حتى رحيل “الشغّالة” يُربك حياة الطفل ويحوّله إلى كائن قلِق أطفالنا يواجهون 4 أنواع من القلق.. والوالدان هما المصدر

القطيف: ليلى العوامي

حتى رحيل العاملة المنزلية من البيت قد يُربك حياة الطفل الذي تعوّدها، فيتحوّل إلى كائن قلق.. إن هذا النوع من القلق يدخل ضمن “القلق الانفصالي” الذي يواجهه الطفل حين تمرّ حياتهم بتغيير ما مرتبط بأشخاص لصيقين، مثل احد الوالدين، أو من يرعاه ويهتم به.

ومساء البارحة وضع اختصاصي علم النفس الإكلينيكي حسين آل ناصر 4 أنواع من القلق أمام جمهور محاضرته “القلق عند الأطفال” التي قدمها في مركز لجنة التنمية الأسرية بجمعية البر بسنابس.

وخاطب آل ناصر الحضور بقوله إن “قلق الوالدين قد يكون مؤثراً سلبياً في مستقبل أبنائهم”، منبّهاً إلى أن على الوالدين أن يكونوا “أنموذجاً يُحتذى به في التعامل مع ضغوطات الحياة ومشكلاتها”. وقال “أنتم خير معلم لهم والتوعية بالقلق والوقاية منه ومن مقدماته ومثيراته”.

عام

وشرح آل ناصر أنواع القلق، بادئاً بما يُعرف “القلق المعمم” أو “العام” المفرط الذي يعيشه بعض الأطفال في سن 6 إلى 7، وهو مختلف تماماً عن القلق المعتدل الطبيعي الذي ينتج بسبب شيء محسوس، كالقلق أيام الإختبارات وغيرها في الصحة والأسرة والمجتمع مما يؤدي بالطفل للشعور بالصداع والتعب والتهيج. 

انفصالي

أما النوع الآخر في الانفصالي الذي يحدث عند الأطفال في سن 7 الى 8، خاصة إذا كان لديهم خوف زائد أو قلق مفرط من الانفصال عن الآباء أو من يقدم لهم الرعاية، كالعاملات في المنزل أو المربيات. وقد يرفض الطفل الخروج أو الذهاب إلى المدرسة وتصاحبها أعراض جسدية مثل الصداع والغثيان واضطراب النوم.

رهاب

كما اشار إلى قلق الرهاب المحدد وإذا كان الخوف شديداً يعتبر”الفوبيا”  الذي يحدث في سن 6 الى 7 سنوات، وهو الخوف من الحيوانات أو حركة معينة تصدر من الأشخاص. وإذا استمر هذا النوع من القلق لوقت طويل ومفرط ولا يتناسب مع الخوف الطبيعي؛ فإن على الوالدين حل هذه المشكلة وإلا ستتحول إلى مرض وقلق يعبر عنه الطفل بالبكاء والغضب.

اجتماعي

وقال إن هناك نوعاً رابعاً هو القلق الاجتماعي الذي قد يحدث في سن 11 الى 13 وعلى الأباء الانتباه إليه كثيراً، وعلاجه السلوكي هو الاسترخاء وتقليل الحساسية التدريجي، والتدريب على المهارات الاجتماعية. ولا يجوز أن يتراجع الآباء عن علاج القلق بل عليهم الاستمرار.

أنتم السبب

ونبّه آل ناصر الوالدين إلى الحدث من سلوكهما، محذراً من التخطيط عن الطفل أو الإفراط في تدليله أوالقسوة عليه، بل علينا أن نكون موجهين ومساعدين.. الدلال المفرط سيء والإهمال أسوأ والقسوة تزعزع ثقته في نفسه.  

ومن أجل أن يتخلص الطفل من قلقه ومخاوفه؛ فإن علينا أن نطلب منه تخيل البدائل تدريجياً لتقل حساسيته تجاه مخاوفه وهذه من أفضل الوسائل في علاج القلق عند الأطفال.

كما حذر آل ناصر من الصمت الاختياري الذي قد يحدث للطفل في أماكن معينة كالمدرسة، وهو ما يقابله كثرة التحدث في المنزل..  وقال “علينا أن نبحث في كل سلوك قد ينتج من الطفل مبكراً لتفادي أي مشكلة عند الكبر”.

ودعا الوالدين والمربين للاتساق في التربية وتجنب الكذب على الأطفال بمعلومات غير صحيحة تجاه الأشياء والمخاوف التي يشعر بها كن وقال “الأم اكثر من الأب في زرع القلق لدى أبنائها”. ونبه إلى أن “الأم قد تكون مسؤولة بشكل أكبر عن قلق أبنائها وبشكل خاص فيما يتعلق بالكمالية والمثالية”. وقال “لا نتساهل أو نتغافل عن تعزيز سلوكياته الإيجابية والسلبية”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×