هل عصمة النبي (ص) لازمة؟
الدكتور ريان المصلي
قال الله تعالى (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى). هناك الكثير من الآيات الكريمة والروايات بخصوص عصمة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله والتي قد يُختلف في تفسيرها وفهمها.
سأتطرق هنا لعشرة أدلة عقلية لاحتياجنا إلى نبي معصوم.
- من المسلمات لدينا كمسلمين الاتزام بطاعة النبي والامتثال لأمره. فإذا يمكن الخطأ منه فهذا يلزمنا باتباع خطأه واشتباهه وهذا قبيح عقلاً
- لو لم يكن معصوماً لما وثق به تابعيه. فكيف يُتبع وقد يسلكهم إلى الهاوية بسهوه وخطأه.
- أن النبي بُعث رحمةً للعالمين ولطفاً من الله سبحانه وتعالى لتسديدنا وتصحيح نهجنا وهذا يلزم أن يكون المُسدِّد معصوماً، وإلّا كان محتاجاً لمصحح ومسدد له آخر وإن كان الآخر غير معصوم فيحتاج إلى آخر وهكذا يستمر التسلسل والتسلسل محال عقلاً.
- من واجبات النبي إقامة العدل وتحقيق الطاعة لله سبحانه، فإن كان من الممكن أن يعصي فهذا نقض لغرضه والعاقل لا ينقض غرضه.
- وإذا عصى فذلك يوجب كذلك إقامة الحدود الإسلامية عليه. ويستنكر الناس عليه وتنتفي المنفعة منه ولا ينقادو له.
- إذا أمكن أن يعصي أيضاً قد يرتكب الكبائر وهذا أمر عظيم يتنافى مع الخلافة والوصاية ( إني جاعل في الأرض خليفة).
- ولأمكن أن يظلم وهو مبطل للنبوة (لاينال عهدي الظالمين).
- كذلك فإن صدور الذنب من الراعي أقبح وأهجن ويكون الراعي أسوء حالاً من رعيته ولايستحق مقام القيادة.
- النبي هو الحافظ للشرع المقدس، فلو يسهى وينسى لضلل الخلق وأجهلهم والجهل قبيح عقلاً.
- وإذا كان ينسى ويسهو فلماذا يرجَّح للرئاسة وهذا ترجيح بلامرجح وهو قبيح.
قال أحدهم أنه يخطيء وقبل أن يبلَّغ يأتي ملكٌ من الله ليصحح خطأه، فأقول الوقاية خيرٌ من العلاج وليس بصعب على خالق الكون أن يبعث لنا رسلولاً معصوماً من الخطأ والزلل وهادياً إلى الله وسراجاً منيراً