“لـمّة صفوانية” تجمع 34 مؤسسة ولجنة على بساط التوعية المشوّقة مزجت بين التثقيف والترفيه وركزت على المضادات الحيوية وصحة الفم وأضرار التدخين
صفوى: أمل سعيد
على مدى يومين، أسدى مهرجان “لمتنا حلوة” لزواره، مئات النصائح والإرشادات الصحية والاجتماعية، التي استهدفت تسليط الضوء على مفاهيم خاطئة، منتشرة لدى بعض أفراد المجتمع، رأى المهرجان أنه لابد من تصحيحها بأسلوب علمي متخصص، لا يخلو من تشويق.
المهرجان كان له من اسمه أكبر النصيب، عندما مزج بين التثقيف والترفيه، في اختيار موضوعات بعينها، مثل استخدام المضادات الحيوية، والعناية بالفم، وحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، وصولاً إلى إشكالية النظافة في الشواطئ ورمي المخلفات في مياه البحر.
الثانوية الثانية
نظمت المهرجان المدرسة الثانوية الثانية بصفوى، في حديقة للعائلات، بالمدينة، أمس وأمس الأول، وشارك فيه نحو 34 من المؤسسات واللجان، تنوعت بين تثقيفية وتعليمية وصحية، بالإضافة إلى الخدمات المجتمعية، والجمعية الخيرية، وكان من ضمن المشاركين، “لجنة في الخدمة” و”أصدقاء البيئة”، و”لجنة مساندون”، و”مجموعة الغوص” و”البيت السعيد”، و”مركز إيلاف” وفي الجانب الصحي الذي تميز بحضوره القوي، شارك “مستشفى صفوى العام” بعدد من الأركان، كما كان لــ”مركز حزم صفوى” حضور واضح في المهرجان، وشارك أيضاً “مجمع نهج الشفاء الصحي” بحزم أم الساهك في الفعالية.
الأسر المنتجة
توزعت أركان الأسر المنتجة في أنحاء الحديقة، وبلغ عدد المشاركين 14 أسرة، تنوع إنتاجها بين صناعة الحلويات والهريس وبيع الملابس والإكسسوارات والعطور. تقول عاتكة الشبيب معلمة في الثانوية الثانية والمسؤولة عن تنظيم المهرجان: “هو كرنفال متنوع الأركان، يجمع بين الترفيه والتثقيف، وجميل جداً نشر ثقافة الفرح والابتهاج في حياة الناس”. وتابعت “أوجه الشكر الخالص لجميع من ساهم بدعمنا وتشجيعنا”.
المضادات الحيوية
كان حضور الأركان الصحية لافتاً وجميلاً في المهرجان، فبمجرد دخولك، يقابلك مجمع نهج الشفاء بطبيبة وممرضة، تستعرضان الإشاعات الصحية الرائجة في حياتنا وتصويبها بكلام علمي دقيق، وعلى بُعد خطوات تمتد طاولة لمستشفى صفوى العام، للتوعية بأهمية نظافة الأسنان، وخطورة المضادات الحيوية، وفي حديثنا مع الممرضة رانيا العريض من مستشفى صفوى تقول: “المضادات الحيوية خطر حقيقي يغفل عنه الكثير ويتجاهله البعض، هي أدوية تُصرف عادة عندما يُصاب الجسم بالتهابات بكتيرية لا فيروسية، وتحت ضرورة ملحة، إلا أن ما يثير القلق، هو التساهل في صرفها، سواء من الطبيب المعالج، أو من إلحاح المريض بطلبها، ظناً منه أنه لن يشفى إلا باستخدامها، وهذا الإسراف في تناول المضادات الحيوية، بالإضافة إلى عدم الانتظام في مواعيد الجرعات، وزيادة الجرعة، ومدة الدواء، يؤديان إلى أن الجسم يبني حماية من هذا المضاد، ولن يستفيد الجسم منه مطلقاً، وهذا ما نسعى إلى توعية الناس به، لا للمضادات الحيوية، طالما أن الالتهاب فيروسي، لا للمضادات طالما أننا لم نصل لمرحلة الضرورة”.
العناية بالفم
أما أخصائية الأسنان زهراء المرهون، فتجمع الأطفال وأمهاتهم حولها، لتعليمهم كيفية العناية بصحة الفم والأسنان، وتستعرض كيفية اختيار الفرشاة والمعجون المناسبين لكل فئة عمرية، وطريقة التفريش الصحيحة، ولمزيد من الجذب، كانت هدايا الأطفال تملأ الطاولة، وبجانبها مطوية تثقيفية للأمهات.
مهارات المعوق
ومرة بعد مرة، يشارك مركز إيلاف الخاص بالإعاقة العقلية في المهرجان، لتوعية المجتمع بأنه من حق المعاق، وخاصة إن لم تكن إعاقته شديدة، أن يتعلم وينمي مهاراته، سواء التثقيفية أو المهنية بالمقدار الذي يستطيع بلوغه، كما عرض المركز بعض إبداعات ذوي الإعاقة وكانت في غاية الروعة.
تحت الماء
وفي ركن خاص، يقف بعض الغواصين بزيهم الموحد، لعرض مُعدات الغوص والتصوير تحت الماء، بالإضافة إلى العديد من المحار والقواقع والشُعب المرجانية التي كانت غاية في الجمال، سواء الطبيعي أو المستزرع. وكان فؤاد الشبر مؤسس فريق الغواصين ومدرب غوص منذ أكثر من 42 عاماً، يتحدث للزوار بحماس كبير، عن إمكانية تعلم الغوص وروعة الحياة البحرية. أما حسن الشبيني أحد أعضاء فريق hi diver فيصف عدم مبالاة بعض المتنزهين، وقلة اهتمامهم بالنظافه بأنه “كارثي على المدى الطويل”، سواء على الكائنات البحرية أو علينا “الكثير من النفايات البلاستيكية والزجاج ترمى في البحر، ومن المعلوم أن البلاستيك يحتاج سنوات طويلة كي يتحلل، ورميه في البحر يجعل منه هدفاً للأسماك والكائنات البحرية التي بدورها تهلك بسبب سمية هذه المادة، التي تنتقل عبر السلسلة الغذائية للإنسان، لذا فنحن هنا نهدف إلى توعية الناس بخطورة رمي هذه المنتجات في البحر أو على الشاطئ، للحفاظ على الحياة البحرية وجمالها، ومن ثم الحفاظ على صحتنا”.
رئة المُدخن
وخلف صور، تتباين فيها رئة المدخن عن رئة غير المدخن، وتفرق بين أسنان هذا وذاك والعديد من الصور المشابهة، وقفت الدكتورة جوهرة الأحمد من مركز حزم صفوى في ركنها، لتوعية الناس بأضرار التدخين، وضرورة معرفة أن المدخن مهما كان عدد سنوات تدخينه بإمكانه أن يقول كفى ويقلع عن التدخين “من المهم جداً محاولة اقناع المدخن بإمكانية الإقلاع عن التدخين، ويفضل بعد ذلك أن يزور المركز أو المستشفى لمعرفة السبب الذي دفعه للتدخين، ومقدار الضرر الذي لحق به جراء ذلك، ومن ثم معاملته بما تقتضيه الحالة، ليصل إلى مرحلة الشفاء التام”.
يجدر ذكره أن الفعّالية نُظمت بإشراف بلدية صفوى.