قبل 120 سنة.. خياط ألماني غيّر تعامل النساء مع صدورهن إلى الأبد اخترع أول حمّالة صدر.. وطوّر أمريكي الفكرة.. وغزا كلّ الثقافات
القاهرة: صبرة
قبل 120 سنة؛ لم تكن نساء العالم تعرف ما يُعرف اليوم بـ “حمالة الصدر”، على التصاميم التي تعرفها نساء اليوم. وفي مجتمعنا المحلي السعودية ـ والشرقية بوجه خاص ـ لم ينتشر هذا الزيّ إلا في الخمسين سنة الماضية فقط.
كل ما سبق عام 1899م؛ كانت أزياء لا يمكن وصفها بأنها “حمالات صدر”.. لكنّ ألمانياً من مدينة دريدسن؛ سجّل أول براءة اختراع في العالم لهذا اللباس. وبعده بـ 14 سنة؛ سجّل أمريكيٌّ براءة اختراع أخرى. وهكذا راحت نساء العالم يرتدينها، حتى باتت زيّاً عالميّاً اكتسح كل الثقافات والمجتمعات.
قطع قماش
قبل الأمريكي والألماني؛ كانت النساء يرتدين قطعاً من قماش، لاكتساب مظهر أنيق وجذاب فحسب. وبعد ذلك؛ تحولت إلى “سلعة”. هناك تاريخٌ بشري طويل يبين حاجة المرأة المتغيرة من عصر إلى آخر. ففي عصر ما، كانت المرأة تحتاج إلى إخفاء صدرها تماماً، وفي عصر آخر، كانت تحتاج إلى حمالة تُظهر مفاتنها. وفي عصر ثالث، كانت في حاجة إلى حمالة تتحكم في حجم الثدي.. وهكذا.
ولذلك، يمكن القول إن تغطية صدور النساء لها تاريخ طويل حافل بالقصص والحكايات والمعلومات الثقافية، ولم يخل الأمر من “خرافات” كثيرة حول الحمالة وآلية التعامل معها.
أول براءة اختراع
عند الإغريق والرومان، وقدماء المصريين.. لم تُعرف الحمالات كقطعة ملابس نسائية مستقلة، وبعدما سجل الألماني Christine Hardt براءته؛ وحتى اليوم، مرت الحمالة بتطورات كثيرة في شكلها العام، وآلية تصميمها، ويبدو أن هذا التطور لم ينته بعد، وأن السنوات المقبلة، ستشهد المزيد من التطور والتحسن في حمالة الصدر، التي سيكون منها أنواع كثيرة، تتناسب وشكل جسم المرأة، ونوع العمل الذي تمارسه، واحتياجاتها الشخصية من حمالة الصدر.
الصدر غير المستور
ارتبط ظهور حمالات الصدر في الدول المختلفة ارتباطاً وثيقاً بوضع المرأة في المجتمعات، وتطوّر تفاعلها في المجتمع، وتطور صناعة الأزياء العالمية، والأهم بتطور واختلاف نظرة المجتمع إلى جسد المرأة. ففي عصر المصريين القدامى، كان صدر المرأة عارياً، لا تغطيه أشرطة أو أقمشة.
ومع مرور الوقت، كانت النساء العاملات أو المملوكات، يقمن بلف صدورهن بقطع قماش، مثبتة حول الرقبة، لكي تستطيع التحرك بحرية أثناء العمل.
ومرت الطريقة بتطورات مختلفة على مر العصور، فكانت بداية ظهورها في العصور اليونانية القديمة، أما في عصر الرومان، فكانت حمالات الصدر عبارة عن قطعة قماش، يتم لفها حول الصدر لإخفائه، بسبب معتقدات دينية رومانية تقول إن “ظهور الثدي منظر غير جذاب”.
وفي القرون الوسطى، ارتدت النساء لباساً داخلياً يشد البطن والصدر معاً، وسمي “بال كورسيه”.
وعند الرومان، اشترط على المشاركات بالألعاب الرياضية ارتداء ما يشد ويخفي الصدور لسهولة ممارسة الرياضة، وتشبهاً بالرجال من حيث البنية الجسمية.
قصة عربية
والتسمية العامية لحمالة الصدر، هي “الستيان”، وجاءت من اللغة الفرنسية soutien-gorge، وكلمة soutien تعني الدعم، وكلمة gorge منطقة الحلق أو الحنجرة، وجاء استخدام هذه الكلمة، عوضًا من كلمة “الثدي”، لكون كلمة الثدي غير مهذبة للاستخدام ضمن الطبقات الراقية الفرنسية. وفي عام 1899، اقترحت هذه التسمية، للابتعاد عن ذكر كلمة الثدي صراحة.
