معلّمة كيمياء تستثمر المنهج وتشارك طالباتها في صناعة 27 منتجاً من العطور والصابون ثانوية صفوى الثانية تتحوّل إلى معرض منتجات تحت سقف مدرسي
صفوى: أمل سعيد
معلمة مادة الكيمياء استثمرت طاقات طالباتها في الصف الثالث الثانوي “طبيعي”، فحولن جزءاً من المدرسة إلى معرض، أشبه بمصنع صغير، أنتجن فيه أنواعاً من المنظفات والعطور، في بادرة تؤكد إمكانية صناعة المنظفات ذات السعر المرتفع في الأسواق، ولكن بكلفة أقل داخل المنزل.
المعرض الذي أقيم صباح أمس، كان شاهداً على حماس الطالبات، وقدرتهن “العلمية” على معرفة مكونات كل منظف وعطر بطرق علمية سهلة وسريعة، مع ضمان أعلى مراتب الجودة للمنتجات.
كل ذلك تحت إشراف المعلمة أفراح الصفواني في الثانوية الثانية بصفوى.
تاريخ المنظفات
قبل أن تبدأ جولتك بين المعروضات، تستقبلك مريم العلي، طالبة الصف الثالث الثانوي، لتعرفك على مشروع المنظفات والعطور، وتاريخ نشأتها. تصافحك بابتسامة خجولة، ثم تبدأ في التعريف بالمشروع قائلة: “هذا المشروع يخص المنظفات الكيميائية، وكما نعلم فالمنظفات تختلف حسب السطح المستخدم عليه، وعادة المنظفات المرتفعة الثمن، تُعطي نتائج قوية، وهناك منظفات سعرها زهيد، ولكنها لا تعطي النتائج المرضية”. وتضيف: “الهدف من المشروع، تصنيع منظفات بكلفة أقل، وفي الوقت نفسه، تعطي نتائج مرضية”.
وتتطرق العلي، وبطريقة ممتعة، إلى تاريخ المنظفات، قائلة: “قبل 5000 عام، اكتشف أول مسحوق للغسيل وهو الصابون، وبعدها جاء العالم “هيكر”، وطور الصابون، بإضافة مادة البابورات، التي تضيف لمعة للملابس بعد غسلها، وفي عام 1600 في باريس، كان التراب يُباع لاستخدامه في الغسيل وإزالة الشحوم، وهذا عينه ما كانت تفعله أمهاتنا قبل نحو 80 عاماً، حيث كن يستخدمن الطين لغسيل الشعر والبشرة، كما يستخدمن الرمل لتنظيف الأواني”.
27 منتجاً
وتوزع قرابة 27 منتجاً كيميائياً على طاولات العرض الـ9، وخلف كل طاولة، اصطفت طالبات الصف الثالث الثانوي، يشرحن للزائرات مكونات كل منتج، وطريقة صنعه، واستخداماته.
وأنت تنتقل بين أركان المعرض، تشعر وكأنك في مصنع صغير، يشرف على تدوير تروس محركاته، مدرسة الكيمياء والمسؤولة عن الموهوبات في المدرسة المعلمة أفراح الصفواني.
فترة التجهيز
وتتحدث الصفواني عن فترة التجهيز للمشروع وتقول: “قمت بالتخطيط لهذا المشروع قبل 6 أشهر، وتحديداً منذ بداية الإجازة الصيفية من العام الماضي، والمشروع عادة يكون قائده الحقيقي، طالبات الصف الثالث الثانوي، حيث يصبحن من خلال اجتيازهن الصفين الأول والثاني الثانويين، متمكنات من فهم معنى المشاريع، والارتقاء بها إلى مستوى الإنتاجية”. وتضيف “وحيث أن المفهوم العام عن الكيمياء أنها مواد مضرة، سعينا في هذا المشروع على تغيير هذا المفهوم، وتحويل المواد الكيميائية الضارة، إلى مواد طبيعية ونافعة، وبدأنا بالكيمياء الصناعية 1، ثم الكيمياء الصناعية 2، وفي هذه السنة نستكملها بالكيمياء الصناعية 3”.
