حسن الحجاج.. المظاهرات أدخلته السجن.. وخرج منه بطلاً في الـ “يُوغا” استفاد من برنامج "إدارة الوقت" ودرّب جسده على المرونة العالية
القطيف: شذى المرزوق
في عام 2012؛ قُبض عليه على خلفية أحداث القطيف. مرّ من مراحل التحقيق والمحاكمة، وحصل على حكم قضائي أبقاه في السجن قرابة 7 سنوات. وحين خرج من السجن وعاد إلى المجتمع؛ عاد ممارساً محترفاً لواحدة من أندر الرياضات في المملكة..!
اليوغا.. رياضة المرونة العالية، والليونة الخارقة. وفي حسابه في “سنابشات” يستعرض ابن جزيرة تاروت، حسن الحجّاج، مهاراته على نحو متواصل. ويوم الجمعة الماضي؛ كشف عن سرٍّ تعلمه المهارات، في تعليقٍ له على خبر قيام 19 شاباً سعودياً من نزلاء السجن السابقين في رفع أعلى سارية في محافظة القطيف، ضمن تحضيرات المحافظة لليوم الوطني. وقال في حسابه إنه تعلم وتدرب على رياضة “اليوغا” حين كان في السجن، وضمن استفادته من برنامج “إدارة الوقت”.
عامان
وفي حديثه لـ “صُبرة” كشف الحجاج عن تفاصيل كثيرة تخص مدة قضاء حكمه والوقت الذي أداره لنفسه في السجن. وقال إنه قضى العامين الأخيرين في برنامج إدارة الوقت. ووصف الحجاج برنامج إدارة الوقت بأنه “برنامج رعاية يومي، وتأهيلي منظم، يبدأ من الساعة الـ 7 صباحًا، حتى ال 1 ظهرًا، ومن الساعة 4 حتى 9 مساء”.
ويذكر الحجاج أن البرنامج أولى اهتماماً كبيراً بجوانب رياضية وثقافية وفنية إذ “تم تجهيز برنامج الصالة الرياضية بأجهزة متنوعة لشتى أنواع الرياضات، بما تتناسب مع الهوايات المختلفة للنزلاء، مثل ملاعب كرة طائرة، كرة السلة، كرة القدم، التنس، وكذا صالة الحديد، وصالة البلياردو، حتى بات السجن كعالم مصغر مستنسخ من العالم الخارجي، فهنالك فرق رياضية تتحدى، وهنالك مشاركات في الدوري الرياضي لكل نشاط من هذه الأنشطة، كدوري رمضان السنوي”.
ثقافة
ويكمل الحجاج وصف تجربته في هذا القسم بتفصيل أكثر قائلا “هنالك ساعات للتشميس الخارجي في الباحة الخارجية التي تحوي مكتبة من الكتب المتنوعة تأتي امداداتها من مكتبة جرير ومكتبة المتنبي، كما يوجد مركز مصغر للتموينات الغذائية يتم شراء ما يلزم منه، وبالإمكان تقديم الطلبات الخارجية حيث يوفر البرنامج مجالاً لطلب الألبان، والمخابز، والخضار، وغيرها”.
دعم الميول
وأضاف الحجاج أن “البرنامج اهتم بتوفير جوانب تدعم الميول الفنية أيضًا، إذ تم توفير استيديو صوتيات يعمل فيه شباب متمكن من المونتاج وتسجيل بعض من الأناشيد الوطنية، وكذا تسجيل تلاوة القران الكريم، كما أن هنالك مرسماً مجهزاً بشكل كامل، ليكون كمعمل للوحات الفنية والمجسمات بشكل تحف ومنحوتات يدوية، على مستوى عالٍ من الاحتراف” على حد تعبيره.
سينما في السجن
ويضيف “في الآونة الأخيرة تم استخدام شاشة سينما للنزلاء دعما لتطوير البرامج التأهيلية المتنوعة التي يحظى بها المشاركون من النزلاء في هذا القسم، ولكل جناح وقت خاص ومحدد له في هذه البرامج اليومية، كما أن لكل جناح عدداً من الغرف، في كل غرفة فيها 5 أسرة، ودورة مياه خاصة بها، وغرفة تشميس صغيرة، وركن للطعام، وتلفاز حيث يتم تزويد كل غرفة بالوجبات ومجموعة من الصحف يوميًا”.
المناصحة
وعن مشاركات الحجاج الشخصية قال “شاركت في أكثر من برنامج تأهيلي كالمناصحة، واللجان الرياضية، ولجنة تنسيق وتصميم ديكور اليوم الوطني”. وقال إنه كان من المشاركين في رفع راية المملكة في كورنيش الغدير بسيهات”. وأشاد الحجاج بالدور الكبير الذي توليه إدارة السجون لرعاية النزلاء وتوفير مايلزم للارتقاء بهم نحو الأفضل وقال “السجن مدرسة في الدرجة الأولى كيف ما يوجه الإنسان نفسه سيلقى النجاح بحسب توجهه”.
وأشار إلى أن الفراغ الذي يعيشه النزيل اذا تم استغلاله بطريقة ملائمة ومتناسبة مع الميول والهواية ستصل به إلى النجاح في الجانب الذي يركز عليه، فإن كان ميول النزيل للشعر فهنالك قنوات شعر متنوعة وكتب شعرية ونثرية، وكذا كتب للتعليم تعزز لديه الهواية”.
يضيف “وإن كان من محبي متابعة الشؤون الاقتصادية أو من المهتمين بالثقافة العامة، فهناك المكتبة التي توفر كتباً وصحفاً متنوعة وبشكل كبير وللنزيل الحرية الكاملة في القراءة والاطلاع”.
اليوغا
وعن الرياضة قال الحجاج “استهوتني رياضة اليوغا بشكل كبير وقرأت عنها بكثافة، وهي رياضة صعبة نوعاً ما في فن تشكيل الجسد وتحتاج إلى مرونة عالية.. كان عليّ أن أطور من نفسي فيها خلال السنتين التي قضيتها في برنامج إدارة الوقت”.
وإنه نه تعلمها لممارستها “على مستوى شخصي وليس على مستوى عام، وذلك لأن الأندية والمراكز الرياضية في المملكة لا تولي هذا الجانب من الرياضة اهتماماً كبيراً، كما هو الحال في الهند وبلدان أوروبا والأمريكيتين التي تخصص لليوغا مدارس خاصة بها”.
ويرجع الحجاج الفضل في تمكنه من هذا الفن في تشكيل الجسد الى البرنامج التأهيلي في قسم إدارة الوقت الذي وفر له كل ما يحتاجه رياضيًا وثقافيًا لدعم هذه الهواية. ويذكر الحجاج أنه ما زال يمارس اليوغا حتى بعد خروجه من السجن لمدة 30-35 دقيقة خلال 6 أيام بالأسبوع، فيما يمارس عمله الخاص في مجال العقارات”.
الله يحفظه وينفع به المجتمع والوطن
التغيير نحو الأفضل والاستفادة من ثقب بشع نور جميل جدا جعله الله في ميزان حسناتكم جميعا