خطابات خادم الحرمين.. ترسم ملامح المستقبل المزدهر في الداخل والخارج تتسم بالموضوعية والشفافية وبُعد النظر
الرياض: واس
اتسمت مضامين كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – رعاه الله – في المحافل المحلية والدولية بديمومة النهج الذي تسير عليه المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها، والتأكيد على خصوصيتها في التعاطي مع الأحداث نظراً لمكانتها وريادتها للعالم الإٍسلامي وتشرفها بخدمة الحرمين الشريفين ، وبمحورية دورها سياسياً واقتصادياً على مختلف الصعد عربياً وإقليمياً ودولياً.
ومحلياً، ظل الخطاب الملكي يؤكد أن الإنسان السعودي هو المحور الرئيس للتنمية الوطنية، وأن المسيرة الخيرة لوطننا بفضل الله حققت منجزات نباهي بها بين الأوطان، تمت بعزم شبابنا وشاباتنا، وهم يمضون في طريقهم إلى المستقبل بكل ثقة، مسلحين بعقيدتهم الإسلامية السمحاء، وشيمهم العربية الأصيلة، والعلوم والمعارف التي نهلوا منها لمواصلة مسيرة البناء والازدهار.
ولا تخلو كلمة أو حديث لخادم الحرمين الشريفين، دون أن يؤكد من خلالها على مكانة المملكة، بوصفها منطلق الإسلام ومهد العروبة، وقبلة المسلمين التي تقف بكل حزم وعزم مع الدول الإسلامية والعربية، لأخذ حقوقها كاملة دون نقصان. ويشدد – حفظه الله – في كل كلماته على نعم الله وفضله التي حباها المملكة العربية السعودية حتى أضحت دولة السلام.
وعرضت “واس” مجمل خطب وكلمات خادم الحرمين الشريفين – رعاه الله – التي ألقاها خلال عام مضى، ومنها الكلمة التي ألقاها حفظه الله أمام قادة دول الخليج خلال اجتماع الدورة الـ 39 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون كلمة قال فيها :
لقد قام مجلس التعاون لدول الخليج العربية من أجل تعزيز الأمن والاستقرار والنماء والازدهار والرفاه لمواطني دول المجلس فهم ثروتنا الأساسية وبهم تتحقق الرؤى والآمال. وأثق أننا جميعاً حريصون على المحافظة على هذا الكيان وتعزيز دوره في الحاضر والمستقبل.
لقد حبا الله عز وجل دولنا بثروات بشرية وطبيعية عززت دورها الحضاري في المنطقة والعالم، الأمر الذي يتطلب منا جميعاً تسخير طاقاتنا لخدمة شعوب المجلس والحفاظ على أمن واستقرار دولنا والمنطقة.
إن منطقتنا تمر بتحديات وتهديدات لا تخفى عليكم فلا تزال القوى المتطرفة والإرهابية تهدد أمننا الخليجي والعربي المشترك ولا يزال النظام الإيراني يواصل سياساته العدائية في رعاية تلك القوى والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وهذا يتطلب منا جميعاً الحفاظ على مكتسبات دولنا، والعمل مع شركائنا لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، والإصرار على ضرورة تحقيق الضمانات الكاملة والكافية تجاه برنامج إيران النووي وبرنامجها لتطوير الصواريخ الباليستية.
إخواني أصحاب الجلالة والسمو
تواصل المملكة الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية في المحافل الدولية، وتحتل القضية الفلسطينية مكان الصدارة في اهتماماتها وتسعى لحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة بما في ذلك إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وتناشد المملكة المجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته باتخاذ التدابير اللازمة لحماية الشعب الفلسطيني من الممارسات العدوانية الإسرائيلية التي تعد استفزازاً لمشاعر العرب والمسلمين وللشعوب المحبة للسلام.
ولقد حرصت دول التحالف بطلب من الحكومة الشرعية في اليمن على إنقاذ اليمن وشعبه من فئة انقلبت على شرعيته وعمدت إلى العبث بأمنه واستقراره، كما عملت دول التحالف على إعادة الأمل للشعب اليمني من خلال برامج الإغاثة والمساعدات الإنسانية، كما تواصل دول التحالف دعمها لجهود الوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية وفقاً لقرار مجلس الأمن 2216 ، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ، ونتائج الحوار الوطني اليمني الشامل.
