[صفوى] الابتدائية الخامسة صباح اليوم.. مدرسة خاوية على فصولها حضرت الإدارة والمعلمات وغابت الطالبات.. والأمّهات ذهبن لاستعادة الحقائب والعباءات

صفوى: أمل سعيد

الممرات خالية، الفصول خالية، وحتى الساحات خالية، لا أثر لأقدام تتراكض أو أصوات تتعالى، كل شيء هادئ تماما، فقط أصوات المعلمات وهن يحادثن بعضهن، وربما ملأ صدى الصوت المكان لخلوه من ساكنيه. ومازالت بقايا رائحة حريق أمس واضحة.

وعلى الرغم من بث إدارة الابتدائية الخامسة بصفوى رسالة لأهالي الطالبات تُطمئنهنّ إلى الوضع؛ وعدم وجود داعٍ للغياب؛ بدت المدرسة صباح اليوم الخميس 27 محرم 1441، غياب كامل للطالبات، وحضور كامل لطاقم الإدارة والمعلمات.

توجهنا بالحديث إلى مديرة المدرسة منيرة الهاجري حول الحريق والأمور المصاحبة له، لكنها كانت متحفظة كثيراً، وأوضحت أنها غير مخولة بالحديث عن الموضوع. خلاصة ما قالته هي أن الإدارة أوصلت الصورة كاملة إلى المسؤولين، “هذا واجبنا ونحن نفعل ما علينا فعله”، ثم أمّنت على كلامها المرشدة الطلابية نورية الهاشم بقولها “نعم لا يمكننا الخوض في تفاصيل لسنا مخولين بالحديث عنها”.

يوم دراسي خالٍ

بدا يوماً دراسياً خالياً تماماً من الطالبات. وشوهدت أمّهات الطالبات أتين لأخذ حقائب الطالبات وعباءاتهنّ التي تركنها صباح أمس وقت الإخلاء العاجل. من المنصف القول إن الإخلاء كان ناجحاً، ويُشهد لإدارة المدرسة وحصافة الدفاع المدني في إنقاذ الطالبات والمعلمات، بسرعة الإخلاء.

ومن الإنصاف الإشادة بدور إدارة تعليم الشرقية التي أصلحت وضع الفصل المحترق خلال أقل من 5 ساعات. وقد العمل استمر في المدرسة منذ دخول فرق الدفاع المدني، وقت نشوب الحريق صباحاً، إلى الساعة 10 والنصف مساءً، وتنوع العمل ما بين الدهان والصيانة، وتغيير جهازي تكييف للفصل المحترق، علاوة على تغيير السبورة وكراسي الطالبات وطاولاتهن، ولم يتبق إلا بعض أثر للحريق مازال عالقاً في نوافذ الفصل.

وطبقا للمعلومات التي حصلت عليها “صُبرة” فإن مسؤولين من قسم الصيانة والإشراف جاؤوا للمدرسة صباح اليوم. وذكر مصدر المعلومات أن مسؤولة الأمن والسلامة أحيطت علماً بوجود فصول كثيرة فيها أجهزة تكييف “خربانة”، وكان المكيف المحترق أفضلها، على حدّ تعبير المصدر.

شراكة مجتمعية

يبلغ عدد فصول المدرسة 18 فصلاً، أما عدد أجهزة التكيف فأكثر من 80 مكيفاً أغلبها في حاجة إلى فحص وصيانة، وربما شكل هذا العدد ضغطاً كبيراً أدى إلى ظهور مشاكل في كهرباء المدرسة، وقال المصدر إن “الكهرباء تعمل وتنقطع مراراً، وقد شكا الأهالي عطل أجهزة التكييف من العام الماضي، ورفعت إدارة المدرسة مطالبة بالصيانة، حتى أنه، وفي شراكة مجتمعية، تبرع أحد أولياء الأمور بصيانة عدد من أجهزة التكييف”.

السالفة في الكهرب

صباح اليوم؛ ذهبت أمهات إلى المدرسة مطالبات بنقل بناتهن إلى مدارس أخرى “أكثر أماناً”، وبرر المصدر إقدام الأمهات على ذلك بـ “أن المعلمات يتهيّبن الاقتراب من الفصل المحترق، فكيف حال الطالبات الصغيرات وأمهاتهن اللواتي شاهدن فزع فتياتهن”.

أما الأمهات فتفاوت الأمر عندهن، بين من تنتظر الانتهاء من أعمال الصيانة لتعود ابنتها إلى لمدرسة، وبين مشككة في كل ما يقال عن أعمال الصيانة وتهيئة المدرسة، وبين الرافضة عودة ابنتها للمدرسة مرة أخرى.

وقالت بشرى السعيد “ننتظر حتى الأحد، فإن أنهوا أعمال الصيانة؛ أرسلنا بناتنا للمدرسة”. بينما قالت فاطمة عادل “سأحاول نقل ابنتي إلى مدرسة أخرى. لست واثقة من أن أعمال الصيانة الحالية ستنهي المشكلة” وأضافت “أرسلت لنا إدارة المدرسة اليوم رسالة تطلب من أمهات الطالبات الحضور لاستلام الأغراض الشخصية، وفعلا ذهبت للمدرسة لاستلام عباءة ابنتي وحقيبتها، ولاحظت أن رائحة الحريق لم تختفِ تماماً، ربما احتاجت بعض الوقت لتزول”.

أما منال الدهيم فقالت “سمعنا أنهم غيروا المكيف وصبغوا الفصل، السالفة مو في المكيف؛ السالفة في الكهرب”.

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×