المنظومة الشمسية ومجرة درب التبانة والكواكب تسبح في مدرسة متوسطة معرض فلكي متكامل.. والاستعانة بآيات من القرآن الكريم
القطيف: صُبرة
أنصت طلاب مدرسة عطاء بن أبي رباح المتوسطة بالقطيف والزائرون، باهتمام بالغ، إلى شرح علمي بحت، إنسال على مسامعهم، من متخصصي علم الفلك، الذين استعانوا بصور من الفضاء الخارجي، ومعدات وأجهزة، لتوضح ما كانوا يشرحونه للحضور. هذا المشهد كان قائماً على أرض الواقع، في معرض فلكي، بعنوان “كُلٌّ في فَلَكٍ يَسْبَحُونَ”، أقيم في المدرسة ذاتها، صباح أمس الأول (الثلاثاء).
وبرزت في المعرض صور النجوم والكواكب والأقمار، إلى جانب أجهزة متنوعة للرصد الفلكي، ومجسمات متعددة، تمثل تجسيدًا لبيئة الفضاء، إضافة إلى مطبوعات من إصدار جمعية الفلك بالقطيف. وحرص القائمون على المعرض على إحداث أنشطة تفاعلية مع الطلاب، من قبيل استخدام المناظير لمشاهدة افتراضية للكواكب والنجوم البعيدة، ومشاهدة قرص الشمس، في توهج إشعاعها عبر المنظار الشمسي، وعبر نظارة مخصصة لذلك لتبدو قرصًا أصفر فائق الجمال.
وخصِّص ركن للأشهر القمرية، شرح فيه السيد إدريس آل شبر مراحل الهلال منذ ولادته إلى حين اكتماله قمرًا منيرًا عند منتصف الشهر، ليعود هلالًا بالتدريج، وتعرف الطلاب والزائرون على طريقة الاستهلال وإثبات أول الشهر، مفرِّقين بين ولادته وبين ظهوره في الأفق بُعيد الغروب، كما تعرفوا على منازل القمر عبر عمل فني متقن.
وحفل ركن الطلاب بأعمال فنية مميزة من إنجازهم، تناولت الفلك في أبعاده، منها المنظومة الشمسية ودورة حياة النجم، بدءًا من السديم الشمسي، إلى ولادة النجم، إلى أن يصبح نجمًا ضخمًا، وكذلك ظاهرتي الكسوف والخسوف، فيما جسَّد عملٌ رحلةَ الإنسان إلى الفضاء الخارجي، ووصول صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز أول رائد فضاء عربي عام 1985هـ إلى سطح القمر، وعُرضت آيات كريمة، تتناول الظواهر الفلكية، بالإضافة إلى عمل إحصائي لورود مصطلحات/ مفردات تُعنى بعلم الفلك وعدد مرات تكراراها في القرآن الكريم، وقد وقف الطلاب: حسن المرهون ومحمد العنكي وضياء الزيداني على هذا الركن، ليشرحوا لزملائهم وللزائرين محتوى هذه الأعمال.
ومثّل جمعية الفلك في المعرض، الدكتور أنور المحمد والمعلِّم عباس الأمرد، وكان للهيئة العامة للأرصاد الجوية وحماية البيئة حضورٌ، مُمثلٌ في الدكتور فيصل آل زواد. وعرضت في الركن المخصَّص لها منطادًا لقياس درجة الحرارة وسرعة الرياح، إضافة إلى شرح عبر جهاز العرض لطريقة تشكُّل السحب وأنواعها، والعلاقة بين الأرصاد الجوية في المملكة والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إذ ان المملكة عضو فيها. وخصِّص ركن للمسابقة الفلكية من إعداد المعلِّم محمد سعيد السنونة، وتنفيذ طلاب المدرسة، وتهدف إلى إثراء الطلاب في الجانب الفلكي، وسط جو حماسي مثير، وُزعت فيه الهدايا على الفائزين.
وحرص المنظمون على تخصيص غرفة لعرض فيلم سينمائي قصير، مدته 6 دقائق، يوضح حجم الأرض التي نعيش عليها من الكون بطريقة جاذبة، يتدرج فيه بيان موقع الأرض من المنظومة الشمسية، ثم موقع هذه المنظومة من مجرة درب التبانة، التي تمثل واحدة من مليارات المجرات في هذا الكون، حسب تقدير العلماء، وقد أثار هذا الفيلم العلمي الوجداني أحاسيس الطلاب وحرَّك مشاعرهم نحو عظمة الخلق عزَّ وجل، ليوصل رسالة إليهم أن جوهر الدين وعمق الإيمان هو المعرفة، كما أكَّدت على ذلك آيات كريمة وأحاديث شريفة.
افتتح المعرض مدير مكتب التعليم بمحافظة القطيف عبد الكريم العليط، الذي وصف برنامج المعرض بأنه مشوق، ويستهوي الطلاب حول الفلك وما يحيط به من أسرار تدل على عظمة الخالق سبحانه، وتفتح آفاق العمل والمعرفة أمام الطلاب. وبدوره، أبان سمير آل ربح رائد النشاط في المدرسة، أن هذا المعرض يأتي ضمن أنشطة متعددة تستهدف تنمية مهارات الطلاب وصقل مواهبهم وفتح آفاق رحبة أمامهم؛ لينطلقوا في رحاب الحياة متسلحين بالعلم والمعرفة.