في يوم السكّري.. الأطفال يتجاهلون الفاكهة الصحية ويتناولون الحلْوَيات الضارة مركز الفارابي يفتح الملفات: 90% من مرضى السكر قادرون على التعايش معه

صفوى: أمل سعيد

كانت المفارقة واضحة؛ فالأطفال الذي جاءوا لحضور فعّالية توعوية عن مرض السكري؛ فضّلوا الحلويات المصنّعة ورقائق البطاطا المقلية على الفاكهة. وحين يصل أي منهم إلى ركن الأغذية غير الصحية التي وضعها منظمو الفعّالية في مركز صحي حزم صفوى؛ يمدون أيديهم إلى أكياس البطاطا المقلية والسكاكر والحلويات، وبكل براءة ينصرفون عن الأغذية الصحية المعروضة من الفاكهة والخضروات..!

ظن الصغار أن كل المعروض من الأغذية خاصٌّ بضيافتهم، لا توعيتهم..

ما حدث كان صادما جداً وظريفا في آن واحد، فقد نفدت السلة المليئة بالطعام الممنوع، في حين بقيت سلة الفاكهة كما هي تزين ركن الطعام الصحي، مما اضطر الممرضات في اليوم التالي إلى إفراغ أكياس البطاطا والحلويات من محتواها وعرض الأكياس فارغة.

من الأحد إلى الخميس

منذ صباح الأحد الماضي، حتى مساء غدٍ الخميس؛ يفتح مركز صحي حزم صفوى، ملفات مرض السكري، عارضاً الخريطة الكاملة لهذا المرض وأنواعه وخطورته، وكيفية تعامل المريض معه. وكشف المركز أن مرضى النوع الثاني من السكري، يشكلون 90% من إجمالي المصابين بالمرض في المملكة، وهؤلاء يمكنهم التعايش التام مع السكري في سلام وأمان إذا أرادوا ذلك.

ويقدم المركز، في إطار الاحتفاء باليوم العالمي للسكر، معرضاً شاملاً عن المرض، قام عليه عدد من الأطباء والممرضات والفنيين بالمركز، الذين استضافوا المراجعين والزوار، وتجولوا معهم بين أركان المعرض، الذي يختتم غداً (الخميس) ويستمر 5 أيام.

معلومات مهمة

في بهو المركز بدأت الدكتورة جوهرة الأحمد بتفصيل الأركان وشرحها للزائرين، قائلة: “هناك 4 أركان رغم صغرها، كانت تكتنز داخلها الكثير من المعلومات المهمة، منها ركن تعريفي باليوم العالمي لمرض السكر، وفيه، يتم التعريف بالمرض وأسبابه وأنواعه، ونبذة مختصرة عن كيفية الوقاية منه، والتعامل معه، ومضاعفاته”.

وتتابع: “الركن الثاني “الغذاء الصحي والنشاط الحركي”، ويهتم بالتعريف بأهم عوامل الوقاية من مرض السكر، وفي  الوقت نقسه، واحتوى الركن على أمثلة للأغذية الصحية وأغذية غير صحية وبدائل للأغذية غير الصحية”. وقالت الجوهرة: “البدائل عادة في متناول يد الجميع، كما أنها لا تشكل خطراً على صحتنا”.

والركن الثالث، يهدف إلى التعريف بالسكر ومحتوياته في البطاقة الغذائية، والحقائق التغذوية، وأخيراً ركن العناية بالقدم السكرية، وفيه يتعرف المريض كيفية العناية بالقدم، سواء كان مصاباً بالفطريات أو لا”.

مصابون وأصحاء

تضيف الأحمد “هذه الأركان تستهدف عامة الناس، سواء المصابين أو الأصحاء، فكما هو معروف، أن المملكة تحتل المرتبة الثامنة عالمياً في عدد حالات الإصابة بالسكر، والأولى على مستوى الشرق الأوسط، أما عدد المصابين، فهو يقارب الـ4 ملايين مصاب بالسكري، بالإضافة إلى 35 ألف مصاب بمرض السكر من النوع الأول”.