ويتناقل العامة في الدول العربية، أن أصل كلمة “ستيان” هي سيدة يونانية، كانت تبيع حمالات الصدر في مصر بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، وكان اسمها “يان” ودعاها العامة “الست يان”، أي السيدة يان، وبذلك أشير إلى حمالة الصدر باسم الست يان. ولكن هذه القصة خاطئة والتسمية الأصلية والواضحة هي أصلها من اللغة الفرنسية.
تطورات وأهداف
وفي الفترة من 1500 – 1800 ولمدة 3 قرون، استخدمت السيدات الكورسيه لشد الخصر، ورفع صدورهن، خاصة مع ارتداء الفساتين الكبيرة الحجم. ولكن بعدها بمئات السنين، ظهر “الكورسيه”، وأصبحت السيدات يستخدمنه لإبراز الصدر وشد الخصر، ليصبح شكل جسدها مثل “الساعة الرملية”.
وفي 1920 عادت موضة إخفاء الثدي مرة أخرى، حيث ارتدت السيدات حمالات الصدر التي تساعد على إخفاء منحنيات جسدها. ومع بداية الثلاثينيات من القرن الماضي، ظهرت حمالات صدر، هدفها دعم إبراز صدر المرأة. وفي هذه المرحلة، ظهرت حمالة الصدر the Symington bra، كانت مستوحاة من رسامي التكعيبية، واستطاعت حمالة الصدر من هذا النوع إنقاذ سيدتين من محاولة اغتيال بالرصاص. وظهرت في السبعينات أول حمالة صدر رياضية، خصيصاً للأبطال الرياضيين، لكي لا تظهر انحناءات الصدر، وتساعد على الحركة.
اختراع ألماني
وفي الأعوام التالية لأول براءة اختراع، وحتى عام 1913 بقيت حمالات الصدر اختراعاً ألمانياً وتطورت صناعتها في ألمانيا باستخدام آلات خياطة لأول مرة، بدلاً من الخياطة اليدوية، وبقيت ألمانيا المصنّع الوحيد لها. انتشرت حمالات الصدر بشكل واسع وسريع في أوروبا ومن ثم الولايات المتحدة الأمريكية. في العام 1914 سُجلت أولى براءات الاختراع والتطوير لحمالات الصدر في الولايات المتحدة الأمريكية، ليبدأ انتاجها هناك أيضاً.
أقاويل وخرافات
وطيلة تاريخ حمالة الصدر، ظهرت العديد من الخرافات والحقائق حول حمالة الصدر، وفوائدها وأضرارها على الصحة العامة، ومن هذه الخرافات، أن نوم المرأة، مرتدية حمالة الصدر، يساعد على الحفاظ على شكل الثدي ومنع ترهله، وثبت فيما بعد أن حمالات الصدر، لا تلعب أي دور في منع ترهل الثديين، الذي يحصل بشكل طبيعي مع التقدم في العمر والحمل والرضاعة. ومن الخرافات أيضاً، الاعتقاد أن حجم الثدي (وبالتالي حجم حمالة الصدر) لدي النساء، يبقى هو ذاته طوال العمر بعد بلوغهن سن العشرين، إلا أن الأمر ليس كذلك تماماً، وثبت أن حجم الثدي يتغير في مراحل عمر المرأة.
وهناك خرافة تقول إن حمالات الصدر، قد تسبب الإصابة بسرطان الثدي، حيث ساد اعتقاد أن حمالات الصدر من الممكن أن تضغط على العقد الليمفاوية الموجودة في الثدي، مسببة الخلل في خلاياها واحتباس السموم فيها. ولكن الحقيقة أن العقد الليمفاوية موجودة في الثدي في المنطقة البعيدة عن المنطقة التي قد يوجد فيها سلك حمالة الصدر. وبالتالي فإن حمالة الصدر لا تسبب أي ضغط على العقد الليمفاوية. ولا زال المصممون يبتكرون أشكالاً جديدة لقطعة الملابس تلك لتناسب الفتيات والسيدات في العصر الحالي.
صحيفة صبرة مع التحية والتقدير لجهودكم الا انني اتساءل عن جدوى الموضوع ، هناك مواضيع اهم من حمالات الصدر اتمنى من الصحيفه طرحها عموما انتقادي للموضوع ليس تقليل من الصحيفة التي تتميز بعبق الماضي وابداع الحاضر نتمنى المزيد المفيد
تحياتي