المدن التراثية.. مدن الجمال
عبدالعظيم الضامن
بالتراث نسمو..
كثير من المدن والقرى هجرها أهلها بسبب الحداثة، والقفز على الحياة الشعبية، وهذه القرى بقي البعض من أهلها يرفض الخروج منها، لعدة اعتبارات، أهمها أهله وناسه وذكرياته، ولكنها بطبيعة الحال تُهجر بعد حين وتبقى أطلالاً نتغنى عليها.
اليوم وأنا أزور بلدة الخبرا التراثية بمنطقة القصيم، شعرت بالدهشة واقشعر بدني خوفاً وفرحاً، كانت خاوية من البشر، وكأنها هُجرت منذ لحظة لفظ أهلها لها، بعد أن كانت تضمهم بين أحضانها، وهذا حال الكثير من المدن التراثية في كل مكان، لكن كيف تحيا من جديد ؟؟ هذا هو المهم.
بلدة الخبرا في القصيم من النماذج الرائعة في التراث العمراني، والمباني داخل هذا السور وعددها ٤٠٠ مبنى، يحيط بها سور دائري عريض، والخبرا عرفت من العصر الجاهلي، كانت تسمى بخبرا السدر، لأنها تقع على ضفاف وادي الرمة، وكان الماء يفيض فيها، وهي المكان المنخفض.
بنيت في الألف الأول الهجري بنوها العفالق، على الطراز العربي العباسي الإسلامي، والأسواق تخترقها كأنها أشعة الشمس تخترق بضوئها المدينة.
وهي من أكبر المدن التراثية المتبقية في المملكة العربية السعودية.
لقد تم ترميم هذه البلدة الوادعة جزئياً، وبقي الجزء الأكبر دون ترميم، ولكل جانب جمال يضيف للآخر.
سعيد كل السعادة أن أَجِد تلك المدن التراثية مرممة ومفعلة بما يخدم السياحة الوطنية، وتكون مصدر سعادة واستثمار لأبناء الوطن.