ذاكرة: عثمان الصالح.. معلم الأمراء السعوديين ضيفاً على العوامية حفل خطابي في مزرعة حسين الشيخ بحضور شخصيات اجتماعية

كتب: حبيب محمود

إعداد الصور: فيصل هجوَل

  • الزمان: الـ 7 من أغسطس 2002، الموافق لـ 29 جمادى الأول 1423.
  • والمكان: مزرعة شماليّ بلدة العوامية.
  • والداعي: رجل الأعمال حسين الشيخ.
  • والمناسبة: تكريم المربّي المعروف الشيخ عثمان بن ناصر الصالح، رحمه الله.

مساء صيفي

كان مساءً صيفياً حارّاً، لكن صاحب الضيافة استعدّ للمناسبة، ونصب سُرادقاً، وجهّزه بتكييفٍ كافٍ، وأعدّ ضيافةً لائقةً بمكانة الضيف ومرافقيه، ومكانة الحضور من شخصيات لها موقعها في العوامية، وفي القطيف، علاوة على حسّ العوامية في تِرحابها وإجلالها لواحدٍ من أهم الرموز التربوية الرائدة في المملكة العربية السعودية. وقد جاءها، في تلك الليلة الصيفية، برفقة بعض أنجاله ومجايليه، أمثال الشيخ عثمان الحقيل، والشيخ عبدالعزيز الركبان، وعبدالرحمن الركبان، وكوكبةٍ من أبناء الوطن السعودي.

وضيف بهذا الوزن؛ يُدعَى إلى تكريمه شخصياتٌ من مجتمع القطيف، أمثال الشيخ عبدالله الخنيزي، والشيخ سلمان أبو المكارم، والشيخ نمر النمر، والشاعر عدنان العوامي، والمهندس علي الملا، والحاج عبدالغني السنان.. علاوة على شخصيات من مجتمع العوامية نفسها، رحم الله الماضين منهم.

 محافل منبرية

وكما هي عادة القطيف في استقبالها الضيوف الكبار؛ أقام المُضيف حفلاً منبرياً للشيخ الصالح. القطيفيون مأخوذون بالمناسبات المنبرية. يُمكن القول: لم يدخلها ضيفٌ على هذا الوزن في ضيافة شخصية اجتماعية، إلا واحتُفِل به على هذا النحو. يأخذ الضيف ومرافقوه مكانتهم من المجلس، ثم يتعاقب المرحّبون على إلقاء كلماتهم، وبعضهم يرحب شعراً وأدباً. تلك من أدبيات مجتمع القطيف القديمة. وبعض الزيارات أخذت موقعها من التوثيق لتكون سجلّاً ذا أهميةٍ تاريخية ثقافية، كما حدث لزيارة بنت الشاطيء مطلع الخمسينيات الميلادية.

 

اسم ومكانة

والشيخ عثمان الصالح اسمٌ ووزن ومكانةٌ وقيمة. واحدٌ من رُواد التعليم الأوائل في المملكة، ومن مؤسسي الرئاسة العامة لتعليم البنات أيضاً. وفوق ذلك؛ تخرّج على يديه العديد من الأمراء السعوديين في مدرسة الأنجال.

بدأ مسيرته في التعليم منذ أوائل الثلاثينيات الميلادية، وفي عام 1935 (1354هـ)، عمل مديراً لمدرسة أهلية، وبعد افتتاح مدرسة المجمعة الحكومية عام 1356هـ؛ عُيّن فيها ليكون أول معلم في أول مدرسة حكومية في المجمعة. وفي عام 1358هـ، زار الملك عبدالعزيز، رحمه الله، عنيزة، فألقى الشيخ كلمةً أثارت إعجاب الملك، فطلب نقله إلى الرياض ليُشارك في تعليم الأمراء. وطبقاً لسيرته الذاتية؛ فقد بدأ بتعليم أبناء الأمير عبد الله بن عبد الرحمن آل سعود، أخي الملك عبد العزيز، ثم أصبح مديرا لمدرستهم لفترة من الزمن.

وفي عام 1360هـ، وبطلب من الأمير سعود ـ ولي العهد وقتها ـ انتقل إلى مدرسة أنجاله، وألغى الدراسة بألواح الخشب ليكون معهداً ومدرسة حديثة بفرعين للبنين والبنات على منهج واختبار وزارة المعارف. وكذلك معهد الكريمات الذي استمر 14 عاماً، في مراحل أربع من الروضة إلى الثانوي عام 1383هـ. وكان هذا المعهد نواة أولى للمرحلة الثانوية في مدارس رئاسة البنات.

ومن هذا المعهد ذلك انتقل الشيخ الصالح إلى رئاسة تعليم البنات منفصلاً عن المعهد الذي تم تغيير اسمه بعد ذلك من “معهد الانجال” إلى “معهد العاصمة النموذجي” وكان للشيخ الصالح شرف تسميته، وقد بقى في إدارته حتى استقال وتقاعد عام 1391هـ.

