هكرز “أبو 500 ريال” ينتشر في “واتس آب”.. وبعض الضحايا يدفعون..! الشهري: المشكلة كبيرة جداً.. ومن بين كل 100 محاولة سرقة تنجح محاولتان

معلم إنجليزية.. موظف استقبال.. صحافي.. إداري مدرسة.. الانتشار واسع

القطيف: بيان آل دخيل

إذا وصلتك رسالة رقيقة من رئيسك في العمل، يطلب فيها “فزعتك” بتحويل 500 ريال على سبيل الإقراض، أو يدعوك لإرسال بيانات بطاقتك البنكية، فلا تسعد بهذه الثقة وتمهل قليلاً، فربما هناك طرف ثالث، يحاول استغلال مكانة رئيسك الاجتماعية والعملية، للإيقاع بك، والنصب عليك والسطو على أموالك، وأنت تحت تخدير السعادة المفرطة، بقرب الرئيس منك واختياره لك.

هذا ما يحدث هذه الأيام، وبكثرة، حيث ينشط “هاكرز”، يسطون على الحسابات في تطبيق “الواتس آب” دون سواه، ويبعثون برسائل عشوائية إلى جميع من في الحسابات، يطلبون منهم أموالاً عاجلة. و”من بين 100 رسالة، هناك إثنان يتجاوبان” بحسب مسؤول تقنية.. وهنا نرصد قصص الاختراق الإلكتروني لحسابات الواتس آب، والضحايا معلمون وصحافيون ورجال دين وغيرهم..

إجراء فوري

من الضحايا، معلم اللغة الإنجليزية في المرحلة الابتدائية “ح.غ”، الذي خسر 300 ريال، هو كامل رصيده في بطاقته البنكية. ويقول: “كنت أرسل الخطة الدراسية للمشرف في المدرسة، الذي رد علي تلقائياً “جيت في وقتك. ممكن خدمة؟ عندي مشتريات أونلاين، وأريدك أن تحول لي مبلغاً، فعرضت عليه بطاقة الفيزا التي لم يكن فيها أكثر من 300 ريال، ذهبت مع الريح”.

يضيف: “لم أتوقع لحظة أن ما سبق نتيجة “تهكير” حساب الواتس آب، حيث نجح المُهكر في إجراء عمليات بمبالغ أكبر من 300، ولكن من حسن حظي أن بطاقتي لم يكن فيها سوى 300 ريال فقط، ما جعلني أتدارك الأمر، بالأخص عندما طلب منه “الهاكر” إرسال صورة هويتي، فقمتُ بالاتصال بالمشرف هاتفياً، فأخبرني أن حسابه قد تهكر، وأنه ذهب للشرطة وقدم بلاغاً، ومن جانبي، ألغيت بطاقتي البنكية في إجراء فوري”.

وتابع المدرس: “عرفت فيما بعد، انتشار هذه عملية السطو على حسابات الواتس آب، فأثناء تواصلي مع البنك، لإلغاء البطاقة، كان هناك عملاء وقعوا في الفخ نفسه، وخسروا مبالغ مالية أكبر من التي فقدتها”.

المكانة الاجتماعية

الصحافي وليد بوعلي نالت منه أيضاً عملية تهكير لحسابه في برنامج “الواتس آب” قبل أيام. ويقول: “تفاجأت أن هناك عدداً كبيراً من الأصدقاء، تعرضوا للمشكلة نفسها، التي كنت جزءاً منها، لأنني لم أقم بتوثيق حسابي بخطوتين، يعرضها برنامج الواتس آب لحماية الحسابات لديه، ولذلك قام الهكر بالاستيلاء على حسابي”. ويضيف “كانت عملية استعادة الحساب صعبة، استغرقت أسبوعاً كاملاً، وتخلل ذلك إرسال التواصل بالدعم الفني لبرنامج الواتس آب، لإقفال الحساب مؤقتاً”.

