على ذمة آل زوّاد: 60 إعصاراً خطيراً مرّ بالقرب منا.. ولم يصل إلينا محاضرة في سنابس تتحدث عن أعنف ما تفعله الطبيعة قريباً منا
القطيف: ليلى العوامي
على الرغم من عنفها وقسوتها؛ ما زالت بلادنا السعودية في منأى عن مثل هذه الأعاصير. هذا ما خرج به حضور ديوانية سنابس، صباح اليوم، من محاضرة الدكتور فيصل مكي آل زواد الذي حاضر في مقر لجنة تنمية البلدة حول الأعاصير.
المحاضرة أدارها المهندس علي الحداد، ووضع آل زواد شرحاً مفصّلاً لواقع الأعاصير التي اقترب إلينا آخرها، وهو إعصار “قونو” الذي ضرب سلطنة عمان قبل أيام. لكن المحاضر طمأن إلى أن هذه الظواهر المناخية الخطيرة، تمرّ قريباً منا، ولا تصل إلينا في الساحل الشرقي السعودي خصوصاً، وحواضر المملكة المأهولة على وجه عام، باستثناء منطقة الربع الخالي المحاذية لعمان.
طاقة مياه دافئة
وقال آل زواد إن الإعصار يستمد طاقته الهائلة من المياه الدافئة التي تزيد حرارتها على ۲٦٬٥ درجة مئویة ويضعف كثيراً ويضمحل في المياه الباردة. وأضاف “الإعصار یتكون من عواصف ممطرة ضخمة تدور حول مركز یسمى عین الإعصار، وتحاط عین الإعصار بریاح شدیدة السرعة في منطقة تدعى جدار العین”.
وعن مسميات الأعاصيرذكر آل زواد أن هذه “الأسماء تكون متفقاً عليها سابقاً لدى منظمة الأرصاد العالمية، وتكون متوفرة لسنوات”.
قال إن “الجزيرة العربية نالت حظھا، وحتى عام 2018؛ وصل عدد الأعاصير التي أصابتها وتم تسجيلها إلى 60 خاصة اليمن وسلطنة عمان”.
وأوضح “كون الأعاصیر تحتاج إلى دفء ورطوبة المحیطات فإن البلدان العربیة لا تتأثر بها، عدا البلدان المطلة على المحیط الھندي، وھي عمان والیمن والصومال ومدغشقر، وبعضھا يتعرض لأقصى قوة ممكنة وھي الدرجة الخامسة”.
أعنف إعصار
وأضاف “إعصار قونو هو أعنف إعصار مدون في الجزیرة العربیة، وهو من الدرجة الخامسة وقد حدث في 4/يونيو/2007م، وبسببه قُتل 60 شخصاً، إضافة إلى العديد من المفقودين. وقد دمر العدید من القرى في عمان وإیران وقلع الأشجار وأعطب الجسور والشوارع وقطع الكھرباء، ودخلت المیاه في المنازل وعم الظلام العاصمة مسقط. كما تأثر میناء الفجیرة بالأمارات وغرقت بعض القوارب وتأثرت شواطئ المملكة العربیة السعودیة من الأمواج العاتیة وارتفاع مستوى المیاه”.
كما “تأثرت أجزاء من منطقة الربع الخالي. وقدرت فيه الخسارة الاقتصادیة بأكثر من ٤ مليارات دولار أمریكي”.
أما إعصار ھیكا فقد “وصل إلى شواطئ عمان ۲٤ سبتمبر ۲۰۱۹ منذ10 أيام تقريباً، وهناك ثلاث أعاصير مرت في السنة الماضية 2018 وهم سقر- وميكونو- ولوبان”.
قونو المدمّر
وتطرق آل زواد إلى الأعاصير الأخرى التي ضربت الولايات المتحدة “وأهمها كان إعصار ساندي الذي يعتبر من أعظم الأعاصیر من ناحیة الحجم، إذ كان قطره ۱٤۰۰ كم، ونشأ یوم ۲۲ أكتوبر۲۰۱۲م كعاصفة بالقرب من جامیكا، وتطور إلى إعصار من الدرجة الثانیة في 24 أكتوبر بسرعة ریاح ۱۰٥ كم/ساعة، وضرب كوبا في ۲٥ أكتوبركإعصار من الدرجة الثالثة، وخرج منھا وقد ضعف للدرجة الأولى یوم ۲۷ أكتوبر وضعف وصنف عاصفة مداریة، ثم مرة أخرى صنف كإعصار من الدرجة الأولى”.
وأضاف آل زواد “في یوم ۲۹ أكتوبر اتجه نحو الغرب والشمال الغربي، وكأنه في نھایته المحتومة، إذ صُنّف ـ مرة أخرى ـ كعاصفة مداریة بقوة الإعصار بالقرب من شواطئ نیو جرزي متجھا . ً نحو الیابسة، وفي 2 نوفمبر امتصته جبهة باردة ليضمحل بعد أن خلف أكثر من ۷۰ مليار دولار من الخسائر، وخسائر بشرية قدرت بـ ۲۳۳ من سكان ۸ دول وشرد مئات الآلاف ودمر المئات من المنازل”.