القطيف: ورشة عمل تتناول أمراض الدم بدءاً من “الفلافل” إلى النوبات القاتلة مركزي القطيف يواجه المرشدين الطلابيين بدورهم الصحي في المدارس
القطيف: فاطمة المحسن
نصائح وإرشادات طبية، انهالت على مسامع 80 مرشداً طلابياً من مدارس محافظة القطيف، لحماية الطلاب المصابين بأمراض الدم الوراثية، وذلك في ورشة عمل، قدمها أطباء من مستشفى القطيف المركزي، شددوا فيها على أن دور المرشد الطلابي أكبر وأعظم من دور الطبيب، ليس لسبب سوى أنه يتعايش مع الطلاب ساعات طويلة، بالتالي ينبغي عليه أن يراقبهم صحياً، وإلا كانت العواقب وخيمة. الورشة تناولت كل ما يخص أمراض الدم الوراثية، بداية من ساندوتشات الفلافل، وصولاً إلى نوبات المرض القائلة. وأقيمت الورشة صباح اليوم (الأربعاء) في المركز الترفيهي بالمستشفى، واستهدفت المرشدين الرجال في مدارس القطيف، وتقام غداً (الخميس) ورشة مماثلة للمرشدات.
أهمية الفحص
وشدد استشاري أمراض الدم وأورام الأطفال في المستشفى الدكتور محمد درويش أهمية الورش التثقيفية والتوعية للهيئة الإدارية في المدارس، و أهمية الفحص ما قبل الزواج، وشرح الأمراض الوراثية التي يتطلبها ليكون الزواج آمناً. وأكد ضرورة معرفتها للمرشدين، لينقلوها للطلاب، ولتكون لبنة أولى في التخطيط لمستقبلهم، كما شرح آلية الفحص ما قبل الزواج، وما يترتب عليها من معرفة دقيقة لأمراض الطرفين إن وجدت، وتقديم المشورة في عيادة المشورة الحاصلة على المركز الأول في المملكة من نوعها للاستجابة الحاصلة فيها للطرفين.
كن صحياً
وألقى مدير الخدمات الطبية زكي الزاهر الضوء على توعية مرشدي المدارس للوصول لتعزيز شعار “كن صحياً”، وهو أحد أهداف وزارة الصحة، كما أنه جزء من برنامج الرعاية الصحية للوصول لرؤية 2030”. وأكد العسيف أن مشروع التثقيف الصحي والخدمات، يتم إرساء بعض قواعده للمرشدين، ومن ثم يتم تسليمه للطلاب كلبنة أولى لبدء حياتهم.
مراعاة المعلمين
ومن جانبه، قال استشاري أمراض الدم الوراثية في مستشفى القطيف المركزي الدكتور عبد الله آل زايد: “يُعد مرض فقر الدم المنجلي الأوسع انتشاراً في منطقة القطيف”. وأضاف “مرض الدم الوراثي من الأمراض التي تظهر فيه أعراض واضحة على المريض منذ صغره”.
وبلغة تربوية قال آل زايد: “لابد من التعرف على الطريقة المناسبة للتعامل مع الطالب المريض، فقد يمر المريض بأعراض مرض دون أن يُفصح عنها حفظاً لكبريائه أمام زملائه، إلا أن برودة الأطراف والصداع تبقى من العلامات التي لابد أن يدركها المرشد الطلابي، وإذا لاحظها، عليه أن يتوجه بالطالب إلى المستشفى، كما شدد على عدم تحميل الطالب توتر وضغط الدراسة من قبل الأساتذة في وقت الاختبارات”، مؤكداً أن “المرض أياً كان، يؤثر على استيعاب المريض”. وطلب آل زيد بـ”التحمل والصبر على الطالب المصاب بمرض فقر الدم المنجلي، ومراعاة عدم قدرته على الوقوف في الطابور، وتحميله جهد حمل شنطة مدرسية ثقيلة للطابق الثالث حيث صفه الدراسي”.
نوبات محتملة
وأفاد آل زايد بأن تقلبات الطقس وبرودته من أهم العوامل لحدوث النوبات للطالب المصاب بمرض فقر الدم المنجلي، وهذا الأمر قد يغفله الطالب أو الأسرة، ولكن لا ينبغي أن تغفله المدرسة، كونها الشريك الأساسي في حياة الطالب”. وشدد على أهمية التوعية والتأكد من ارتداء الطالب ملابس مناسبة لتقيه من البرد، الذي يمثل أحد أهم الأسباب لحدوث النوبات”.
أنيميا الفول
وفي الورشة الثالثة، التي قدمها طبيب الأطفال محمد العوى، عرّف بمرض الدم الوراثي (مرض أنيميا الفول أو ما يسمى بنقص أنزيم G6PD ). وقال: “هو مرض جيني يتسبب للمصاب به في نقص في كمية أنزيم G6PD في الدم، ويعتبر هذا الأنزيم مهماً لتنظيم التفاعلات الكيميائية الحيوية في الجسم، ويتم تحفيز أعراض المرض لدى المصاب عند تناوله الفول تحديداً أو أحد البقوليات”.
ونجح العوى في تعزيز التفاعل مع المرشدين، حول تحديد نوعية المرض والأعراض التي تصاحب المريض والآثار المترتبة عليها. وحذر من تناول الطلاب لوجبة “الفلافل” المحتوية على “الفول”، وقال إن لها عواقبها في إثارة المرض لدى المصاب، مما يتحتم نقله للمستشفى بحسب شدته وتحمل المريض لهذه النوبة. ودعا المرشدين للتأكيد على توعية الطلاب من تناول ما يسبب لهم الآلام أو يهدد حياتهم.
شراكة مجتمعية
وأبدى مدير إدارة الشؤون الصحية المدرسية محمد الزهراني حرصه على الشراكة الاستراتيجية بين وزارتي التعليم والصحة، التي يُبنى منها جيل واع ومثقف تجاه الأمراض الوراثية والمزمنة. وقال: “لم تكن هذه الشراكة وليدة الحاضر، إنما منذ سنوات، لما لها من دور وتأثير إيجابي على الطلاب”.
وقال الزهراني إن “حضور أكثر من 80 مرشداً صحياً من مدارس محافظة القطيف، هو تأكيد للرؤية الواعية منهم تجاه انفسهم وطلابهم”. وأكد على أن “هناك تخطيطاً آخر لفعاليات وورش وزيارات تثقيفية للطلاب وأخرى تأهيلية للمدربين والهيئة الإدارية في مدارس المحافظة”.
يُذكر أن فعالية التوعية بأمراض الدم الوراثية لمرشدي ومرشدات مدارس محافظة القطيف، تقام بمشاركة أطباء من مستشفى القطيف المركزي، وتضم الفعالية ركناً للجمعية السعودية لرعاية ضغط الدم (شمس)، الذي أكد رئيسها صالح الشرفاء أهمية وجود الجمعية وتحقيق أهدافها، للوصول إلى درجة وعي مرضية بين الطلاب والطالبات لتوخي مضاعفات مرض ضغط الدم.