أمضى الشيخ الصالح قرابة ثلث قرنٍ معلماً لأجيال متعاقبة من الأمراء السعوديين، وحظي بإجلالهم واحترامهم. وعُومِل في الوسط التعليمي السعودي بإكبار، وكُرّم مراراً على يد قيادات تربوية سعودية، كما كرّمه الأمير محمد بن فهد، في جائزة التفوق العلمي حين كان أميراً للمنطقة الشرقية. وتُوّجت هذه المكانة بتقليده وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، بتوجيه من الراحل الملك فهد، رحمه الله. قلّده الوسام الملك سلمان بن عبدالعزيز، حين كان أميراً لمنطقة الرياض.

 احتفاء بسيرة

وليلة الاحتفاء به في العوامية؛ حضرت سيرته التربوية الطويلة، وخوطِبت بما يليق بها وسط جمع من المشايخ والمثقفين والشخصيات الاجتماعية. وتولّى المهندس نبيه البراهيم عرافة الحفل الذي استطال لأكثر من ساعة، وتعاقبت الكلمات في التعبير عن الترحاب البالغ بالشيخ، والإجلال لدوره، والتعبير عما يحمله المواطنون في القطيف لجيل الروّاد الذين مهّدوا الطريق للأجيال اللاحقة، وأسهموا في وضع الأسس الأولى في مشاريع التنمية وبرامجها، خاصة أولئك الذين بدأوا من نقطة الصفر، وواجهوا الصعاب، وساعدوا على أن يكون المستقبل أسهل وأجمل.

وثيقة

الوالد العزيز عثمان الصالح ” حفظه الله

بعد التحية ومزيد من الاحترام.. أبدأ رسالتي بالسؤال عن صحتكم، وعسى أن تكونوا في أتم راحة وعافية.

أستاذي القدير..

لقد وفقنا الله في النجاح في المرحلة التوجيهية لكي نمثل شبابنا السعودي هنا في بلاد الغرب ولكي نرفع ونشرف بلادنا ولنبين لهم أننا قديرون لكي نحرز المكانات العالية من بين الأمم وكل هذا يرجع لبركة الله ثم فضلكم وتربيتكم الحكيمة التي أفادتنا الان وستفيدنا في المستقبل ونحن نسير الان على توجيهاتكم السابقة لنا والتي تدل على طريق الحق والصواب  ، ونحن مستمرون في الدراسة الانجليزية تمهيدا لدخولنا الجامعة  عن قريب.

وأخيرا تقبل فائق احترامي

ابنكم

محمد بن فهد بن عبد العزيز

1386 هـ

(المصدر: صحيفة اليوم، الخميس 6 أكتوبر 2011 العدد 13992)

عثمان بن ناصر بن عبدالمحسن الصالح
  • ولد في المجمعة، سنة 1335هـ.
  • معلم ومرب سعودي شهير
  • حاصل وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى
  • له مشاركات في مجالس ولجان كثيرة.
  • عضو مجلس الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر.
  • عضوا في مجلس الأوقاف الأعلى بالمملكة.
  • رئيس مجلس الأوقاف الفرعي في الرياض.
  • له كتابات في قضايا التربية والتعليم والقضايا الوطنية والاجتماعية والتاريخية والدينية في مجلات المنهل والبحوث الإسلامية، والفيصل، والمجلة العربية والحرس الوطني، والدفاع، والمعرفة، إلى جانب الصحف والمجلات المحلية وبعض الصحف الخليجية.
  • كانت له ندوة ثقافية نصف شهرية في منزلة باسم “اثنينية عثمان الصالح”، يحضرها عدد كبير من أدباء ومثقفي المملكة.
  • توفي في الرياض، 24 صفر 1427هـ، عن عمر يناهز 92 عاماً. وأديت عليه الصلاة في جامع الملك خالد في أم الحمام، بحضور الأمير سطام بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض، رحمه الله، وجمع من الأمراء والمواطنين والمشتغلين بالشأن الثقافي والتربوي. (ويكيبيديا).

 بعض حضور الحفل

الشيخ عبدالله الخنيزي، الشيخ سلمان أبو المكارم، بندر عثمان الصالح، الشاعر عدنان العوامي، عبدالغني السنان، المهندس علي الملا، الشيخ عثمان الحقيل، الشيخ عبدالعزيز الركبان، عبدالرحمن الركبان، عبدالله بن محمد آل الشيخ، صالح حسين آل الشيخ، جعفر محمد الشيخ جعفر آل الشيخ، فتحي أحمد الشيخ، نادر السويكت، حسين العوامي، علي أحمد النمر، سلمان الناصر. 

———–

تنويه واعتذار

مما آسَف له؛ عدم تمكني من تذكّر اسم المصور، ولا أعرف هل هو زميلٌ لي في صحيفة “اليوم” شاركني تغطية المناسبة وقتها، أم أنه من جهة صاحب الدعوة الأستاذ حسين الشيخ الذي تواصلتُ معه، أمس، وهو بدوره لم تُسعفه الذاكرة.  

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×