[مقال] حسن حسين العوامي: العباءة وتحديات العصر
حسن حسين العوامي
تطرقت الأقلام المحترمة على المستوى الوطني، إلى أمر العباءة وطريقة الحجاب والتحجب، عند المرأة في المملكة ومنطقة الخليج العربي، ولا يخفى تأثر إقليم الخليج عموماً، بأزياء الجوار في العراق وإيران وحتى شبه القارة الهندية لارتباط إقليم الخليج العربي إنسانياً وتجارياً، بالهند الكبرى تاريخياً، قبل تقسيمها السياسي، بعيد الحرب الكونية الثانية.
لا يخفى على الرأي العام أن الإقتصاد، أساس تحولات السياسة الدولية، منذ فجر التاريخ، والفكر الفلسفي بمدارسه العديدة والواسعة، تطرق إلى علاقة البشر بالطبيعة، ونقد مسار الأنظمة السياسية بشتى مراحل سطوتها وتحكمها بثقافة شعوبها.
فبعد قرون من بدء عصر النهضة الأوروبية، التي قامت أساساً على منجزات الحضارات البشرية الشرقية، التي سبقت أقدم الحضارات الأوروبية وهي اليونانية، فرض النظام الإقتصادي الغربي ثقافة إقتصادية في العصر الحديث، أجبر الشعوب على التعامل معها. وقد أدت الطفرات الصناعية بالأفكار والأيديولوجيات المتضاربة الى حروب.
لم تقتصر الحروب على ميادين الوغى، بل أن التكنولوجيا سارعت في إجبار الثقافات المحلية للشعوب، على التكيّف مع مستجداتها، و خلقت حروب أفكار وتفسيرات متضاربة، في محيط البحث عن جزر التكيّف.
ونحن في الوطن نجابه تحدٍ كبير، يتجلّى في تكييف إجتماعي ثقافي توافقي، حول الحجاب الكلاسيكي مع إيقاع العصر، ودخول المرأة ميادين العمل وحقوله بلا حدود!
تعددت تفسيرات الحجاب والنقاب والستر، وبقية مصطلحاته الشرعية والتراثية.
وانطلقت قوافل الاجتهاد في تصميمه، بما يتلائم مع التفسيرات الدينية والقيم الموروثة.
وهي فرصة لإبداع المرأة في عالم أزياء مفتوح، وبطريقة ثقافية مبهجة في المقارنة والتحدي!
المسألة ليست بذلك التعقيد ومآزق التفسير.
العباءة السوداء والداكنة، في هذا اليوم خطر ماحق على المرأة، عند الترجل في قطع الشوارع والطرقات ليلاً ونهاراً.
الحل من وجهة نظري المتواضعة، تغطية الرأس بشال خفيف عملي والقميص الفضفاض الواسع، بالألوان الفاتحة والسروال الواسع (البنطلون)، بشكل يتناسق مع القميص، الذي يشبه إلى حد بعيد، الزي الوطني للمرأة المسلمة في باكستان.
وقع حجر ثقيل على ذيل ثعلب فقطع ذيله .
فرآه ثعلب آخر فسأله لم قطعت ذيلك ؟
قال له إني أشعر وكأني طائر في الهواء يالها من متعة .
فجعله يقطع ذيله !
فلما شعر بألم شديد ولم يجد متعة مثله ، سأله : لما كذبت عليّ ؟
قال : إن أخبرت الثعالب بألمك لن يقطعوا ذيولهم وسيسخرون منا .
فظلوا يخبرون كل من يجدوه بمتعتهم حتى أصبح غالب الثعالب دون ذيل!
ثم إنهم صاروا كلما رأوا ثعلبا بذيل سخروا منه!
وهذا ما يحدث اليوم مع الدعوة للتبرج ونبذ الستر والعفاف