المسجّن مُحذراً الآباء: لاتنساقوا وراء الإعلانات الخادعة لعلاج صعوبات التعلم الفرج ذكّر بمشكلات تراجع الاهتمام باللغة العربية
القطيف: ليلى العوامي
تحولت فعالية “لغتي الجميلة” التي اختتمت في القطيف أخيراً، ضمن فعاليات مهرجان ربيع القطيف، من مناسبة تتحدث عن أهمية تعلم اللغة العربية والإلمام بقواعدها وفنياتها، إلى مناسبة اجتماعية، تُركز على صعوبات التعلم لدى الصغار، وخطورة عدم التعامل معها في وقت مبكر، بالاستعانة بالمتخصصين أصحاب الخبرة، وعدم الانسياق وراء الإعلانات الخادعة.
وقدم معلم اللغة العربية حسين الفرج الفعالية، التي استمرت 5 أيام، واختتمت أمس الأول (الثلاثاء)، وعزا أسباب عند اتقان الصغار لأدوات اللغة العربية في وقت مبكر من أعمارهم، إلى صعوبات التعلم التي قد يعاني منها البعض، موصياً الآباء إلى مراقبة صغارهم.
وقال الفرج مخاطباً المتخصصين: “إذا بذلتم جهداً في تشخيص طلاب صعوبات التعلم، فسوف تجنون أثراً رائعاً، فالطالب مازال يعتقد أن اللغة العربية محصورة فقط في رحاب المدارس”. وأضاف “لعدم وجود اهتمامات خارجية باللغة، يشاهدها الطفل ويشعر بها، تعزز لديه هذا الاعتقاد، ومن هذا المنطلق، كان نزولنا في المهرجانات لتغيير هذا النمط، ولو باليسير والقليل”.
دور الأسرة
وقال الفرج: “غالباً ما تلحظ الأسرة الصعوبات عند ابنها في مادة معينة، وعادة تكون هذه الصعوبات في المهارات الأساسية للقراءة والكتابة أو الرياضيات، وهذا مدعاة للتشاور مع المدرسة، لوضع الحلول المناسبة، وهذه المهمة وإن كانت من صميم عمل المدرسة، إلا أن للأسرة دوراً كبيراً فيها”. ويوصي الفرج الآباء والمعلمين بضرورة “الرفع لمعلم الصعوبات الموجود في المدرسة بالحالات التي يُعتقد أنها صعوبات تعلم، وإذا لم يكن بالمدرسة برنامج للصعوبات، يتم تزويد المرشد الطلابي بالحالات، لمخاطبة مركز التربية الخاصة، الذي تتبعه المدرسة، كي يحول الطالب لأقرب مدرسة، يوجد فيها برنامج صعوبات تعلم”. كما يُوصي الفرج الأهالي بـ”ضرورة ملاحظة أبنائهم جيداً، والطفل الذي تبدو عليهم علامات الصعوبات، يتم تحويله للأخصائي للتشخيص ودراسة حالته والتعاون معه”.
طبيب نطق
وذكرت زهراء عبدالله الطويل أن ابنها، الذي يدرس في الصف الأول الابتدائي، كان يعاني من صعوبة تعلم. وقالت: “لاحظت ذلك منذ كان في الروضة، لكنني لم أكن أعلم شيئاً عما يُسمى بصعوبات التعلم، وتوجهت به إلى إحدى الدورات في المنطقة، تقدمها معلمة روضة، وظل معها لمدة عام كامل، يتعلم القراءة والكتابة، ولكن ما أن دخل المدرسة، حتى بدأت المعاناة الحقيقية، ونصحتني قريبة لي أن أذهب به لمركز متخصص في صعوبات التعلم، بالإضافة إلى عرضه على طبيب نطق، وبعد التشخيص، تبين أن ابني يعاني من صعوبة في التعلم، وللأسف، جاء العلاج متأخراً جداً، ما أثر نفسياً علينا جمعاً، ولكنه تجاوز مشكلته والحمد لله”.
وتابعت الأم “اليوم ابني في الصف السادس الإبتدائي، ومن المتفوقين في اللغة العربية، ويشارك في مسابقة تحدي القراءة”. وتنصح زهراء الأمهات بـ”عدم تجاهل أبنائهن إذا كانوا يعانون من صعوبات التعلم، حتى لا يندمن على ضياع الوقت”.
الإعلانات الزائفة
وأوضح اختصاصي صعوبات التعلم علوي المسجن أن “أكثر الحالات التي واجهتهم أثناء وجودهم في فعالية “لغتي الخالدة”، كانت صعوبات تعلم القراءة والكتابة للفئة العمرية بين ٦ و٨ سنوات، وتحديداً من طلاب الصفين الأول والثاني الإبتدائيين”. ويوجه المسجن رسالة لأولياء الأمور بأن عليهم “ألا ينساقون وراء الإعلانات الزائفة، وعليهم التوجه لذوي الاختصاص”.