زوايا المعرض

وفي الدور الأول، خُصصت غرفة لإقامة معرض لكل ما له علاقة بالسكر وبالمرضى، وكان عدد من الممرضات يتجولن مع الزوار، فبينما كان الأمر مختصراً في الدور الأرضي، أصبح أكثر تشعباً في الأدوار العليا”.

الحالة الطبيعية

“مروج علي القصاب” منسقة توعية صحية، تأخذك من حيث توقفت معك الدكتورة الأحمد، تبدأ حديثها الودود مع ضيوفها بالتعريف بنفسها، ثم تُبحر معك في تفاصيل السكري والغرض من إقامة المعرض “هدفنا أن نعرف الناس بمرض السكر، والفرق بين نوعيه الأول والثاني؛ فالأول هو عبارة عن خلل في وظائف البنكرياس مما يؤدي إلى خلل في إنتاج مادة الأنسولين، التي يحتاجها الجسم لتنظيم معدل السكر في الدم، وهذا علاجه فقط الأنسولين، سواء بأقلام الأنسولين أو مضخة الأنسولين، وأخيراً زراعة البنكرياس، إلا أنها صعبة ومكلفة جداً، سواء من الناحية المادية أو الإنسانية، حيث نحتاج إلى 4 متبرعين لكل مريض، لذا فقليلاً ما يلجأ إليها المرضى، بالإضافة إلى أن نتائجها غير المضمونة”

وتكمل مروج “أما النوع الثاني، فهو الأكثر انتشاراً، فـ90% من مرضى السكري هم من النوع الثاني، والنوع الأول 10% فقط”. والشيء الجيد في النوع الثاني، أنه بإمكان المريض التحكم فيه، وخاصة إن كان في مرحلة ما قبل السكر أو المنطقة الرمادية، فهناك خط رجعة، أي بإمكان المريض الرجوع للحالة الطبيعية”.

المرحلة الرمادية

وتتابع مروج: “يستطيع الشخص معرفة ما إذا دخل في المرحلة الرمادية بعدة طرق، منها أن يكون قياس السكر تحليل صائم بين 100 ملجم لكل دسل إلى 125 ملجم لكل دسل، أو عن طريق تحليل هيموجلوبين a1c ، أو تحليل السكر التراكمي، وهو يبين لنا مخزون السكر لـ3 أشهر ماضية، فإذا كان بين 5.7 و6.4 فالشخص أيضاً في الحالة الرمادية أو مرحلة ما قبل السكر، وهنا يجب عليه الإنتباه وتصحيح عاداته الغذائية ونمط الحياة.

القدم السكري

ويولي المعرض عناية كبيرة بالقدم السكري، ويعطية مساحة كبيرة من الشرح والتوضيح، حيث أن مريض السكر ـ بحسب مروج ـ يكون التئام الجروح عنده أبطأ من غيره، خاصة إذا كان السكر غير منتظم، والقدم معرضة للاحتكاك والصدمات بدرجة كبيرة، والأمر الذي يجب أن نعرفه عن قدم مريض السكر، أن أعصاب القدم تتأثر ويصبح الإحساس فيها ضعيفاً، لذا قد يصاب بجروح دون أن يلتفت، وقد تتطور هذه الحالة إلى مرحلة خطرة، لا سمح الله “غرغرينا” توجب بتر القدم أو جزء منها، وهذا مايدعونا إلى التأكيد على العناية بالقدم، ونظافتها، وحمايتها قدر المستطاع. 

سكر الحمل

في زاوية من المعرض تقف ممرضة الأمومة “أنوار آل صفير”، لتوعية القادمين بهذا الجانب، وهذه الفترة المهمة من حياة الأم وجنينها، والمخاطر التي قد تلحق بهما أن أهملت الأم في صحتها.  حيث أن التغير في هرمونات المرأة الحامل، قد يكون سبباً في حدوث سكر الحمل، وبالتحديد هرمونات المشيمة، التي تمنع جسم الأم من امتصاص الأنسولين بشكل فعال.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×