إذا كنتِ فوق الأربعين.. فأنت لستِ مُتصابية.. بل أنثى ناضجة بنات العشرين والثلاثين يحضرن ندوة في القطيف تستهدف الأربعينيات

القطيف: ليلى العوامي

خلصت أمسية نسائية، إلى أن المرأة بعد سن الأربعين، تعيش نضجاً “استثنائياً”، وتكون أكثر عطاءً وحكمة. وشهدت الأمسية، تأكيدات علمية، من متخصصات، بأن المرأة في الأربعين، تستطيع أن تجني الإنجازات الشخصية والعلمية والمجتمعية، التي زرعتها قبل هذه السن، متفقات على أن المرأة، هي التي تخلق وتهيئ العالم الذي تعيش فيه، وليس أحد آخر، وبالتالي هي المسؤولة عن إسعاد نفسها.

الأمسية كانت بعنوان “أنثى ما بعد الأربعين”، ونظمها أحد مراكز الإرشاد الأسري في القطيف أمس (الأربعاء)، وحضرتها 65 امرأة، من مختلف أحياء المحافظة. ولم تكن أعمار الجميع فوق الأربعين، كما كان متوقعاً، فهناك من هن في الثلاثينات، وأخريات في العشرينات وأقل، بهدف الاستفادة. أدارت الأمسية عرفات الماجد..

امرأة متصابية

بدأت الفعالية بحديث الدكتورة “فاطمة عبدالله الملحم”، قائلة: “أجمل ما في الأربعين، هو النضج،  أجمل ما في الأربعين، ربيع القلب، وهدوء العقل، والحكمة، أجمله هو أنت سيدتي الأربعينية”. وتابعت “نحن في مجتمع، كان ينظر سابقاً إلى المرأة في سن الأربعين، على أنها “متصابية”، واليوم تغير كل شيء، وأصبحت الأربعينية وما فوق، ترى نفسها في عنفوان الشباب، فربيع العمر بعد الأربعين. وأكدت الملحم أن “المرأة تظلم نفسها، بسبب إهمالها لاحتياجاتها، فالسيدة في مجتمعنا ترى أنها الناقدة لهذا العالم، تنقد كل الناس ناسية نفسها”.

ووجهت الملحم كلماتها للمجتمع، قائلة: “إن نظرتكم للمرأة على أنها بعد الأربعين، قد ذبلت، هي نظرة خاطئة، فالمرأة بعد هذه السن، في قمة ازدهارها، فهي كائن كامل ومتكامل، لأنها أخذت من النصيب كل شيء”.

وأضافت “سن الأربعين هي السن التي يبلغ الإنسان فيها ذروة نضجه، فالمرأة بعد هذه السن، تكون أكثر هدوءاً وأكثر حكمة”. ووجهت رسالتها للمرأة قائلة “انظري إلى إنجازاتك، ولا تخجلي من سن الأربعين، فالحياة أمامك”.

وحفزت الملحم النساء الحاضرات بحقيقة يجهلها الكثير ـ على حد وصفها ـ، قائلة  “سن الأربعين هي سن الأمل والعطاء، وقطف الثمار، فأهتمي بنفسك وازرعي قبل الأربعين، لتحصدي ثماره”. ونادت الملحم الأربعينيات قائلة لهن: “انكن في فترة ذهبية، بلا منافس، لكن يجتمع فيه النضج والخبرة، فالزوجة في سن الأربعين ليست كالزوجة في العشرين من العمر، فمشوار الأربعين أكثر متعة وعطاءً، هو ليس بسن اليأس، بل سن النضج، فأنتن الحياة والعطاء والجمال”.

الرغبة الجنسية

أما الدكتورة “هيفاء عبدالعزيزآل تركي”، استاذ واستشاري النساء والولادة، فقالت: “جميع الأربعينيات، هن صغيرات في السن وجميلات، فطبيعة الحياة سابقاً كانت ترسم على وجوه النساء ملامح كبر السن، ولكن اليوم اختلف الوضع تماماً”. وقالت: “التغيرات الهرمونية، قد تحصل في سن الأربعين، وقد تحصل ما قبل ذلك، ففرص الحمل بعد الأربعين في الحالات  الطبيعية، لا تزداد عن 5% ، وقد تصل بعد الـ45 عاماً إلى أقل النسب، ولا نقول 0%”، مضيفة “قد تحمل المرأة بعد الأربعين، ولكنها ليست قاعدة، فهناك سيدة واحدة، مقابل 100 سيدة، قد تحمل بعد سن الأربعين، فلا تصدقي ما تسمعينه عن سيدات في عمر الـ70 عاماً، أنجبن، فهن قد يكن حاملات لبويضات نساء آخريات”. 

