إذا مزق طفلك كتاباً فلا تعاقبه.. بل ابتسم له "القاص الصغير".. مبادرة تكشف عن المواهب القصصية

القطيف : ليلى العوامي

من بين فعاليات مبادرة “القاص الصغير”، التي تُقام في المكتبة العامة بالقطيف، برز تصريح وجهه متخصص للآباء والامهات، حذرهم فيه من معاقبة الطفل إذا مزق كتاباً أثناء اللعب. وقال حسن آل حماده المشرف على المبادرة إن معاقبة الطفل إذا أمسك بكتاب ومزقه وهو يلهو، يؤدي إلى تولد القطيعة بينه وبين الكتاب”. وتابع: “أرى أن التعزيز وسيلة مثيرة لجذب الطفل نحو القراءة”. مبياً أن “حب الطفل للقراءة يتولد من طفولته المبكرة، حينما تمسك والدته له كتاباً أو والده لقراءته له”.

وتأتي المبادرة ضمن توجيه وزارة الإعلام، لإدارة المكتبات التابعة لها، للاحتفاء باليوم العالمي للطفل.  وذكر مدير المكتبة العامة بالقطيف مؤيد الزاير لـ”صُبرة” إن المبادرة ستستمر 3 أشهر، بتنظيم فعالية كل يوم خميس من كل أسبوع، تهدف المبادرة إلى تبني الأطفال المبدعين في الكتابة القصصية، أو الأطفال القادرين على رسم مشاهد كرتونية، تعبر عن القصص التي يستمعون إليها.

جذب أول أيام المبادرة يوم الخميس الماضي، نحو 25 طفلاً وطفلة، جاؤوا بصحبة آبائهم وأمهاتهم، ليتعرف الجميع على أهمية القراءة للأطفال في سن مبكرة، في اكتساب المعلومة وصقل الشخصية. وأنصت الصغار إلى قصص ألفها أطفال مثلهم.

تمزيق الكتاب

ويقول حسن آل حمادة عن خطة المبادرة لتقريب الصغار من الكتاب، “ستركز أولاً على أن نقرأ له قصة، والطفل أيضاً يقرأ لنا قصة، كما أننا سنقوم برسم ملامح القصة وشخصياتها مع الطفل، بالإضافة إلى خطوة متقدمة، وهي كتابة قصة تناسبه وتناسب خياله، فالأطفال خيالهم واسع، ليس بالضرورة أن ينشرها ككتاب، ولكننا نريد منه أن يتعلم كيف يستطيع كتابة قصة لطيفة”.

تغيير الأحداث

وداخل المكتبة، انتشر الأطفال مع ذويهم. وذكرت والدة الطالبة “فاطمة بشير البيك”، التي ألفت قصة “كوكب كتاب” “المبادرة جميلة جداً، ونتمنى تفعيلها على المدى البعيد واستمرارها على مدار العام”. وتضيف “بدأت بوادر التأليف على ابنتي فاطمة، وهي في عمر الثامنة، وكانت تتأثر بما تقرأه وتحاول تغيير بعض الأحداث، بما يتناسب مع الفكرة التي تود الكتابة عنها، وأول مؤلفاتها هي قصة بعنوان “متى وأتمنى”، التي تحكي أمنياتها التي تتمنى تحقيقها وماهو شعورها حينما تتحقق”.

فارسة الميدان

ووصفت والدة الطفلة بينات زيد مبادرة “القاص الصغير” بأنها “قيمة، ستزرع في الأطفال والكبار حب الكتاب”. وقالت: “القصة لا تزال هي فارسة الميدان الأول في وسائل التربية والتوجيه، وهي الأقوى تأثيراً والأكثر جذباً للأطفال، فهي من أبلغ الطرق لتوثيق الفكرة، وإصابة الهدف التربوي، نظراً لما فيها من تدرج في سرد الأخبار، وتشويق في العرض، وطرح الأفكار، وليس فقط للطفل، حتى نحن الكبار لها أثر علينا”.

كتابة القصة

وأضافت والدة القاصة الصغيرة فاطمة أبو الرحي “المبادرة جميلة جداً، وابنتي فاطمة ممن طوروا أنفسهم في كتابة القصة، وصدرت لها “قصة جود ولعبتها الجديدة”، وهي بعمر التاسعة”. وتابعت “مثل هذه المبادرات لها دور كبير في تطوير أولادنا من الناحية اللغوية والتأليف، وأنا ووالدها في تشجيع دائماً لها، وهذا ما يحتاج الطفل إليه، بل الإنسان لكي يكمل طريقه نحو هدفه”.

لولو وسوسو

وأثنت والدة الطالبة كوثر الشميمي على المبادرة. وقالت: “تساهم في الإثراء الثقافي والمعرفي للطفل وغيره، وقد لمست في ابنتي كوثر حبها للكتابة منذ أن كانت صغيرة، ومثل هذا المبادرات كان لها دور كبير في صقل موهبتها، بالإضافة إلى تشجيعنا المستمر، نستمع لها بشغف، ونتفاعل معها بطرح الأسئلة لتفكر أكثر”. وتتابع: “في سن الرابعة، بدأت تأليف القصص المرتجلة البسيطة، وفي سن الثامنة أصبح لديها مكتبتها الخاصة، التي تحوي قصصاً صغيرة، واليوم ابنتي تمتلك قصة “النحلتان لولو وسوسو” ونتمنى استمرارها في هذا المجال”.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×