“دماؤنا صدقة”.. العمل الإنساني فوق اللون والجنس والمذهب والمنطقة فريق تطوّعي يتوسط يومياً بين محتاجي الدم والأعضاء وبين المتبرعين
القطيف: ليلى العوامي
من منصّة “تويتر”، وبشكل يومي، تبذل جمعية “دماؤنا صدقة” جهدها في إيصال طلبات التبرُّع بالدم للجمهور، لصالح مرضى ومصابين ومحتاجين، بصرف النظر عن هوية المريض أو لونه أو جنسه أو مذهبه أو منطقته، أو تاريخ حياته. إنه مريضٌ في حاجة إلى المساعدة، وعلى هذا الأساس الإنسانيّ الخالص؛ تنشر الجمعية رقم ملفه الطبي ومكان التبرع، تاركة القرار للجمهور.
إنها قصة إنسانية وطنية نقية؛ يقف وراءها فريقٌ يعمل لوجه الله، ثم لوجه الوطن، ومنذ انطلاقتها في 2013؛ حتى نهاية 2019، تجاوز عدد الحالات التي نشرت عنها الجمعية حاجز الـ 30 ألفاً، ووصل المعدّل اليومي للحالات التي تنشرها إلى 25 حالة.
كلّ هذا النشاط يقوم به قرابة 20 متطوّعاً، يشاركهم 14 سفيراً على مستوى المملكة.
فما هي قصة هذه الجمعية..؟
موقف شخصي، تعرض له مازن الشابحي، دفعه إلى تأسيس جمعية “دماؤنا صدقة”، التي تدعو المواطنين إلى التبرع بدمائهم وكذلك أعضائهم بعد الوفاة. ويتذكر الشابحي ذلك الموقف قائلاً: “احتاجت قريبة لي إلى التبرع بالدم أثناء ولادتها، فرأيت أن أسس حساباً على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أدعو فيه أفراد المجتمع إلى التبرع لها، والمفاجأة أن هذا الحساب حقق أهدافه، وجاء الكثيرون للتبرع بدمائهم، ومن هنا وجدت أن هناك جدوى لإنشاء الجمعية، التي تدعو الناس إلى التبرع بالدم والأعضاء، مع توضيح الحالات المرضية التي تحتاج إلى هذا التبرع.
ويقول الشابحي: “دماؤنا صدقة عبارة عن جمعية تطوعية، تعنى بالتنسيق بين المرضى والمتبرعين، ونشر ثقافة التبرع بالدم”. ويضيف: “الجمعية عبارة عن مبادرة تعمل تحت مظلة الجمعية السعودية للعمل التطوعي (تكاتف) التي قدمت الدعم لدورتين متتاليتين، لم تبخل على المبادرة بالتوجيه وتقديم الدعم المادي واللوجستي بهدف رفع نسبة التبرع الطوعي بالدم والأعضاء، من خلال ايجاد قنوات ووسائل تمكن المتطوعين من التبرع بشكل أسهل، بالإضافة إلى زيادة وعي المجتمع بأهمية التبرع طوعاً”.
وتأسست الجمعية عام 2013 وتم اعتمادها كجمعية رسمية تحت مظلة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية عام 2019 لتبدأ مرحلة جديدة، يملؤها الطموح والتطلعات لمستقبل مزدهر فيما يخص التبرع بالدم والأعضاء.
رسالة إلى المجتمع
ويسعى الشابحي للتركيز على برنامج للتبرع بالأعضاء وتصحيح المفاهيم الخاطئة فيه، بالاضافة إلى تحقيق رؤية المملكة في زيادة عدد المتطوعين بتوظيف الطاقات الشبابية واستقطابها. ووجه عبر “صُبرة” رسالته للمجتمع، قال فيها: “التبرع أخذ وعطاء .. المريض يُعطيكم فرصة لتكسبوا أجراً وتفعلوا خيراً وتحيوا نفسًا بعد الله، وأنتم تعطون المريض فرصة للشفاء والحياة بعد الله”. وأضاف “أنتم تحتاجون المريض كما يحتاجكم والجميع رابح بإذن الله، فضعوا التبرع في روتين حياتكم، وقوموا به بشكل دوري، لنصل إلى مرحلة اكتفاء بنوك الدم بالتبرع التطوعي”.
