الخجل للاستمرار.
خارج التخصص
زهراء المهدي التحقت بهذا المجال عن طريق أخيها الذي كان يسعى لإيجاد فرصة وظيفية لأخته عوضاً عن الجلوس في المنزل وانتظار الوظيفة الحكومية. ولم تعتقد في بادئ الأمر أنها سوف تنجح في هذا المجال، تقول “لا علاقة لي به بأي شكل من الأشكال وخصوصا أنه لا يمت بصله في تخصصي الذي أطمح إليه وأمارسه”.
ولم يتغلب الشعور بالضغط والإرهاق على المهدي. تقول “أجد الوظيفة ممتعة ومردودها المادي جميل بالإضافة إلى أنها توسع دائرة المعارف وتشعبها، حيث أنها لا تقتصر على طبقة معينة من الناس “. وتطمح المهدي للاستمرار بالعمل حتى تجد وظيفة تناسب تخصصها الجامعي.
وتنصح المهدي السيدات بالتجربة، فـ” التجربة تزيد من وعي الإنسان وتكسبه مهارات شتى أو تستخرج منه أيضا مهارات لم يكن يتوقع أنه يمتلكها”.
ودفعت رغبة ملئ وقت الفراغ فاطمة سعيد والبحث عن الوظيفة خوض مجال بيع السيارات، رغم ترددها الكبير في بداية الأمر. ولكن جهود سنة كاملة أوصلت فاطمة لمنصب مسؤولة مبيعات.
خبرة مشاريع صغيرة
وتؤكد فاطمة سعيد ما أشارت له زميلاتها في أن الحصول على المعلومات المهمة والتفاصيل الصغيرة للسيارات هو الأكثر أهمية بالإضافة إلى مهارة التعامل مع العميل بشكل ممتاز، رغم التحديات، مضيفة “بعض العملاء يوصلك إلى مرحلة الضجر”.
وتوفر فرصة العمل في مجال بيع السيارات خبرة في المشاريع الصغيرة، لأن امتلاك الخبرة ـ بحسب فاطمة ـ يساعد في دراسة أسس بناء مشاريع عديدة.
وتشعر فاطمة براحة عامة في وظيفتها، وترى أن المردود المادي “ممتازاً”، وتنصح المتقدمين لمثل هذه الوظيفة من الرجال والنساء ألا يكتفون بالتدريب الذي تمنحه المؤسسة، بل الاطلاع على المعلومات عبر الإنترنت.
إغراء
خاضت رازان الحمود عدة مقابلات وظيفية، كان لها عيوبها كالراتب الزهيد أو المسافة البعيدة، ولكن العمل في مجال البيع أغراها، ورغم الخوف من ألا تكون مؤهلة للعمل بسبب ضعفها في فهم واستيعاب بعض المعلومات، نجحت الحمود وتجاوزت العقبات بعد أسبوعين من العمل.
وترى الحمود أن العمل في مجال بيع السيارات ليس فقط لأجل المردود المادي، فهو ” أعمق بكثير من أن أنظر له من الناحية المادية فقط، فهو بالنسبة لي تجربة مضمونها جديد بكل أبعادها، ما يشدني لاستكشاف محتواه “.
وتشير الحمود إلى صعوبة التواصل مع الرجل بشكل عام، بالأخص في البدايات ، بعكس التعامل مع النساء فهو “سهل وممتع”.
فاطمة: خبرة المشاريع الصغيرة تساعد في التسويق
الجزيري: هذه هي شروط العمل
على الجانب الآخر يقول مشرف مبيعات السيارات حسين الجزيري إن توظيف النساء جاء بعد قرار السماح للمرأة بالقيادة.
مضيفاً “نفذنا هذا الأمر في مدن عدة ولكننا لم نجد تقبلاُ سوى من المرأة القطيفية”. فـ “المرأة في المناطق المختلفة للمملكة لها ميول ورغبات لا تتوافق مع مجال بيع السيارات ولا يستمرون بالعمل”.
ويوضح الجزيري شروط الالتحاق بوظيفة مبيعات السيارات للنساء وهي ، “أن لا يقل عمر المتقدمة عن 22 عام ولا يزيد عن 32 عام ، وأن تمتلك خبرة في مجال المبيعات، وأن يكون أدنى مستوى تعليمي هو الدبلوم” ويستثنى من الأعمار الكبيرة من تمتلك خبرة في مجال المبيعات، وفي كل الأحوال ، نعطي كل امرأة فرصتها في التدريب التي قد تتراوح مدته من شهر إلى شهر ونصف”.
ويرى الجزيري أنه من المهم أن يكون لدى المرأة البائعة معرفة بالسيارة البديلة، وأن تكون جريئة في التواصل مع الزبون وأن تتعامل معه بكل أريحية.