ويرى بوعلي أن صيغة الطلب للمُهكر بدائية، ويقول: “من الواضح أنه جاهل جداً، وأعتقد أن هناك وعياً كبيراً انتشر بين الناس للتوعية بهذه المشكلات، ما يقلل فرص نجاح الهاكرز في الوصول لمبتغاهم”. ويطالب بوعلي هيئة الاتصالات بأن “تكثف الحملات التوعوية التقنية، وأن تحاكي البنوك بالإرشادات التوعوية للمستهلك وأدعو الناس للحذر”.

فخ آخر

وكان الإداري في إحدى المدارس الابتدائية فتحي عاشور ضحية جديدة للهاكر. واستغل المُهكر مكانته الاجتماعية، وقام بالتواصل معه من حساب أحد أولياء الأمور، وطلب منه مبلغاً مالياً. وفطن عاشور للفخ، ولكنه وقع في فخ آخر، وهو اختراق حسابه في “الواتس آب”. وحتى آخر دقيقة من التواصل مع عاشور، لم يستعد حسابه.

سرقة الحساب

وكان لرجل دين معروف نصيب من عمليات الاختراق الإلكترونية، حيث طلب منه الهاكر أن ينسخ رسالة نصية وصلته، وحين قام بلصقها في الواتس آب، تمت عملية سرقة الحساب بنجاح. قام المُهكر بعدها بإرسال طلب مبلغ مالي بقيمة “500 ريال” مستغلاً مكانة الرجل الاجتماعية وسط الناس. ويحكي رجل الدين قصة طريفة، قائلاً: “أرسل الهاكر من حسابي في الواتس آب، رسالة إلى زوج ابنتي، طلب فيها إرسال بطاقته البنكية، وبذلت جهوداً فيما بعد لاستعادة حسابي في اليوم نفسه”.

رسائل الهاكرز

ومن زاويته يرى المهندس محمد الشهري، المهتم بالشؤون التقنية أن “المشكلة كبيرة جداً”، مُحذراً من استخدام الواتس آب في العمل ومن الأفضل استخدام البريد الإلكتروني، لأنه أكثر أماناً”. ويقول: “من بين 100 شخص يتعرضون للتهكر، 1 أو 2 يتجاوبون مع رسائل الهاكرز”. ويعتقد الشهري أن “الهاكر قد يكونوا من السعودية أو خارجها، وهم يستخدمون رابطاً إلكترونياً معيناً لاصطياد ضحاياهم”.

وينصح الشهري، الذين يتعرضون لاختراق حساباتهم، ومن خسروا أموالاً، أن يقدموا بلاغاتهم للشرطة، ويحصلون على حقوقهم عبر الأنظمة والقوانين الصارمة التي تسنها الجهات الحكومية”.

أمن المعلومات

ويشدد الاستشاري في أمن وتقنية المعلومات وحماية الشبكات حسين عباس على أهمية تأمين الحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي. ويقول: “هناك طريقتان لتأمين حساب الواتس آب”؛ موضحاً أن “معظم من يستغلون الثغرات من خارج المملكة، ما يصعب الوصول لهم وعقابهم، بالإضافة إلى أن جرائمهم لا تلقى اهتماماً كبيراً مقارنة بالجرائم التي قد تمس أمن الدولة”.

وينصح عباس الذين تتعرض حساباتهم للاختراق بـ”سرعة التصرف، إما عن طريق تطبيق “كلنا أمن” أو عن طريق “أبشر”، أو عن طريق الرقم الموحد للهيئة لمكافحة الابتزاز والجرائم المعلوماتية 1909″، مؤكداً أن “مثل هذه الجرائم لها مسار خاص، وتعالج خلال مدة أقصاها 3 شهور”. وينصح عباس الناس بعدم الثقة التامة في استخدام برامج التواصل الاجتماعي. ويقول: “السلامة خير من الندامة، وتأمين النفس يحدث بشكل يومي وتلقائي، ولا يحتاج مختصاً”. ويرى أن تثقيف النفس في أمن المعلومات ضرورة ملحة، حتى إن كانت معرفة بسيطة. ويضع عباس على عاتقه مهمة تثقيف الناس ويطمح لعمل انفوغرافيك إرشادي لرفع وعي المجتمع.

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×