إلى جنان الخلد أيها النجيب
جمال الحمود
بلغني هذا الصباح نبأ وفاة الأخ والصديق والأستاذ ورائد العمل التطوعي الأول والأب الروحي وعرابه أخي الحبيب الأستاذ نجيب بن عبد الرحمن الزامل، والذي ملأ القلوب والأمكنة. أستاذنا لم يكن شخصية عادية، ولم يكن يتكيء على وجاهة ومكانة العائلة الكريمة التي ينتمي لها، لا بل كان يؤمن بأن خدمة الوطن وأبنائه هي الشرف الأسمى الذي ينبغي لكل مؤمن بإنسانيته أن يجعلها من أولوياته ويبذل في سبيلها الجهد ويقدم التضحيات. لذلك كانت أفعاله تسبق أقواله أو تصريحاته فرأيناه يتنقل بين المحافظات والمدن على امتداد الوطن العزيز ولم يكن يتذمر أو يتأفف، بل وكما ذكر هو شخصياً بأن سعادته هي فيما يقوم بفعله وفيما يقدمه للوطن وأبنائه. أستاذنا النجيب والذي عادة ما كنت أناديه بمفردة “مولانا” في لقاءاتنا والتي كان يطرب لسماعها، كان عنواناً من عناوين وحدة هذا الوطن الذي كان يحتضن كل شرائح أبناء الوطن وكان قريباً من كل أبناء الوطن من شرقه لغربه وشماله وجنوبه والوسط. أستاذنا الكبير كان عنواناً للمواطنة الحقة، يستهوي المرء الغوص في تفاصيلها والتغني بها، ناهيك عن تمنيه أن يكون مثيلاً له. لقد كان الراحل الكبير منصفاً ودوداً مهذباً مرحاً، الجلوس معه والإستئناس بآرائه أمران لا يزهد بهما كل من سمع وعرف أستاذنا الكبير، حتى لمجرد الحديث معه نكهة وسعادة لا يمكن وصفها. أستاذنا الكبير شخصية كما ذكرنا سكنت القلوب وملأتها، واستوطنت الأرواح وأسعدتها. في الضمائر تراه حاضراً، وفي الفكر تراه يحل.
لا أعتقد ولا أخالني في هذه العجالة بقادر على التعبير عن صفات ومكنونات هذه القامة، التي، وبلا مجاملة أنها قامة بحجم وطن.
رحم الله فقيد الوطن وفقيد العمل التطوعي وفقيد الوحدة الوطنية وغفر له وتجاوز عنه وأسكنه فسيح جنانه. وللعائلة الكبيرة للفقيد وهو الوطن بكل مساحته، ولعائلة الزامل وأقربائهم وأرحامهم الكرام ولصاحب السمو الملكي أميرنا المحبوب الأمير سعود بن نايف خاصة ” والذي كان للفقيدالكبير مكانة كبيرة في قلبه ” ولمحبي وأصدقاء الفقيد أقدم أحر العزاء وصادق المواساة. ربط الله على قلوب الجميع ومنَّ عليهم بالصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.
إلى جنان الخلد أيها النجيب.
رحمة الله عليه وإنا لله وإنا اليه راجعون
رحمه الله واسكنة فسيح جناته مع الابرار