وتدعو المملكة لحل سياسي يخرج سوريا من أزمتها ويسهم في قيام حكومة انتقالية تضمن وحدة سورية وخروج القوات الأجنبية والتنظيمات الإرهابية منها.
كما تحرص المملكة على بناء علاقات متينة وإستراتيجية مع الشقيقة العراق التي تشكل ركناً أساسياً في منظومة الأمن العربي.
مهرجان التراث
وقال – أيده الله – خلال استقباله ضيوف المهرجان الوطني للتراث والثقافة من المفكرين والأدباء :
إن هذا المهرجان يجسد تراث المملكة، ويعكس تنوع التراث في بلادنا، ويسهم في توعية الأجيال الشابة بهذا التراث، كما يسهم المهرجان في تعزيز التواصل الثقافي العالمي، وما وجودكم هنا إلاّ دليل على ذلك.
تمثل الثقافة بمفهومها الشامل قاسماً مشتركاً أساسياً بين شعوب العالم وعاملاً مهماً لتعزيز الأمن والسلم وترسيخ مفهوم التعايش والحوار العالمي من أجل مستقبل أفضل.
برنامج التنمية
وقد قال – أيده الله – في كلمته خلال تدشن برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة : “أنا سعيد أني أراكم اليوم، وسعادتي دائماً أراها عندما أشاهد الكفاءات في بلادنا والحمد لله في كل المجالات ، وهذه نعمة من الله على كل حال ، ثم وجود وسائل التعليم في كل المملكة من المدارس والجامعات والكليات جعلت المملكة تكتفي بأبنائها ، وهذه نعمة كبرى ، لكن النعمة الأكبر هو الأمن والاستقرار في بلادنا ، الذي جعل العمل فيها في كل مجال متطوراً، والأكبر من هذا كله بلادنا بلاد الحرمين، ويشرفني كما يشرف أي واحد من الأسرة أو من أبناء وطننا أن نكون خداماً للحرمين الشريفين، الحمد لله رب العالمين ، نسأل الله عز وجل ، أن يرزقنا شكر نعمته ، والحمد لله بلدنا الآن في كل مجالاته فيها من أبناء البلد مع إخوانهم الذين قبلهم من البلاد العربية وغيرها، خدموا مع الدولة ، لكن ولله الحمد الآن يمكن أن نصدر ولا نستورد ، نسأل الله عز وجل أن يرزقنا شكر نعمته قبل كل شيء ، ويحمي بلادنا من كل من أراد بها سوءاً ، والحمد لله رب العالمين” .
القضية الفلسطينية
وخلال القمة العربية الأوروبية الأولى بشرم الشيخ ألقى كلمة قال فيها : إن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للدول العربية ، وفي القمة الأخيرة لقادة الدول العربية التي استضافتها المملكة العربية السعودية، والتي أسميناها (قمة القدس).
أعدنا التأكيد على موقفنا الثابت تجاه استعادة كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.
وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.
وأن حل القضية الفلسطينية مهم ليس فقط لاستقرار منطقة الشرق الأوسط.
وإنما للاستقرار العالمي وأوروبا على وجه الخصوص، وفي هذا الشأن فإننا نثمن الجهود الأوروبية لإيجاد حل عادل لهذه القضية.
في أعمال القمة العربية في دورتها الثلاثين التي عقدت في جمهورية تونس قال خادم الحرمين الشريفين – رعاه الله – : ستظل القضية الفلسطينية على رأس اهتمامات المملكة حتى يحصل الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، استناداً إلى القرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية .
ونجدد التأكيد على رفضنا القاطع لأي إجراءات من شأنها المساس بالسيادة السورية على الجولان، ونؤكد على أهمية التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية يضمن أمن سوريا ووحدتها وسيادتها، ومنع التدخل الأجنبي، وذلك وفقاً لإعلان جنيف ( 1 ) وقرار مجلس الأمن ( 2254 ) .
وفي الشأن اليمني نؤكد دعمنا لجهود الأمم المتحدة للوصول إلى حل سياسي وفق المرجعيات الثلاث، ونطالب المجتمع الدولي إلزام المليشيات الحوثية المدعومة من إيران بوقف ممارساتها العدوانية التي تسببت في معاناة الشعب اليمني وتهديد أمن واستقرار المنطقة .وستستمر المملكة ـ بحول الله ـ في تنفيذ برامجها للمساعدات الإنسانية والتنموية لتخفيف معاناة الشعب اليمني العزيز .