التحذيرات الصحية من الكسوف الحلقي جعلت الممنوع مرغوباً في شوارع المملكة قصص وحكايات يمتزج فيها الخوف بالرهبة والرغبة في رصد الظاهرة

القطيف: ليلى العوامي
تصوير: نور عقيل الخميس

لأول مرة في المملكة العربية السعودية، يتم تأجيل موعد اختبارات الطلاب ودوام بعض الموظفين بسبب “فلكي”، تزامن من الكسوف الجزئي (الحلقي) الذي شهدته المملكة صباح اليوم (الخميس)، وبدلاً من أن يتوجه الطلاب والموظفون إلى مدارسهم ومقرات عملهم، توجهوا صوب المساجد، لأداء صلاة الكسوف.

ووجهت وزارة التعليم بتأخير اختبارات الطلاب والطالبات في جميع مدارس المملكة اليوم إلى الساعة التاسعة صباحاً، حرصاً على سلامتهم ومنسوبي المدارس من تأثيرات الكسوف على العين. وذكرت الوزارة في بيانها أن “وقت الكسوف الحلقي للشمس يتزامن مع توجه الطلاب والطالبات إلى مدارسهم لأداء الاختبارات، وحرصاً على سلامتهم من النظر المباشر إلى أشعة الشمس، وتعرض العين لكمية من الأشعة الفوق البنفسجية، وجه وزير التعليم بتأخير موعد الاختبار إلى التاسعة صباحاً، كما وجهت بعض الوزارات بتأجيل دوام موظفيها، للسبب نفسه.

 

الممنوع مرغوب

ورغم التحذيرات من النظر لقرص الشمس خلال فترة الكسوف، وتأكيدات الأطباء بأنه قد يسبب عمى دائماً للشخص، إلا أنه حدث العكس، وبات الممنوع مرغوباً، إذ ازدحمت الشوارع بالمواطنين كباراً وصغاراً، الذين حرصوا على رؤية ظاهرة الكشوف الحلقي، التي لم تحدث في المملكة منذ 97 عاماً، وكانت آخر مرة تشهد فيها الأحساء وأجزاء من شمال غربي المملكة الظاهرة في 28 مارس عام 1922م.

وأوضح أطباء أن النظر إلى قرص الشمس، وقت الكسوف قد يعرض مركز الإبصار لحرق، يسمى علمياً “عمى الكسوف الشمسي”، وقالوا إن الذين يحدقون في الشمس مباشرة عند الكسوف، قد يتعرضون لحرق خلايا الضوء الحساسة الموجودة في شبكة العين، وتظهر أعراض الحرق خلال ساعات أو أيام، وتتراوح الأعراض من نقطة سوداء في منتصف مجال الرؤية ومشاكل في الألوان إلى تموجات في أشكال الأشياء.

 

حدث جميل

وحرصت “صُبرة” على استطلاع آراء مواطنين ومواطنات في الظاهرة الفلكية، وكيف تعاملوا معها، وفي البداية قالت وجيهه الدخيل “الكسوف كان حدثاً جميلاً بالنسبة للجميع، فالكل كان ينتظر الحدث الكوني على الرغم من التحذيرات الطبية”. وأضافت: “بعضنا شهد الكسوف بالنظارات، وبعضنا الآخر عاشه قلبياً”. وأضافت: “الشوارع كانت شبه خالية وقت الكسوف، إلا أنها ازدحمت بعدها، لبدء الدوام، والناس على عجالة من أمرهم، وذلك بسبب الاختبارات، وخوفاً من عدم الوصول في الوقت المحدد، ولله الحمد وصلنا سالمين”.

وأضافت “شهدت ظاهرة الكسوف الكلي في أمريكا، وكان الأمر مختلفاً جداً عن الكسوف الحلقي اليوم في المملكة، ففي الكسوف الحلقي كان الوقت نهاراً، وفجأة تحول إلى ظلام دامس سبحان الله”.
وقالت وفاء شويهين: “الظاهرة فيها استشعار لعظمة الله سبحانه وتعالى، وعندما خرجت للدوام، وجدت الشوارع فارغة تماماً، ووصلت إلى مقر عملي بسرعة استثنائية”.

 

جلسنا نترقب

وتقول نسرين عبدالرزاق الزاير: “كنت أترقب من ليلة البارحة هذا الحدث مع أبنائي، الذين كانوا أكثر مني حرصاً على متابعته، خاصة إلحاحهم عليّ بشراء نظارات الرؤية، وجلسنا جميعاً في الصباح، ننتظر شروق الشمس، وأبنائي ينتظرون الاذن مني لرؤية السماء، ولكن خوفي عليهم من الرؤية المباشرة، جعلتهم يشاهدون الشمس من خلف شاشات جوالاتهم، وعاش الصغار ظاهرة ربما لن يشاهدونها مرة ثانية”.

 

أمي خائفة

أما زينب آل سماح فقالت: “عشنا قبل شروق الشمس حالة ترقب وانتظار، ممزوجة بالاشتياق لمشاهدة الظاهرة، وكان هناك شعور بالخوف والرهبة من عظمة الخالق لهذه الظاهرة، وحرصت على تسجيل الظاهرة بكاميرا جوالي”.
وتقول سمانه المصلي: “خرجت كعادتي للدوام عند الساعة ٧:٣٠ متجهة للجبيل، ولأول مرة أشاهد الشوارع هادئة، بلا أي زحام، وأمي كانت خائفة علي من تأثير الكسوف، ووصلت لمقر عملي بالسلامة والجو كان طبيعياً”.

ماهية الكسوف
والكسوف الحلقي هو حالة خاصة من حالات الكسوف، حيث يغطي القمر مركز الشمس ويترك أطرافها مضيئة، فيظهر في شكل حلقة، بينما الكسوف الجزئي يغطي القمر جزءاً من الشمس وتبدو الشمس على شكل هلال. وبدأ مسار الكسوف الحلقي اليوم مع شروق الشمس في منطقة تبعد نحو 180 كيلومتراً غرب مدينة الدمام، وهي مدينة الهفوف المأهولة بالسكان، وتقع في الخط المركزي لمسار الكسوف الحلقي، وتمكن الراصدون هناك من رؤية الكسوف حلقياً بعد شروق الشمس بـ10 دقائق تقريباً.

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×