بصمات ٧٠ طفلاً تمنح دارين جسر تواصل بين الأجيال زوار من الصين واليابان ودول الخليج يشاهدون تراث الجزيرة التاريخي
دارين: ليلى العوامي
أضفى نحو 70 طفلاً وطفلة، ارتدوا ملابس شعبية، لمسة تراثية في جزيرة دارين، التي احتضنت شتاء تاروت، في أمسية جميلة، حضرها العديد من الأسر السعودية. وزاد من ضخامة الحدث، وجود سياح من استراليا والصين والبحرين والكويت، حرصوا على حضور الفعالية، التي أقيمت مساء أمس (السبت).
ووصف صاحب الفنان عبدالعظيم الضامن الحضو ر بـ”المميز” في كل شيء. وقال: “الضيوف قدموا من استراليا والصين والبحرين وعمان والكويت، وهناك حرفيون وأسر منتجة وفنون شعبية، بالإضافة إلى الملابس الشعبية”.
وأضاف: “المهرجان ترك بصمته عند كل زائري موسم شتاء تاروت، فالفرحة التي تركها المهرجان على وجوه أهالي دارين كانت جميلة جداً، وكنا نسألهم باستمرار “كيف ترون المهرجان؟”، فيقولون لأول مرة نعيش هذه الفرحة الجميلة، فأبناء المنطقة جميعهم موجودون في دارين”.
الأسر المنتجة
وقال رئيس مجلس إدارة جمعية البر الخيرية بسنابس إبراهيم الزوري: “مهرجان شتاء تاروت من المهرجانات المهمة للمنطقة، ولجمعية البر الخيرية بسنابس دور فعَّال في تنظيمه، ونحن نفتخر بهذه الفعالية التي ولدت فكرتها من الفنان عبدالعظيم الضامن، ومنها انطلقت للحصول على التصاريح الرسمية قبل شهرين لإقامتها على مدى 10 أيام وبشكل رسمي بمباركة أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نابف ومحافظ القطيف خالد الصفيان، انتهاءً بمركز التنمية في القطيف، ومنها الى جمعية البر الخيرية بسنابس، وهدفنا من إقامة هذا المهرجان، هو المستفيدون من خدمات الجمعية، إذ أن هدف هذه الفعاليات خدمة المستفيدين من الأسر المنتجة ونشر ثقافة التطوع، وإشراك كل مجتمع جزيرة تاروت”.
التعاون الملحوظ
ورحب الزوري بالفنان علي السبع وحضوره الفعالية، وقال: “ليس بغريب عليه هذا، فالجميع يرتقي بما يقدمه السبع لوطنه ولمجتمعه”. كما أثنى على أهالي دارين وتعاونهم الملحوظ في تنظيم يوم الملابس الشعبية، كما شكر فتحي البن علي على جهوده الكبيرة ومشاركته في متحف البن علي التراثي، كما شكر فريق دارين التطوعي لوجودهم المميز في الفعالية”.
عبق الماضي
وقال الفنان علي السبع: “أهل دارين هم عنوان الكرم والجود، فليس بغريب عليهم أن نلقى منهم هذا الترحيب وفي هذا المكان، وأنا فخور جداً بوجودي بينهم”. ويضيف: “نحن هنا نشم رائحة عبق الماضي ودارين أثبتت على مدى سنوات طويلة أنها تحمل رسالة التعايش، ففي دارين رجالات انصهروا في مجتمعهم وأثبتوا وطنيتهم على مدى سنوات طويلة، واليوم أهالي دارين عملوا على تنظيم الفعالية بالشراكة مع جمعية البر بسنابس، وقدموا عملهم بإخلاص، فكان حصادهم الإخلاص، وأقدم دعوتي لكل أفراد المجتمع أن يدعموا هذه المشاريع والمهرجانات”.
المناسبات والفعاليات
وقال المؤرخ الدكتور عبدالله حسن آل عبدالمحسن إن هذه المناسبات والفعاليات “مهمة للغاية لتعريف الجيل الجديد على التراث، فأغلب جيل اليوم لا يعرف كيف عاش آباؤهم، وحتى يتعرف الجيل الجديد على الصعوبات التي عاشها الآباء والأجداد من قبل سنوات والصعوبات التي واجهوها، والأشياء التي استطاعوا تكوينها من بيئتهم نفسها، سواء كانت في الزراعة أو طرق الحصول على المواد الغذائية وبناء بيوتهم من الطين بأنفسهم، فهم لم يعتمدوا على الاستيراد، وإنما كل شيء من صميم البيئة نفسها، فقد كان لدينا اكتفاء ذاتي متكامل”.
كشافة السلام
وقال القائد محمد منصور السبع من رواد كشافة السلام في المنطقة الشرقية: “الفعالية متميزة، أبرزت جانباً مهماً، وهو العمل التطوعي ودوره في تكاتف المجتمع ونشر المحبة والسلام، بينهم جمعية البر الخيرية بسنابس وصاحب الفكرة الفنان عبد العظيم الضامن وفريق دارين التطوعي ومتحف فتحي البن علي، وهذا ما نطمح له جميعنا”.
ثلاث سنوات
وقدم المعلمون الشباب عبدالرحمن التويجري وعبدالمجيد الثميري ومحمد المقاضي من نجد لزيارة مهرجان شتاء تاروت. ويقول التويجري: “كنت معلماً بمتوسطة مؤتة، وعشنا بجزيرة تاروت لمدة ثلاث سنوات، واليوم عدنا لزيارتها في مهرجانها الشتائي، فقد تشرفنا كثيراً بزيارة هذا المهرجان الذي يبرز تراث أهل المنطقة، فمن الجميل جداً أن نتعرف على حياة الأقدمين”.