جسر التواصل
ويضيف الشابحي “لم تغفل دماؤنا صدقة عن جانب التبرع بالأعضاء، حيث خصصت يوماً لإعلانات الكلى والكبد، ويتم متابعة الحالات الواردة والتحقق من المتبرعين المتقدمين وارشادهم، بالاضافة الى الاجابة على جميع الاستفسارات التي تخص التبرع بالكلى والكبد”.
ويلخص الشابحي رسالة الجمعية في “توفير جسر الوصول بين متبرعي ومحتاجي التبرع بالدم والأعضاء، ورفع الوعي المجتمعي بأهمية التبرع الطوعي للحد من التبرع التعويضي والاستغناء عنه”.
وتركز صفحة الجمعية على “تويتر” على إيصال صوت المرضى وحاجاتهم لفاعلي الخير، الذين يرغبون في التبرع، وتسهيل ذلك عليهم، حيث يتم تزويدهم بجميع بيانات المريض، مثل رقم ملفه ونوعية التبرع واسم المستشفى الموجود بها”.
وحرصاً من المسؤولين على خصوصية المرضى، يتم فقط تقديم المعلومات الضرورية لإتمام عملية التبرع، دون التعدي على خصوصيات المرضى. وقال الشابحي “لا نذكر أسماء المتبرع لهم، لأن المتبرِع ليس بحاجة لمعرفة اسم المريض أو سبب حاجته للتبرع، كل ما يهمهم ان هناك شخصاً يصارع الموت، من أجل الحياة، ويحتاج إلى التبرع”، مؤكداً أن “جمعية دماؤنا صدقة، لها رؤية واضحة، وهي أن تكون منصة رسمية لكل ما يعني بإحياء الأنفس بالتبرع بالدم والأعضاء”.
5 فرق عاملة
ونشرت الجمعية أكثر من 30 الف تغريدة، تتراوح بين طلبات الدم وطلبات الصفائح الدموية، وطلبات الأعضاء (كلى،كبد)، وردود على استفسارات، وإعلانات حملات، وتغريدات توعوية. ولدى الجمعية 38.047 متابع يدعمون الجمعية، باعادة نشر التغريدات وإيصالها لأكبر شريحة ممكنة.
وتتكون المبادرة من 5 فرق، تشمل 20 فرداً أساسياً، والفرق هي:
ـ فريق المشرفين، وهو مكون من أعضاء مجلس الإدارة، وعددهم 6.
ـ فريق التواصل المكون من 10 أشخاص، يتناوبون العمل على نشر الطلبات الواردة والرد على المتابعين.
ـ فريق الاكتفاء، وهو مكون من 3 أشخاص يعملون على الحالات الصعبة ويتابعونها حتى تكتفي.
ـ فريق التبرع بالأعضاء، المكون من شخص واحد يعمل على نشر الطلبات والتنسيق والرد على الاستفسارات الواردة.
ـ فريق المتطوعين في الحملات الميدانية: ويديره عضو واحد، ويشتمل عدد كبير من المتطوعين فقط وقت الحملات”.
المرحلة الثانوية
ويذكر الشابحي أن لديهم الكثير من البرامج التي يتم العمل عليها، وتعتزم الجمعية الإعلان عنها واطلاقها لرفع مستوى الوعي بأهمية التبرع بالدم ابتداءً من الفئة العمرية ١٦-١٨. وقال: “نستهدف توعية طلاب المرحلة الثانوية، ليكون لديهم الوعي الكافي، ويبدؤون رحلة انقاذ الأرواح بمجرد وصولهم للسن المطلوبة للتبرع، وهو ١٨ سنة”.