نجاح الزواج يبدأ في غرفة النوم.. وتقبُّل الاختلافات يعزّز الاستمرارية الخطر الكبير يكمن في زوج نرجسي وزوجة مهملة

القطيف: ليلى العوامي

وسط حضور كثيف، من المتزوجين والمقبلين على إتمام نصف دينهم، خاطب متخصصان كل زوج وزوجة بصراحة متناهية، موجهين لكل منهما انتقادات لاذعة، في حال فشل العلاقة الزوجية بينهما، وأكدا أن هذه العلاقة لا تنجح بجهود طرف واحد، دون الطرف الآخر، متفقين على أن العلاقة الحميمية بين الزوجين لها شروط وترتيبات خاصة، حتى تحقق أهدافها في استدامة العلاقة الزوجية على أسس من السعادة والرضا.

جاء ذلك في الدورة التي اختتمت أمس (الأربعاء) في مركز التنمية الأسرية بسنابس، واستمرت 4 أيام، بمشاركة الأخصائي النفسي ناصر الراشد والشيخ صالح آل إبراهيم.

ووجه آل إبراهيم نصائح لنحو 160 رجلاً وامرأة، حضروا  الدورة: “تقبلوا أخطاء بعضكم لتستمر العلاقة الزوجية، واصنعوا عالمكم دون زعزعة بكلمات الحب اللطيفة”. وقال: “الزوجة بحاجة إلى مشاعر الحب والتقدير، والزوج أيضاً، والإحترام والتقدير المتبادل سحر الحياة الزوجية الذي يخالطه التنازل في بعض الأحيان، من أجل سعادة لا متناهية، فلو عرف كل زوج على احتياجات زوجه، لصنعا معاً حياة خالية من الهموم، خاصة إذا ابتعدا عن  إصدار الأحكام السلبية دونما معرفة ظروف الشخص الآخر ووضعه”.

حاجة غريزية

وطرح آل ابراهيم سؤلاً للحضور “هل العلاقة الجنسية أمر فطري أم اكتسابي؟، ثم أجاب إنها “أمر فطري واكتسابي”. وقال: “العلاقة الجنسية هي عبارة عن تلبية واشباع حاجة غريزية، والناس يتفاوتون في اشباعها، ولندع المتزوجين لتثقيف أنفسهم في هذه العلاقة، التي هي أساس استقرار الحياة الزوجية وجزء كبير من سعادة الزوجين”.

وشدد آل إبراهيم على أهمية المعرفة النظرية للعلاقة الجنسية، حتى يكون الزوجان خبيرين بكل أسرارها، ويعيشا حياة زوجية آمنة. وقال: “يجب عليهما أن يفهما ماهية العلاقة الجنسية، وأهمية الاستمتاع بها، بشروط يتقبلها الإثنان، ذكر منها البعد عن العنف والوحشية”. ونصح آل إبراهيم الزوجة بأن تتزين لزوجها، وتهتم به من جميع النواحي. وقال: “هذه العلاقة ليست  عابرة، وإنما تشتمل على عدة أمور، أهمها تفريغ أنفسهم من المشاكل والهموم ومصادر الضيق والإزعاج وكلاهما يحتاج الإهتمام والحب والكلمات اللطيفة”.

جهد الزوجين

ومن جانبه، ذكر الأخصائي النفسي ناصر الراشد أن “السعادة الزوجية هي نتاج جهد الزوجين في تقديم الرعاية والإهتمام ببعضهما، فالاستعداد للسعادة الزوجية، يتطلب أن نعمل على معرفة العواطف المهمة التي توصلنا للسعادة، وأول خطوة في بناء علاقة جيدة، هي أن نكون مكتشفين جيدين لذواتنا، ونستطيع أن نفسر سلوكنا تفسيراً جيداً، فبالتالي سنكون مكتشفين جيدين لشريك الحياة” .

وانتقد الراشد التعلق العاطفي الذي أسماه بـ”التعلق غير الآمن، وهو تعلق البنت بولدتها كونها البنت الوحيدة، وكلما تعرضت لمشكلة لجأت لوالدتها لأخذ رأيها، وهذا قد يصنع مشكلة للزوجين، إذا كان تدخل الأم تدخلاً سلبياً”.

الاحترام والتقدير

كما وجه الراشد انتقاده للزوج ذي الشخصية النرجسية، الذي يرى أنه يستحق المعاملة الخاصة من قبل الزوجة، وهذا أمر قد يتسبب في فتور وضعف العلاقة الزوجية”، محذراً الزوجين من “ضياع علاقتيهما بسبب ضعف تحديد المفاهيم الأساسية للحياة الزوجية وسبب ارتباطهما ببعض”.

وأضاف “تقبلوا اختلافاتكم واحترموها، ولا تسيئوا لبعضكم أمام الآخرين، فأي علاقة زوجية لا تستقيم بدون حوار يحمل خصائص الإحترام والتقدير، فالحياة الزوجية مشروع مهم لبناء أسرة ناجحة متوازنة، خالية من المشكلات التي قد تسبب زعزعة الحياة الأسرية”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×