محيط المنزل
واستهدفت الصفواني وطالباتها في هذا المشروع المنزل أولاً، وتقول: “النطاق المكاني للمشروع هو البيت بالكامل، بحيث يشمل التنظيف أرضياته والرخام والحمام والسيراميك، والسجاد والستائر، والمطبخ، ثم ننتقل إلى الجزء الثاني، وهو مصنع الشامبو والصابون للاستحمام وغسيل الأيدي، وغسيل الملابس، وأخيراَ الجزء الثالث، وهو الذي يهتم بتعطير البيت والأثاث وتبخيره”.
استخلاص الزيوت
تضيف الصفواني: “تمكنت الطالبات من استخلاص الزيوت، والتفريق بين الزيوت الأحادية، والزيوت المختلطة، فالأولى تعتبر غالية جداً، كزيت الليمون وزيت البرتقال وزيت الورد، وسبب غلائها، أن الكميات المستخرجة منها تكون قليلة جداً، ولا تأتي مفردة، إذ لابد من خلطها بزيوت أخرى، ثم يتم تحويلها لزيوت فواحة، وحاولنا هنا أن نمزج بين الزيوت العربية والزيوت الأوروبية، والزيوت المختلطة كدهن العود وعطر الياسمين وغيرها من العطور”.
وفي غمرة سعادتها بإنجاز المشروع ونجاحه، تكمل الصفواني حديثها “أجمل ما في مشروعنا، أن جميع الطالبات شاركن فيه، كلٌ بحسب مقدرتها، وكلهن عملن باستمتاع، ووصلن إلى قناعة أنهن باستطاعتهن إنتاج ما يستخدمنه من منظفات بجودة عالية وبتكلفة معقولة”.
مدة العمل
استغرق التخطيط للمشروع قرابة 6 أشهر، وابتدأ العمل فيه مع الطالبات قبل 3 أسابيع “كانت الطالبات متحمسات للغاية، ووقعت خلال هذه الأسابيع أخطاء أثناء عمليات التصنيع، فنعيد العمل مرة بعد مرة، إلى أن نحصل على النتيجة المرجوة”.
وتتابع الصفواني: “بعض المنتجات لا يستغرق تصنيعها الكثير من الوقت، كالصابون مثلاً، يحتاج إلى ساعات فقط لصناعته، ثم بعد ذلك يمكث يوماً آخر حتى يكتسب قوامه الصلب المعروف، والمنظفات أقل من ذلك، فوقت تصنيعها لا يتجاوز الساعة، أما الزيوت العطرية فهي التي تستغرق وقتاً طويلاً”.
وتستطرد الصفواني “المشكلة الحقيقية التي واجهتنا، هي في الحكم على رائحة العطر، فليس بالإمكان تقرير جودتة آنياً، فالأمر يحتاج إلى وقت لتحديد الحكم النهائي”.
عمل جماعي
تضيف الصفواني “الحقيقة أن المشروع هو نتاج عمل جماعي، اشتركت فيه جميع طالبات الصف الثالث الثانوي، بالإضافة إلى مساندة كبيرة من المعلمات، فكثيراً ما ألجأ لهن لمعرفة رأيهن في الروائح واختبار المنتجات”.
وفي كلمتها، أشادت رئيسة شعبة العلوم الطبيعية خلود الدحيم، بالمعرض وبجهود المعلمة أفراح الصفواني. وخاطبت الدحيم الطالبات قائلة: “لمست فيكن شيئاً غير عادي، عندكن إمكانات وطاقات وقدرة غير عادية، فأتمنى لكن التوفيق، لكن العنب يؤكل حبة حبة، أتمنى أن لا تُهدر طاقاتكن، اعملن على أنفسكن، تجنبن التقصير، واسعين لوضع أنفسكن في الأماكن المناسبة” واختتمت كلمتها بقولها: “أنتن رائعات رائعات رائعات”.
وقبيل الختام، تم تكريم الطالبة زهراء عبدالله الصادق، لوصولها إلى مرحلة تصفيات المنطقة الشرقية، التابع لبرنامج موهبة للإبداع.
السلام عليكم ،،
اقدر لكم جهودكم في هذا الموضوع، لكن فضلًا وليس أمرًا اذا امكن حذف ثالث صورة من الاسفل الا ان كان عن دراية و رضى من جميع الموجودات في الصورة.
شكرًا لكم.