[شعر] نضال عبد العظيم أبو السعود: يد السماء
نضال عبد العظيم أبو السعود
قم يا فؤاديَ ننعى للسماء يداً..
أضْفَت سناها على أمجادها بُرَدَا
يدٌ أبى الله إلا مُزنَها ألَقَاً..
وبلسماً غِرسها يستأصل الأوَدَا
ما آنَسَ الحق إلَّاها له كنفاً..
وما سواها جلا عن ذي هوىً رَمَدا
أسْدَتك تاجاً وفي ليل النوى قبساً..
وأرخَصَت في هداك النفس والولدا
فهل علمت كقتلى الطف أضحيةً..
أحنى لها الخلد هاماً والعلى سجدا
وأرعد الغي من صولاتهم وجِلاً..
وصاغراً ألجموا أعناقه مَسَدا
إن يستجاروا فأمجادٌ مشاربهمْ..
وإن يضاموا فأرغى خانعٌ زبدا
أم هل وعى الدهر كالعباس أُحْجِيةً..
يستلهم المجدُ من إيثاره مَدَدا
فديته والرزايا أقبلت كِسَفاً..
على الحسين ضِباعاً باغتت أسدا
يجود بالروح قرباناً لسيدها..
أعظم دماه عريناً و الوفا عَضُدا
ويهجرُ الماء عذباً والظما لهبٌ..
كصالي الجمر في أحشائه اتقدا
ما طاب ريَّاً له بعد ابنِ والدهِ..
واستعذب الموت كأساً والظُبا بَرَدا
وسل سهام الأسى هل عاث مِبضعُها..
بمثل زينب قلباً أو فرى كبدا
كأنها الطَّوْدُ صبراً ويكأن جوىً..
بجانبيها يذيب الصخر والجَلَدا
ثكلى تُطَبِبُ حيناً يُتمَ كوكبةٍ..
سادوا الورى نسباً بالطهر منفردا
وجذوةً تارةً من حزم حيدرةٍ..
تُسدي الأيامى وعزماً واثقاً ورِدا
يكابدوا السَّبي غُولاً ويلَهُ ولظىً..
من الشماتة يَصْلِي الروح والجسدا
وحسبها من دواهي الدهر قارعةً..
ترنو حسيناً وحيداً جاور الأحدا
فهل جزوعٌ يواسيها ويسعفني..
ننعى حبيباً بكاه المصطفى كمَدا
لهفي عليه يُمَنِّي طِفلَهُ رمقاً..
لفْحُ الهجير عليه والظما احتشدا
فيبتروا منه نحراً كاللجين سَنَاً..
هو الضمير أبى أطماعهم صَفَدا
يا للحسين ذبيحاً غُسلهُ دَمُهُ..
للدين أرسى بأوداجٍ له عُمُدا
عاري الجُراح على الرمضاء يلسعها..
لهَبُ الرمال ولا يُحصى لها عددا
مصاحفاً خِلْتُها بالعدل صادعةً..
ديناً يوحِّد أديان السما قِدَدا
تراشَقُ النور من محرابها شُهُباً..
تسوم قابيل من وهَجٍ بها رَصَدا
أحرم فؤاديَ فالتكبير نعش فتىً..
لله ضُرِّج قرباناً به عُبِدا
شاد الفضيلة صرحاً والهدى حرماً..
لطامحٍ رام فجراً باسماً أبدا
وكن أبيَّاً به شعَّ الحسين رؤىً..
وكن كما شاء في بنيانه وتدا
ودَعْهُ يسمو ضميراً فيك مَبدؤهُ..
تكن وفيّاً يلبي للحسين نِدا
فإن فعلتَ حويت الفضل أجمَعهُ..
وصرت ناصره نهجاً ومعتقدا
جميل جداً جزاك الله خيرا وسلمت اناملك
رائعه جعلها الله في ميزان حسناتك ونفعنا وإياك بحب الحسين وإتباع نهجه عليه السلام.