أطفال روضة “التهذيب” يتعرفون على حقوقهم.. وحماية أنفسهم من التحرش والعنف برنامج مشترك مع وحدة الحماية.. وفيلم كرتوني يحفز شجاعة الصغار الكامنة
الدمام: شذى المرزوق
أنصت 38 طفلاً، من روضة التهذيب الأهلية في الدمام، باهتمام بالغ وحرص شديد، إلى عشرات النصائح والإرشادات، التي تساعدهم في حماية أنفسهم من أي أخطار محيطة بهم، وفي مقدمتها، الأذى النفسي والأذى الجسدي، والعنف والتحرش.
وتعلم الصغار، أن أجسادهم أمانة غالية، ينبغي الحفاظ عليها، وعدم المساس بها، بالابتعاد عن مصادر الخطر، التي قد تتربص بهم.
جاءت النصائح والإرشادات، خلال برنامج توعوي، نظمته اليوم (الأربعاء) روضة التهذيب الأهلية بالدمام، بالتعاون مع وحدة الحماية في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، داخل الروضة، قدمت البرنامج الأخصائية النفسية هند الدرويش، الأخصائية الاجتماعية زينب المتروك، والأخصائية الإجتماعية ليلى الجليح، ومثل الأطفال المشاركون، فصلين في الروضة. وأثارعرض فيلم كرتون، انتباه الأطفال، وأوصل الرسالة المطلوبة إليهم، فيما يخصّ حماية أنفسهم.
مصادر الخطر
وقالت الأخصائية زينب المتروك: “نحن من نسعى لحماية الطفل والمرأة من أي نوع من الإيذاء والإهمال، سواء كان في المنزل أو المدرسة، أو في أي جهة أخرى، مع ضمان توفير الرعاية اللازمة لهم، ونشر الوعي بذلك”. وحددت المتروك بعدها السن التي يُطلق عليها “سن الطفولة”. وقالت: “الطفولة تستمر حتى يصل عمر الشخص إلى 18 عاماً”. وحفزت المتروك، الأطفال على الإقدام بكل شجاعة، للاتصال والتواصل مع وحدة الحماية، في حال تعرضهم لأي أذى، من أي جهة.
أنواع الأذى
ومن جانبها، صنفت الأخصائية ليلى الجليح، أنواع الأذى، الذي قد يتعرض له الطفل داخل المنزل أو خارجه، بين عنف جسدي، وإهمال، وعنف نفسي. واستمعت إلى الصغار، الذين تحدثوا عن بعض المواقف التي تعرضوا لها لبعض العنف أو الاعتداء، سواء داخل المنزل أو خارجه”. وأكدت الجليح أن “من أهم معايير السلامة التي يجب أن يلتفت لها الطقل، ألا يتكلم مع الغرباء، ولا يخرج بمفرده خارج المنزل”.
الاعتداء الجسدي
وعن الإعتداء الجسدي، أجابت الأخصائية زينب المتروك بأنه “على الرغم من أن الوالدين، هما العنصر الأساسي في تربية الطفل وتأديبه، لكن في حال، كان العقاب التأديبي صارماً، وبشكل مؤذٍ ومتكرر، فعلى الطفل التوجه لإبلاغ وحدة الحماية”.
وعلقت الجليح على دعوة المتروك، مشددة على أهمية أن يحفظ الصغار رقم التواصل مع وحدة الحماية، لجميع الأطفال (1919)، وقالت: “ينبغي ألا يتم الابلاغ، إلا في حالة الضرورة القصوى، التي يرى فيها الطفل بأنه عرضه للأذى من أي جهة كانت”. وتناوبت الأخصائيتان (المتروك والجليح) على شرح جانب الإهمال وأهمية توفير بيئة آمنه للطفل لحمايته.
حقوق الطفل
من جانب آخر، تحدثت الأخصائية المتروك عن العنف النفسي. وقالت إن أي “تعنيف أو صراخ أو إساءة لفظية قد يتعرض لها الطفل، هي نوع من أنواع العنف، التي لا تقبلها وحدة الحماية له، وعلى الطفل أن يتعلم ويفهم أن هناك حقوقاً خاصة به، كحق الحياة، وحق التعلم، وحق الغذاء، وحق الهوية، وحق الصحة، ألخ….”.
فيلم كرتوني “عيب”
واستعانت الأخصائيات بمقطع فيلم كرتوني قصير، لتعزيز التوعية لدى الصغار، بعنوان “لا تلمسني”. وقالت الاخصائية النفسية هند الدرويش، تعليقاً على محتوى الفيلم، مخاطبة الأطفال: “لدى كل منكم جسد ملك له، لا أحد يلمسه”، قبل أن تستعرض عدداً من الصور التي تبين مناطق الجسد، ومناطق الخط الأحمر الممنوع لمسها أو الإقتراب منها، من أي كائن كان.
ومن الطريف، أن بعض الصور الكرتونية، ويظهر فيها أطفال صغار يرتدون ملابس داخلية فقط، أثارت نوبة استهجان لدى أطفال الروضة، الذين اعترضوا عليها بأصوات بريئة، مرددين بصوت مسموع كلمة “عيب، عيب”.
وقابلت الدرويش الموقف، بابتسامة رضا، وأكدت للصغار أن الفيلم هدفه توعوي، وأكدت، موجهة حديثها لهم بأنه “من العيب أيضاً أن تسمح لأحد بلمسك في هذه المناطق الحساسة والخطرة من جسدك، وفي حال حدوث ذلك من أي أحد، عليك أن تكون شجاعًا، وألا تخاف الرفض، والصراخ، ومن ثم الهرب، والإبلاغ عن ذلك بالإتصال على الرقم 11611”.
الإغراء بقطعة حلوى
وأضافت الدرويش أن “من طرق التحرش بالأطفال، الإغراء بهدية، أو قطع حلوى، وعلى الطفل أن يكون حذراً من الانصياع لمن يقوم بإغرائه بمثل هذه الأمور، وقد يكون التهديد طريقة أخرى”. ومن جانبها، أكدت المتروك أن “الشخص المتحرش كائن ضعيف، ويخاف من صراخ الأطفال، لأن ذلك سيتسبب في كشف أمره، وعلى الطفل أن يعي ذلك جيدًا، لذا وجب عليه أن يكون أكثر جرأة وشجاعة، وألا يهاب تهديد المتحرش، وعليه الصراخ بأعلى صوته، لإنقاذه نفسه، كما أن السرية هي نوع من طرق التحرش، وعلى الطفل ألا يقبل بالتكتم على مثل هذا التصرف”. واختتمت الدرويش حديثها بتمثيل كيفية تصرف الطفل والهرب من بين يدي المتحرش به، في حال أمسك به، سواء من الأمام أو الخلف.
وشهدت نهاية البرنامج، عدداً من الأنشطة والفعاليات الجماعية بين الأطفال، مثل توزيع بطاقات تحمل صوراً لطفل، ووضع ملصق على الأماكن الحساسة في جسده، فيما كان النشاط الثاني، عبارة عن الصاق كلمة “لا تؤذيني” على ورقة مرسومة على كف اليد، ونشاط أخير بترتيب أعواد كبريت، يحمل كل عود حرفاً لكلمة “لا تلمسني”.
واختتمت الفعالية، بتوزيع هدايا مقدمة من فريق وحدة الحماية بوزارة العمل والتنمية الإجتماعية، لأطفال الروضة المشاركين في اللقاء التوعوي.