شريفة القلّاف: العباءات الملوّنة قادمة.. لكن الأسود هو سيد الألوان مصمّمة واعدة تطمح إلى جعل Anorinabay ماركة مؤثرة في السوق
القطيف: فاطمة المحسن
بعقلية تجارية؛ كان عليها أن تعرف السلعة التي يُمكن بيعها. وبعقلية حِرْفية؛ لا بدّ من اكتساب المهارة التي تُنتج السلعة. وبعقلية اجتماعية يجب أن تتفهَّم طبيعة التغيّرات والتحوّلات. وقبل كلّ ذلك؛ لا بدّ من موهبةٍ قادرة على الخلق والابتكار.. ومن هذا كلّه؛ توصّلت شريفة القلّاف إلى فكرة مشروعها الخاص في تصميم “العبايات”..!
كان يمكن لشريفة القلّاف أن تقف عند حدود كونها رسّامةً عادية. أو خياطة بخبرة 10 سنوات في مركز نسائي. أو تكتفي بشهادة البكاليريوس في التربية الفنية التي تحملها من جامعة الملك سعود. لكنّها أرادت أن تشقّ طريقها في مشروعها الخاص، ولو كان صغيراً.
خطوة أولى
قبل عامين؛ بدأت خطوتها الأولى، وأسّست مشروعها، وأطلقت عليه اسم Anorinabay، لتركّز جهدها في ابتكار التصاميم الخاصة بعباءات النساء. استحضرت خبرتها في الخياطة والشك، ومعها مهارة الرسم. لكنّ لديها خبرة أقدم.. تقول عنها “والدي كان لديه محلّان في مجمّع الزهراء، أحدهما في الاكسسوارات، والآخر في العبايات.. كنتُ قريبة منه، ومن عمله، وكان يسألني عما تفضله البنات من خامات وتصاميم، وكنت أرافقه في شراء بضاعة محله أحياناً، وأساعده في التصميم أيضاً”.
سمة المرأة
ابنة الخِبرة؛ بدأت مشروعها عملياً. لكن البداية لم تكن سهلة.. “ولابد لكل مشروع من عقبات ، فكانت المنافسة أحدها، وهناك تقبل أقاربها فكرة تصميم وتحويل العباءة من مجرد لباس ساتر، إلى الأشكال التي تريدها الزبونات، بغض النظر عن أصلها الأساسي”. وفي ركن صغير مستأجر ضمن مركز نسائي في القطيف؛ استقلّت بمهنة التصميم.. انخرطت في دورة مهمة، وحصلت على شهادة معتمدة من معهد لندن انترناشونال و مجموعه جورجيس للتطوير والاستثمار في مجال تصميم الأزياء.. استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي في ترويج منتجاتها.. دعمها زوجها ووالداها وقريباتها في عمل تعشقه في الأصل. ويوماً بعد يوم؛ أخذت تبني لها قاعدة من الزبونات.. من كل الأعمار تتفاوت طلباتهن بين العصري والمريح واللمسة المميزة.
وتقول القلاف “الاهتمام بالتفاصيل سمة للمرأة، وهي تستطيع أن تتناقش بشكل مباشر مع النساء، لاختيار العباءة المناسبة.. لا بدّ من تبادل الأفكار، ولا تخلو من اللمسات النهائية المتقنة، والتفاصيل البديعة التي تجعلها متميزة عن غيرها”.
تحولات مجتمع
سوق العباءات النسائية أكثر تعقيداً مما تبدو عليه. لم تعد العباءة مجرد ستارٍ يبدأ من أعلى الرأس حتى حواف باطن القدمين. تحوّلات كثيرة متسارعة عاشها المجتمع في سنواتٍ ليست كثيرة. تغيّر الناس، تغيّرت النساء، تغيّرت العباءات.. وصارت أحد الخيارات التي طالتها التصاميم المبتكرة في حد ذاتها. وهناك تغيّرات آتية.. الزمن لا يتوقف.. وعلى القلّاف أن تفهم المجتمع، وتفهم السوق.. تقول “موضة العبايات الحالية متجهة نحو البساطة، تُشبه البدل والجاكيتات.. واللون الأسود ما زال هو السائد.. هناك موضة ألوان في كامل العباية، لكن العودة إلى الأسود هي التي ألاحظها”.
تضيف “الصغيرات يرفضن العبايات السوداء.. وعبايات الألوان سوف تستمر، لكن الأسود هو ملك الألوان”.
تقليدي وعصري
تُصاغ أقمشة خاصة للعباءات لمختلف المناسبات عكس ما كان متعارف عليه قديماً بأنها مقتصرة على الستر، ولا يمكن المباهاة بها في أي مكان حفاظاً على التقاليد. الآن مع تعدد مواقع المرأة في المجتمع من حيث الدراسة والعمل، اتجهت النساء نحو العباءات ذات التصميم الساتر والعملي في الوقت نفسه.. كما تُشير القلاف.
وتقول الخامة المستخدمة في تصميم العباءات تعتمد على التصميم، ولها رؤية خاصة تتسم بها المصممة لتميز به مرتديتها، كما أن القصات والنقوش تضفي رونقاً خاصاً لها، شريطة أن تكون مريحة ومناسبة للارتداء في أوقات الصباح أو المساء وفي المناسبات وهو ما تركز عليه النساء كمطلب في العباءات.
وتتجه النساء إلى المصممات رغم وجود علامات تجارية خاصة بالعباءات.. وذلك للبحث عن شيء مميز خاص بهن. وتعرض المصممة الأفكار الملائمة لمن تقصدها. غالباً ما يكون التصميم النهائي حصرياً، دون أن تكرر التصميم لامرأة أخرى، ويعتمد ذلك على ما يُطرح في السوق ومواكبة الموضة الرائدة وهو الأهم كما تقول القلاف.
هكذا تقرأ شريفة القلّاف المرأة والمجتمع والسوق، وعلى هذه الطريقة تفكّر في كل يوم عمل تعيشه في ركنها الخاص، وبين سكيتشات التصاميم، وفي حوارات زبوناتها. تعيش عملها حالمةً بخطوة أوسع في مشروعها.