علي الحرز.. الببلوماني الذي يقدِّس الكتب

ياسر آل غريب

 

يوما على صدر يوم – كما يقول محمود درويش – تجمعت شيئا فشيئا أعداد الكتب منذ نصف قرن في منزل علي معتوق الحرز الذي يعترف مفتخرا أنه مصاب بـهوس اقتناء الكتب (الببلومانيا)، حتى استطاع أن يحول جزءا من منزله ببلدة أم الحمام بالقطيف إلى مكتبة شخصية يتوافد إليها الزائرون من كل مكان، تحتوي على أكثر من ٣٠٠٠٠ كتاب إضافة إلى ١٠٠٠٠٠ صحيفة ومجلة.

اختار الحرز اسم (جدل) لمشروع حياته؛ لأنه مغرم بقراءة الفلسفة حتى أسمى قاعات مكتبته بأسماء رموزها: سقراط، أفلاطون، أرسطو، وعندما تتحدث معه فإن للغة والأدب والتاريخ والميثيولوجيا نصيبا كبيرا من حديثه.

إضافة إلى الكتب المتوزعة في داره، هناك قصاصات كثيرة يعتني بجمعها من الصحف والمجلات، لتكون ملفات عن شخصيات شتى من هنا وهناك.

ولأنه وجه دائم الحضور في المحافل والأمسيات فقد خصص ركنا يضم صوره مع أدباء ومفكرين. كذلك لم يفته أن يخصص زاوية تراثية تضم عدة مقتنيات كشاشات التلفزيون القديمة والإسطوانات والفوانيس

ومجموعة من الأغراض المعيشية في القطيف ماضيا.

كثيرون جدا من يكدسون الكتب، لكن الحرز مختلف عنهم تماما فهو يقدسها، وما اهتمامه اليومي بها إلا دليل وعي بأهميتها التي استنزف من أجلها ماله ووقته وجهده.

أن يفتح مكتبته لشرائح المجتمع كافة، يبث الروح في الكتب من جديد، خاصة أننا نعيش في الزمن الإلكتروني.

اللقطة الأهم في هذا الموضوع لا تكمن في كمية العناوين المعروضة، بل في طبيعة هذا المشروع الذي أصبح سر سعادة هذا الرجل الشغوف بالمعرفة والمحب للناس.

الكتاب المركون على الرف يتحول إلى كائن حي عندما نمسكه ونتعالق معه قراءة وحوارا ونقدا، هو ينمو عندما نتحدث عنه أو نكتب عنه. وما أعظمه حينما ينساب في اللاوعي، حتى نظن أننا تركناه في سلة النسيان، لكنه يظهر فجأة في لحظة ما.

بقي على (أبي كفاح) شيء ليضيفه إلى خزانته، وهو أن يكتب سيرته الذاتية، يوثق فيها علاقته الحميمية بالكتاب، ويرصد التحولات التي مرت عليه، تحول الهواية عندما كان في الثالثة عشرة من عمره إلى أسلوب حياة، وتحول بيته فيما بعد إلى مزار ثقافي.

تعليق واحد

  1. مكتبة جدل بأم الحمام من قطيفنا الحبيب
    تعتبر مركز ثقافي وحضاري
    بل إنموذجاً يحتذى به
    ونتمنى أن يكون منه نسخ متكررة في كل منطقة من القطيف

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×