وذكرت هيفاء أنه “ليس هناك دراسة عن عمر انقطاع الطمث، ولكنه من عمر الـ52 الى 54 سنة، وهناك سيدات تنقطع لديهن في سن الأربعين، بسبب صحة المرأة، والتاريخ المرضي للعائلة، وقد تنقطع الدورة الشهرية لدى صغيرات في عمر العشرين سنة، بسبب فشل في المبيض، وهذه تحتاج عناية طبية خاصة”.

أما عن نسبة الرضا في العلاقات الحميمية، لدى السيدة في سن الأربعين فما فوق، فتقول الدكتورة هيفاء: “النسبة عالية جداً، مقارنة عمَّا كانت عليه، وهي صغيرة السن، فالرغبة الجنسية لديها تقل بعد سن الأربعين، ولكن الرضا يكون أعلى بكثير، خاصة رضا وجود الزوجين بالقرب من بعضهما”.

سيدة السعادة

وترى الدكتورة “عبير بنت علي الرشيد”، إنه يمكن للمرأة في سن الأربعين، الاستمتاع والعيش بسعادة في هذه المرحلة، لأنها الأجمل والأكمل والأنضج”. وقالت لـ”صُبرة”: “من يُقرر إسعاد السيدة بسن الأربعين، هي السيدة نفسها، فهذا القرار يتولد منك، فكل مرحلة عمرية، هي حصيلة ما قبلها”. 

ووجهت عبير سؤالاً مهماً للحاضرات “لماذا سن الأربعين هو من يحدث فيها هذه التغيرات النفسية؟ وكانت الإجابة “الهرمونات”، ولكن ليست وحدها، فهناك سبب آخر، وهو الضغوظات النفسية”. وأضافت “الجسم والروح لا ينفصلان، إذا أشتكى أحدهما، يتأثر الآخر، مشكلة المرأة في عقلها، وفي تفكيرها وملامح نظرتها إلى نفسها”.

وتتابع، مخاطبة الحاضرات “أنت لست أنانية، إذا قدمت العناية لنفسك أولاً، لتستطيعي الاهتمام بمن حولك، فالأربعينية في عمر الكمال والنضج الكامل، أنت في سن الأربعين، تتفادين التفاهات، فتفكيرك أصبح أكثر نضجاً”.

أزمة منتصف العمر

وقدمت عبير نصيحة للحاضرات: “سمي نفسك بإسمك دائماً، لتسعدي، أنت قادرة، أنت صغيرة، ومازلت في ريعان الشباب، ومليئة بالقدرات، انتبهي من أفكارك والأفكار السامة من حولك، فأجمل مرحلة للمرأة، هي مرحلة الأربعين، ففيها النضج الجسدي والفكري”.

ودعت عبير السيدات الى الإستمتاع باللحظة وليس فقط بالعمر. وقالت: “اللحظة إن ذهبت لن تعود”. وتناولت أزمة “منتصف العمر”، وقالت: “المرأة تصاب بهذه الأزمة، حينما تعيش في بيئة غير مهيأة نفسياً لها، لتستمتع بحياتها في سن الأربعين، ففي هذه الحالة، ستصاب بأزمة منتصف العمر، وقد تتصرف تصرفات عكسية، كأن تعيش سن أصغر من سنها بكثير في سلوكها”.

مداخلات وإشادات

وتنوعت المداخلات قرابة الساعة، وكانت أولاها للسيدة فوزية عبدالكريم، التي قالت: “أمسية جميلة، قدمت لنا جرعة من الإيجابية، وجعلتنا نرى المستقبل بصورة مختلفة، ونعيش هذه الفترة الجميلة، أعترف أنني كنت خائفة أن أصل لسن الأربعين، وحينما وصلت، أصابني شعور بالإكتئاب، استفدت كثيراً من هذا اللقاء، ورفعت من روحي المعنوية”.

أما السيدة “عاتقة الشيخ”، فتقول: “سن الأربعين هي سن الحيوية والجمال، ولو لم أحضر لكنت حزنتُ”.وقالت السيدة “زينب آل سعيد” إن تقسيم المحاضرة بمحاورها الثلاثة؛ النفسي والاجتماعي والفسيولوجي، جعلها متميزة ومفيدة جداً”.

وترى السيدة “ندى عبدالمجيد” أن سن الأربعين، هي سن الاستقرار. وقالت: “الأمسية أضافت لي الكثير، وأعجبني التنوع في الطرح”. ووصف “أم عبدالله المبارك” (أم وجدة) محاور الأمسية، بأنها جميلة. وقالت: “المجتمع بحاجة إلى مثل هذه الأمسيات، ليتطور بفكره ونظرته للحياة وتوجهاته”.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×