[فيديو وصور] ماذا تفعل جمعية فلك القطيف في صحراء عريرة بعد منتصف الليل..؟ غابة نجوم وعناقيد فلكية في سماء خالية من التلوّث البصري

عريعرة: جمال أبو الرحي

وسط ظلام دامس، تركّز الانتباه على مراقبة الغابات النجمية، وتتبع عناقيدها، وملاحقة أجرام السماء، وتصوير السُّدم التي ملأت السماء.

40 فرداً ما بين متخصّص وهاوٍ؛ سافروا إلى خلوة فلكية وسط الصحراء، قاطعين مسافة 235 كليومتر من القطيف إلى كثبان مركز عريعرة النائي، لمشاهدة السماء صافية وخالية من التلوث الضوئي ووهج المؤثرات الكهروضوئية التي يتسبب بها الإنسان. وفي هذا الصفاء التام؛ عرضت السماء ألغاز أفلاكها على مسرح فضائي مفتوح.

وفي التقرير التالي رصدٌ لما حدث يوم الـ 27 سبتمبر الماضي.

من الأوجام

انطلقت الرحلة من موقع جمعية الفلك الواقعة ببلدة الأوجام الساعة، في تمام الساعة ٣:٤٠ عصراً. ووصلت إلى شمال عريعرة في تمام الساعة ٥:٤٥. وبعدها قطعت ١٨كم في عمق الرمال، ووصلت إلى المنطقة المستهدفة.  توقفت القافلة في منطقة مظلمة من الفئة الثانية بحسب تصنيف التلوث الضوئي. وهناك نُصب التلسكوب وكاميرات المصورين.

رصد ورصد

وفي المنطقة المظلمة أخذت أجندة العمل مكانها من التنفيذ.. رصْد مجموعات نجمية، رصد أبراج، رصد منازل، رصد المجرة وذراعها، كوكب المشتري وأقماره، كوكب زعل وحلقته الهائلة.. كلُّ شيء يُرى من هذا المكان بوضوح يُشبه وضوح البرامج التلفزيونية الوثائقية..

وعبر التسلكسوب المتقدم والكاميرات؛ قضى بعض الفريق ليلتهم في تصوير الفضاء بكواكبه و نجومه ومجراته. فيما انشغل آخرون في نقاشات وحوارات حول علوم الفلك وتأثيرها في الحياة. لكن ما جمع المشاركين هو السحر وجمال أفلاك السماء.

بعضهم استلقى على الرمال ليكون بينه وبين السماء مساحة مشاهَدة مفتوحة، وهادئة.

نقاشات

في النقاشات أضفى الدكتور أنور آل محمد جواً ودوداً بثقافته و خبرته في علوم الفلك.. تحدث عن المجرات والسدم والعناقيد النجمية و الأضواء البروجية. كما تطرق لبعض المفاهيم القرآنية كمعاني السماوات السبع والأرضين السبع. وكان لأسلوبه جاذبية.

التشكيلات النجمية عكف الدكتور أنور آل محمد على شرحها، وهي الأكثر تشويقا خاصة مع سهولة تخيل ما تدل عليها وتطبيق مسمياتها على أشكالها التي تظهر في السماء.

بالعين المجردة

أما المستشار الجيوفيزيائي في شركة أرامكو سابقاً جعفر النمر؛ فقال “بالعين المجرد؛ شاهدنا عجائب بديع خلق الله في سمائه من الأجرام السماوية المختلفة.. هذه المشاهد حرمتنا مشاهدتها المدنية الحديثة”. وأضاف “هنا، وبالمنظار والتلسكوب راقبنا السماء وتتبعنا التدرج الضوئي لظاهرة خروج الفجر من قطع الليل”.

فرصة من السماء

وتنوعت أهداف المشاركين، ما بين فلكي متخصص، وهاوٍ، ومصور فوتوغرافي جاءته فرصة تصوير من السماء.. وكان ذراع مجرة درب التبانة هدفاً مشتركاً.. درب التبّانة يسميه الفلكيون “جوهرة التاج”.. رغبات اقتناصها متوفرة لدى الفلكيين والمصورين، على الرغم من رطوبة تلك الليلة.. ظهرت مصاعب فنية وجوية، لكن التليسكوب أظهر كوكبي المشتري وزحل بألوان جميلة، إضافة لعدة أهداف كمجرة الأندروميدا وسديم الجبار.

شهب الليل

في تلك الليلة؛ شاهد المشاركون أكثر من 30 شهابًا متنوعاً في الحجم واللون.. إنها بقايا زخة شهب إيتا البرشاويات التي بلغت ذروتها في التاسع من سبتمبر الماضي. كما رصدوا مرور 5 أقمار صناعية بالإضافة لتليسكوب هابل.

ومع اقتراب موعد الفجر انتقلت مجموعة من المشاركين إلى أعلى تلة قريبة لرصد الفجرين الكاذب والصادق.. حملوا معهم معدات التصوير الاحترافية واللازمة للدراسة التي تعكف جمعية الفلك عليها منذ أكثر من سنتين ويقودها الدكتور أنور آل محمد وقدمها كورقة علمية بعنوان “رسالة حول الفجر” في أكثر من محفل منها مركز الأمير سلطان بن عبد العزيز للعلوم والتقنية سايتك (برنامج سايتك الفلكي) عام 2018 بجانب عدة أوراق لمختصين في الفلك والتقويم من عدة جامعات سعودية.

بعض المشاركين ذكروا أنهم تمكنوا من رصد الفجر الكاذب بوضوح علاوة على رصدهم للفجر الصادق.

أعضاء من جمعية البحرين الفلكية شاركوا أيضاً في الرحلة. وخرجوا بنتائج جميلة صورت السماء كعروس سائرة إلى عريسها وأبى والداها إلا أن ينثرا على عباءتها السوداء الكثير من اللآلئ والمجوهرات والأحجار الكريمة.

الصور لـ:

  • حسين المرزوق
  • أنيس دهيم.
  • عبدالله الدبيس.
  • نعيم المطوع.

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×