[شعر] جمال الحمود: يومٌ للوطن
حمال آل حمود
فـتَّـشْــتُ فـي مُعْجَــمِ الأوْطــانِ عــن بلَــدٍ
نِــداً لأرْضٍ حــوَتْ منْ أطْهَـرِ المُــدُنِ
فـتَّـشْتُ فـي كلَّ سِفْرٍ أو مــدَوَّنَــةٍ
فـتَّـشْتُ فـي كلَّ قـطْــرٍ دونَمــا وهَــنِ
فـتَّـشـتُ في كــلَّ مــا جـازَتْ إلَيْــهِ يــدِي
علِّــيْ أجِــد موْطِنـاً يشْبِهْـك يــا وطَنِي
هيهاتَ إذ خصَّـكّ الباري بخَيْرِ ثرىً
يا مهْبِطَ الوحــيِ والتنــزيــلِ من زمَنِ
شُـرِّفْــتَ بالبَــيْـتِ تفْضيْـلاً وتَكْرِمَةً
مــنْ ذا يدانِيْكَ في عيْشٍ وفي سَكَــنِ
فِــيْ مكَّــة اخْتارَهُ الرحْمنُ فانْطَلَقَتْ
للحَــقِّ رايـاتُ فِيْ سِــرٍ وفِيْ علَنِ
للدِّيْنِ قـدْ أُسِّسَتْ أرْكــانُ فِيْــهِ فــلا
آثــار للشِــرْكِ ظلَّتْ فيْــهِ أوْ وثــنِ
والمصْطفى خيْـرُ خلْقِ الله قاطِبَةً
قدْ خصَّـهُ الله فــي وحْيٍ وفـي سُـنَـنِ
يدْعُــو إلــى اللهِ فــيْ وِدٍ ومَــرْحَمَةٍ
يهْدِيْ إلى الحَــقَّ يأبـى فِتْنَــةَ الوثَــنِ
ذِيْ طيْبَــةٌ شــرِّفَـتْ فخــراً بمَسْجِــدِه
والطُهْــرُ حـازَتْـه فِي لحْــدٍ ومِــنْ كفَـنِ
طُهَّـرْتَ من كـلِّ رجْــسٍ لــمْ تنَـلْـكَ يدٌ
كــلاّ ولـمْ تخْـزَ من ذلٍ ولم تــهُــنِ
فالله حامِيْـكَ منْ ذلٍ ومنْ دنَسٍ
واللهُ حامِيْكَ مـنْ شرٍ ومـن فتَــنِ
يهْـواكَ كلُّ الــورى يأتــوكَ فــي شغَفٍ
ينْسَــوْنَ مـنْ فـرْحِهِـم بعْــداً عــنِ الــوطَــنِ
لا خشْيَةً تعْتَـرِيْ النّـاسَ مِــنْ خطَــرٍ
أوْ يُــبْـتَــلـى فــيْكَ بالأحْــداثِ والمِحَنِ
يرْعاكَ أقْحـاحُ أُسْدٌ فـيْ عزِيْمَتِهِم
مــا مِـنْ مثِيْــلٍ لـهُم إسْوارةُ الــوطَــنِ
قَــوْمُ إذا محِّصــوا فالنـاسُ تعْرِفُـهُــم
بَيْـنَ الــورى فعْلُهُــم أحْدُوْثَــةُ الزَمَـنِ
قـوْمٌ إذا ما حكَوا فالصِدْقُ قائـدُهُــم
ساسُـوا فـذا نهْجُهُمْ ما جـاءَ فيْ السُنَنِ
قـوْمٌ إذا مـا دعُـوا بــانَــتْ محاسِنُهُم
أوْصافُهُمْ كلُّهــا حسْــنُ إلــى حسَـنِ
قــوْمٌ إذا مــا نُخُــوا فالجُــوْدُ من يدِهِــم
كمْ مــنْ عطايـا لهُــمْ بالسِرِّ والعَلَــنِ
منْ عهْــدِ عبْد العزِيْــزِ اسْتَمَدّوا أثَراً
سيْراً علــى نهْجِهِ المَيْمُوْنِ والفَطِنِ
عِشْنـا عقُــوداً وإيّاهُـمْ بتَـوْأمَـةٍ
إذْ حالُنـا بـاتَ كالرُبّـانِ والسَفِـنِ
كـمْ مِـنْ ملِيْــكٍ أتــى والخَيْـرُ يسْبِقُــهُ
كــمْ شيَّـدوا مـنْ صناعــاتٍ ومِــنْ مُــدُنِ
كــمْ هيّـئوا للعُلى والمَجْـدِ مــنْ سبُلٍ
إذْ مِنْ أمِيْــنٍ يـورِّثْهــا لِمؤْتَمَنِ
حتّى إذا مــا أتــى سلْمانُ كانَ بِنـا
كالقَـلْــبِ والعَيْــنِ ثُمْ كالــيَدِّ والأُذُنِ
حقــاً هُوَ النَبْــضُ والأنْفــاسُ أجْمَعُها
لِلَّهِ هُوْ مِــنْ ملِيْـكٍ فـارِسٍ مـرِنِ
بالحَـزْمِ والعَــزْمِ موْصـوْفٌ فلا خطَــرٌ
فِــيْ ظِل ِمِقْدامِها الثابِــتِ اليَقِنِ
بُوْرِكْـتَ مِنْ قائـدٍ مغْـوارُ أوْجَـدَهُ
فيْنــا زمــانُ فمـا أحْــلاهُ مِـنْ زمَـنِ
إخْتـرْتَ للعَهدِ إذْ ولَّيْــتَ خيْــرَ فتىً
إذْ كانَ فِــيْ عزْمِــهِ الوقـادِ كالمَتُنِ
لا ينْثَنِيْ صخْـرُ ما كَلَّـتْ عزائمُـهُ
يمْضيْ هُمـاماً كأنَّ الصَعْبَ لمْ يَكُنِ
قـدْ ذلَّلَ الصعْبَ في حزْمٍ وفي جلَدٍ
تلْقاهُ فِيْنــا بشُوْشــاً وللعِــدى مكِـنِ
دمْتُمْ ودامَتْ لنا الُشْرى وقادَتُنــا
أعــوامُ فِــيْ أجْمَـلِ الأوْطانِ فــيْ وطني