المذاكرة الذكية.. لا تبالغ في مناقشة الإجابات بعد الامتحان
كفاح آل مطر*
الاختبارات إجراء منظم؛ لقياس مستوى التحصيل الطلابي، والتعرف على مدى تحقيق المنهج الدراسي للأهداف المرسومة له، و الكشف عن مواطن القوة والضعف ؛ لتحسين العملية التعليمية.
وفي ظل التربية المعاصرة تغير مفهوم الاختبارات؛ ليواكب التطور الحضاري والتقدم العلمي والتقني القائم على تحقيق نواتج تعليمية ناجحة، فأصبح الاختبار أداة لتقويم ممارسات المعلم، والكشف عن فاعلية أساليب التدريس والمناهج الدراسية، ومعرفة الفروق الفردية، وتزويد صناع القرار بقياس صادق عن مدى إتقان الطلاب للمهارات والمعارف.
تُعد فترة الاختبارات من أكثر الفترات العصيبة التي تمر على الطلاب ؛ كونها موسم حصادهم، لذا ينبغي أن تمر تلك المرحلة بسلام ؛ حتى لا تتأثر حالتهم النفسية، و ينخفض مستوى تحصيلهم.
من هذا المنطلق يتوجب علينا استبدال المنحى المغاير لمفهوم الاختبارات المرتبط في أذهان الطلاب بمشاعر الخوف و الرهبة التي عززتها الأجواء المدرسية و الأسرية و المجتمعية، حينما أوهمتهم بخوض حرب ضروس في لحظات حاسمة يترتب عليها نجاحهم أو فشلهم.
ولتهدئة نفوس فلذات أكبادنا نقدم لهم مجموعة من المقترحات التي تكسبهم مهارة الاستعداد للاختبارات: التخطيط الجيد لتلك المرحلة بوضع جدول زمني واقعي، تتخلله فترات للراحة وممارسة الرياضة وشرب الماء، مع مراعاة اختيار المكان المناسب الذي تتوفر فيه التهوية الجيدة والإضاءة الكافية والمقعد المريح، و نشير هنا لأهمية المذاكرة بالقرب من الشباك ؛ لمضاعفة الطاقة، ورفع نسبة الاستيعاب و التركيز.
ولتحسين أداء الطالب ينبغي له أخذ قسط كاف من النوم، يتراوح بين ست إلى ثمان ساعات، وتناول الوجبات الصحية الغنية بالقيم الغذائية المتكاملة ؛ ليزداد نشاطًا واستمرارًا في المذاكرة .
و لتقوية الذاكرة، و تحقيق الفائدة المرجوة منها، يحرص الطالب على المذاكرة مع زميله، من خلال التسابق وتبادل الأدوار في طرح الأسئلة، و كتابة ما تعلماه، وعمل خريطة ذهنية شاملة للمادة مدعمة بالألوان والصور الدالة ؛ لتثبيت المعلومات، وتحفيز الدماغ على سرعة استرجاعها.
الطالب النبيه يختبر نفسه أثناء الاستذكار، وعندما يشعر بالإرهاق يستريح خمس دقائق، متجنبًا شرب المنبهات و المشروبات الغازية، كما يتقمص دور المعلم من خلال ابتكاره لسيناريو مسرحية قصيرة، أو تقديم عرض توضيحي لعائلته لما حفظه من معارف، مستعينًا بالملصقات والرسوم، و حينما يستغلق على ذهنه فهم مسألة ما، يبادر لطلب المساعدة من معلمه أو والديه أو أصدقائه.
والطالب الواعي يجيد توظيف أدوات المذاكرة، متجنبًا الانشغال بهاتفه الجوال و تصفح الإنترنت و الرد على الرسائل الإلكترونية. كما يحرص على تناول الفاكهة والزبيب والتوت المجفف وقطع الشوكولاتة الداكنة و المقبلات الصحية والمكسرات الغنية بفيتامين (ب) أثناء المذاكرة ؛ لتنشيط دماغه، ومكافأة نفسه عند الإنجاز.
ومن العوامل المهمة عدم التفكير بما مضى من إخفاق؛ لأنه يحول دون اجتياز الاختبارات كما ينبغي، وتعويض ذلك يكمن في حسن إدارة الوقت أثناء الاختبار ؛ للتمكن من حل كافة الأسئلة، ومراجعة الإجابات وتنظيمها.
ولتأدية الاختبارات بشكل ميسر يحرص الطالب على تجهيز أدواته، وتصفية ذهنه، و شحذ همته، مع تجنب مقارنة نفسه بزملائه أو أخوته، وعدم السهر ليلة الاختبار ؛ فالنوم المبكر يتيح له فرصة الاستيقاظ لصلاة الفجر، والمراجعة الجيدة للمادة، والوصول المبكر للمدرسة، و دخول قاعة الاختبار في الوقت المحدد ؛ فيتكيف على الأجواء، و تزول عنه الرهبة.
ولثبات جنانه وشعوره بالاطمئنان، ينبغي له البسملة قبل الشروع في قراءة الأسئلة، و أخذ نفس عميق و إخراجه ببطء، و بعد قراءته لكافة الأسئلة، يستدعي عقله التحليلي الذي يختزن المعلومات؛ ليدون ما يعرفه. و الطالب الذكي عند عدم تمكنه من الإجابة على السؤال الصعب، يجيب على الأسئلة السهلة، ثم يعود له من جديد .
وبعد تسليمه لورقة الإجابة، ينصرف من القاعة بهدوء، ولا يبالغ في مناقشة الإجابة مع زملائه؛ حتى لا يشعر بالضيق والكآبة عند اكتشاف الأخطاء.
ختامًا ابني الطالب و ابنتي الطالبة :
قبل المذاكرة عليكما ممارسة مهارة التخيل للنتائج الإيجابية المستقبلية، و تحريك الإرادة لتقوى العزيمة بالثقة و الصبر و الحماس و التحدي، و تفريغ القلب للدراسة ؛ فالعلم لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك .
أصدق الأمنيات لجميع الطلاب والطالبات بالتوفيق والنجاح .
* مشرفة اللغة العربية، تعليم القطيف
كلام جميل جدا
شكرا لك
بورك يراعك غاليتي